هنا لك لو دعوت أتاك منهم * رجال مثل أرمية الحميم ( و ) سمى ( العرق ) حميما على التشبيه وأنشد ابن برى لابي ذؤيب تأتى بدرتها إذا ما استكرهت * الا الحميم فانه ينبضع ( و ) الحميمة ( بهاء اللبن المسخن ) وبه فسر قولهم شربت البارحة حميمة ( و ) من المجاز الجميمة ( الكريمة من الابل ج حمائم ) يقال أخذ المصدق حمائم أموالهم أي كرائمها وقيل الحميمة كرام الابل فعبر بالجمع عن الواحد قال ابن سيده وهو قول كراع ( واحتم ) له ( اهتم ) كأنه اهتمام لحميم قريب وأنشد الليث تعز على الصبابة لا تلام * كانك لا يلم بك احتمام ويقال الاحتمام هو الاهتمام ( بالليل أو ) احتم الرجل ( لم ينم من الهم و ) احتمت ( العين أرقت من غير وجع و ) يقال ( ما له حم ولا سم ) غيرك ( ويضمان ) أيضا أي ماله ( هم ) غيرك كما في الصحاح وكذلك ما له حم ولارم بفتحهما وضمهما ( أو ) معنى قولهم ماله حم ولارم أي ( لا قليل ولا كثير ومالك عنه ) حم وحم ورم ورم أي ( بد ) ونص الجوهرى مالى منه حم وحم أي بد ( والحامة العامة و ) هي أيضا ( خاصة الرجل من أهله وولده ) وذى قرابته يقال هؤلاء حامته أي أقرباؤه قاله الليث ومنه الحديث اللهم هؤلاء أهل بيتى وحامتى فأذهب عنه الرجس وطهرهم تطهيرا وفي حديث انصرف كل رجل من وفد ثقيف إلى حامته ( و ) الحامة ( خيار الابل ) كما في الصحاح ( وحم الشئ معظمه و ) الحم ( من الظهيرة شدة حرها ) يقال أتيته حم الظهيرة قال أبو كبير الهذلى ولقدر بأت إذا الصحاب تواكلوا * حم الظهيرة في اليفاع الاطول ( و ) الحم ( الكريمة من الابل ج حماثم ) وقد تقدم ان الحماثم جمع حميمة كصحيفة وصحائف ( والحمام كشداد الديماس ) اما لانه يعرق أو لما فيه من الماء الحار قال ابن سيده مشتق من الحميم ( مذكر ) تذكره العرب وهو أحد ما جاء من الاسماء على فعال نحو القذاف والجبان ( ج حمامات ) قال سيبويه جمعوه بالالف والتاء وان كان مذكرا حين لم يكسر جعلوا ذلك عوضا عن التكسير وأنشد ابن برى لعبيد بن القرط الاسدي نهيتهما عن نورة أحرقتهما * وحمام سوء ماؤه يتسعر وأنشد أبو العباس لرجل من مزينة خليلي بالبوباة عوجا فلا أرى * بها منزلا الا جديب المقيد نذق برد نجد بعد ما لعبت بنا * تهامة في حمامها المتوقد قال شيخنا نقل الشهاب عن ابن الخبازان الحمام مؤنث وغلطوه وقالوا التأنيث غير مسموع * قلت وذكر ابن برى تأنيثه في بيت زعم الجوهرى انه يصف حماما وهو قوله فإذا دخلت سمعت فيها رجة * لغط المعاول في بيوت هداد ( ولا يقال ) لداخل الحمام إذا خرج ( طاب حمامك وانما يقال طابت حمتك بالكسر أي ) طاب ( حميمك أي طاب عرقك ) قاله الازهرى وقال ابن برى فاما قولهم طاب حميمك فقد يعنى به الاستحمام وهو مذهب أبى عبيد وقد يعنى به العرق أي طاب عرقك وإذا دعى له بطيب عرقه فقد دعى له بالصحة لان الصحيح يطيب عرقه وفي الاساس ويقال للمستحم طابت حمتسك وحميمك وانما يطيب العرق على المعافى ويخبث على المبتلى فمعناه أصبح الله جسمك وهو من باب الكناية وإذا عرفت ما ذكرنا ظهر لك ان ما نقله شيخنا ووجهه غير مناسب ونصه قلت صرحوا بانه من لازم طيب الحمام طيب العرق فالدعاء به دعاء بذلك فما وجه المنع انتهى * قلت وقد يوجد طيب الحمام ولا يوجد طيب العرق فيما إذا دخله المبتلى فهذا هو وجه المنع فلا يكون الدعا بطيب الحمام دعاء بطيب العرق لانه لا دخل له في ذلك ثم قال وان استحسنه البدر القرا في شارح الخطبة وادعاه لطيفة ووجهه بأنه ربما يقال بكسر الحاء وهو الموت فينقلب الدعاء عليه قال شيخنا قلت وهو من البعد بمكان بل لو صح هذا التحريف لكان دعاء له أيضا فتأمل والله أعلم * قلت وهذا غريب من البدر .
القرافى مع علو منزلته في العلم كيف يوجه من عقله ما يخالف نقول الائمة وهل لمثل هذه القياسات الباطلة مجال في علم اللغة وعجيب من شيخنا C كيف يشتغل بالرد على مثل هذا الكلام والله يغفر لنا ويسا محنا أجمعين ( وأبو الحسن ) على بن أحمد بن عمر ( الحمامى مقرئ العراق ) أخذ عن ابن السماك وابن النجار وعنه أبو بكر البيهقى والخطيب توفى سنة أربعمائة وسبعة عشر ببغداد ودفن عند الامام أحمد ( وذات الحمام ة بين الاسكندرية وأفريقية ) على طريق حاج المغرب وقال نصر بلد بين مصر والقيروان وهو إلى الغرب أقرب ( والحمة كل عين فيها ماء حار ينبع ) يستشفى بالغسل منه وقال ابن دريد هي عيينة حارة تنبع من الارض ( تستشفى بها الاعلاء ) والمرضى وفي الحديث مثل العالم مثل الحمة تأتيها البعداء وتتركها القرباء فبينا هي كذلك إذ غار ماؤها وقد انتفع بها قوم وبقى أقوام يتفكنون أي يتندمون وفي حديث الدجال أخبروني عن حمة زغر أي عينها وزغر كصرد موضع بالشأم ( و ) الحمة ( واحدة الحم لما أذبت اهالته من الالية ) إذا لم يبق فيه ودك عن الاصمعي قال وما أذبت من الشحم فهو الصهارة والجميل وقال غيره الحم ما اصطهرت اهالته من الالية ( والشحم ) واحدته حمة قال الراجز * يهم فيه القوم هم الحم * ( أو ) هو ( ما يبقى من ) الاهالة أي ( الشحم المذاب ) قال كأنما أصواتها في المعزاء * صوت نشيش الحم عند القلاء قال الازهرى والصحيح ما قال الاصمعي قال وسمعت العرب تقول لما أذيب من سنام البعير حم وكانوا يسمون السنام الشحم وقال