وقال أَبو زيد : العَصُوبُ : الناقة الَّتي لا تَدِرّ حتى تُعْصَبَ أَدانِي مُنْخُرَيْهَا بخَيْط ثم تُثَوَّر ولا تُحَلُّ حتى تُحْلب . وفي حديث عمرو ومُعَاوِيَة : إِن العَصُوبَ يَرْفُقُ بها حَالِبُهَا فتَحْلُبُ العُلْبةَ قال : العَصُوبُ : النَّاقَة التي لا تَدِرُّ حَتَّى يُعْصَب فَخِذَاها أَي يُشَدَّانِ بالعِصَابة . والعِصابُ : ما عَصَبها بِهِ . وأَعْطَى على العصْبِ أَي على القَهْر مَثَلٌ بِذلِك . قال الحُطَيْئَةُ : .
تَدِرُّونَ إِنْ شُدَّ العِصَابُ عَلَيْكُمُ ... ونَأْبَى إِذَا شُدَّ العِصَابُ فلا نَدِرّْ قال : شيخُنَا : وهِي من الصِّفَات المَذْمُومَة في النُّوق . وعَصِبُوا بِهِ كسَمِعَ وضَرَبَ : اجْتَمَعُوا حَوْله . قال سَاعِدَةُ : .
ولكِنْ رأَيْتَ القَوْمَ قد عَصَبُوا بِهِ ... فلا شَكَّ أَنْ قَدْ كَانَ ثَمَّ لَحِيمُ وفي الأَسَاس : عَصَبُوا بِهِ : أَحَاطُوا ووجَدْتُهُم عَاصِبِينَ بِهِ وقَدْ تَقَدَّم . والعَصُوبُ من النساءِ : المَرْأَةُ الرَّسْحَاءُ أَوِ الزَّلاَّءُ وكلاهما عن كُرَاع . وقال أَبو عُبَيْدَة : العَصُوبُ : الرَّسْحَاءُ والمَسْحَاءُ والرَّصْعَاءُ والمَصْوَاءُ والمِزْلاَقُ والمِزْلاَجُ والمِنْدَاصُ . واعْصَوْصَبَتِ الإِبلُ : جَدَّت في السَّيْرِ كأَعْصَبَت واعْصَوْصَبَ القومُ إِذَا اجتَمَعُوا فإِذا تَجَمَّعُوا على فَرِيقٍ آخرَينَ قيل : تَعَصَّبُوا . واعْصَوْصَبُوا : استَجْمَعُوا وصَارُوا عِصَابَة وعَصَائِبَ وكَذَلِك إِذَا جَدُّوا في السَّيْر اعْصَوْصبَتِ الإِبِلُ وعَصبَت وعَصِبَت : اجْتَمَعَتْ . وفي الحَدِيث أَنَّه كان في مَسِيرٍ فرَفَع صوتَه فلما سَمعوا صَوْتَه اعْصوْصبُوا أَي اجْتَمَعُوا وصَارُوا عِصَابَةً واحِدَةً وجَدُّوا في السَّيْر اعْصَوْصَبَ اليوم والشَّرُّ : اشْتَدَّ وتجَمَّع كأَنَّه من الأَمْرِ العَصِيبِ أَي الشَّدِيد في التَّنْزِيلِ : هذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ قال الفرَّاءُ يومٌ عَصَبْصَبٌ وعَصِيبٌ : شَديدُ الحَرِّ أَو شَدِيدٌ . وليلةٌ عَصِيبٌ كَذَلك ولم يَقُولُوا عصيبة قال كُرَاع : هُو مُشتَقٌّ من قَوْلك : عَصَبْتُ الشيءَ إِذَا شَدَدْتَه وليسَ ذَلِك بمَعْرُوف . أَنشد ثَعْلَب في صفة إِبِلٍ سُقِيَت : .
" يا رُبَّ يَوْم لَكَ مِنْ أَيَّامِهَا .
" عَصَبْصَبِ الشَّمْسِ إِلَى ظَلامِها وقال الأَزْهَرِيّ : هو مأْخُوذٌ من قَوْلِك عَصَبَ القومَ أَمرٌ يَعْصِبُهُم عَصْباً إِذَا ضَمَّهُم واشْتَدَّ عَلَيْهِم . وقَال أَبُو العَلاء : يوم عَصَبْصَبٌ : بَارِدٌ ذو سَحَابٍ كَثِير لا يَظْهَرُ فِيه مِن السَّمَاء شَيءٌ كذا في لسان العرب . والعَصِيبُ من أَمْعَاءِ الشَّاءِ : ما لُوِي مِنْهَا . والعَصِيبُ : الرِّئَةُ تُعَصَّبُ بالأَمْعَاءِ فتُشْوَى والجَمْعُ أَعْصِبَةٌ وعُصُبٌ . قال حُمَيْدُ بْنُ ثَوْر وقِيلَ هو للصِّمَّةِ بْنِ عَبْدِ اللهِ القُشَيْرِيّ : .
أُولئك لم يَدْرِينَ ما سَمَكُ القُرَى ... ولا عُصُبٌ فِيهَا رِئَاتُ العَمَارِسِ وفي لسان العرب : ويُقَالُ لأَمْعَاءِ الشَّاةِ إِذَا طُوِيَت وجُمِعَت ثم جُعِلَت في حَوِيَّة من حَوَايَا بَطْنِها : عُصُبٌ واحِدُها عَصِيبٌ . والتَّعْصِيبُ : التَّسْوِيدُ من سَوَّدَه قَوْمُه إِذَا صَيَّروهُ سَيِّداً . وفي الأَسَاس : وكَانُوا إِذَا سَوَّدُوه عَصَّبُوه فجرى التَّعْصِيبُ مَجْرَى التَّسْوِيد . والمُعَصِّبُ كمُحَدِّث : السَّيِّدُ المُطَاع . والذي في التَّوْشِيح وظاهر عِبَارَة لِسَان العَرَب ضَبْطُه كمُعْظَّم كما سنَذْكُره . قال ابن مَنْظُور : ويقال للرَّجُل الذي سَوَّدَه قومُه : قد عَصَّبُوه فهو مُعَصَّب وقد تَعَصَّبَ . ومنه قول المُخَبَّل في الزِّبْرِقَان : .
رأَيتُكَ هَرَّيتَ العِمَامَةَ بَعْدَ مَا ... أَراكَ زماناً حاسِراً لم تَعَصَّبِ وهو مَأْخُوذٌ مِن العصَابَة وهي العِمَامَة وكانَت التِّيجَانُ للمُلُوك والعَمَائِمُ الحُمْرُ للسَّادَة من العربِ قال الأَزْهَرِيّ : وكان يُحْمَلُ إِلى البَاديَة من هَرَاةَ عَمَائِمُ حُمْرٌ يَلْبَسُهَا أَشْرَافُهُم ورجُلٌ مُعَصَّبٌ ومُعَمَّم أَي مُسَوَّد . قال عَمْرُو بْنُ كُلْثُوم :