يقول : أَقَامَ آبَائِي في البَادِيَة ولم يَحْضُرُوا القُرَى . وقَال الأَزْهَرِيّ : تعرَّب مِثل استَعْرَب . وتعرَّبَ : رجَعَ إِلى البَادِيَة بعدَمَا كَانَ مُقِيماً بالحَضَر فلَحِق بالأَعْرَاب . وقَال غيره : تعرَّب أَي تشَبَّه بالعَرَب . وتعرَّب بعد هِجْرته أَي صارَ أَعْرَابِيّاً . وفي الحَدِيث ثلاثٌ من الكَبَائِر . مِنْهَا التَّعَرُّبُ بعدَ الهِجْرَة . وهو أَن يَعُود إِلى البَادِيَة ويُقِيمَ مع الأَعْرَابِ بعد أَنْ كَانَ مُهَاجِراً . وكَان مَنْ رَجَع بعد الهِجْرَة إِلى مَوْضِعِه من غَيْر عُذْر يَعُدُّونه كالمُرتَدّ . ومنه حَدِيثُ ابنِ الأَكوَعِ لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَج إِلَى الرَّبَذَة وأَقَامَ بِهَا ثم إِنَّه دَخَل على الحَجَّاج يَوْماً فقال له : يا ابْنَ الأَكْوَع ارتدَدْتَ على عَقِبَيك وتعرَّبْتَ . ويُرْوَى بالزَّاي وسيُذْكَر في مَوْضِعِه . وَعُروبَاءُ أَي كَجَلُولاَءَ وقد وُجدَ كذلك في بَعْضِ النُّسَخ : اسْمُ السَّماءِ السَّابِعَة قالَه ابْنُ الأَثِير والّذي في الأَعْلاَم للسُّهَيْلِيّ أَنَّه عِرْبِيَاءُ كما أَن جِرْبِيَاءَ اسمٌ للأَرْضِ السَّابِعَة وأَوردَهُ ابنُ التِّلِمْسَانِيّ نقلاً عنه قاله شَيْخُنا . ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه : عَرُبَ الرَّجُلُ يَعْرُبُ عُرْباً وعُرُوباً عن ثَعْلَب وعُرْبَةً وعَرَابَةً وعُرُوبِيَّة كفَصُحَ : أَفْصَحَ بَعْد لُكْنَةٍ في لِسَانِه . ورجُلٌ عَرِيبٌ : مُعْرِبٌ . وَعَرَّبَتْهُ العَرَب وأَعْرَبَتْهُ إِذَا تَفوَّه بِه العَرَب على مِنْهَاجِها وقد ذكرناه . وعَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً أَي صَارَ عَرَبِيّاً . وتَعَرَّبَ واسْتَعْرَبَ : أَفْصَحَ . والتَّعْرِيبُ مِثْلُ الإِعْرَابِ مِن الفُحْشِ في الكَلاَمِ . وفي حَدِيثِ بَعْضِهِم : ما أُوتِيَ أَحَدٌ من مُعَارَبَةِ النِّسَاءِ ما أُوتيتُه أَنَا كَأَنَّه أَرَادَ أَسبابَ الجِمَاع ومُقَدّماته . وأَعْربَ سَقْيُ القَوْمِ إِذَا كَان مَرَّةً غِبّاً ومَرّةً خِمْساً ثم قَامَ على وَجْه وَاحِد . والعرَبْرَبُ : السُّمَّاقُ قد ذكره غَيْرُ وَاحِدٍ هنا . وعُرَيْبٌ مُصغَّراً : حَيٌّ مِنَ اليَمَن . وفي الأَسَاس : تعرَّبَتْ لِزَوْجِها : تغَزَّلَت وتَحبَّبَت . وابْنُ العَرَبِيّ بالأَلِف واللاَّم هو القَاضِي أَبُو بَكْرِ المَالِكِيُّ عَالِمُ الأَنْدَلُس صاحب بُغْيَةِ الأَحْوَذِيِّ وغَيْرِه . وابنُ عَرَبيٍّ بلا لاَمٍ محركة هو العَارِفُ المُحَقِّق مُحْيي الدِّين مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الحاتِمِيُّ الطَّائِيُّ نَزِيلُ دِمَشْق والمدفونُ بِهَا . وُلِدَ ليلَة الاثْنَيْن أَو الجُمُعة 27 رمضان سنة 560 ه بمَرْسِيَةَ وتُوُفّيَ ليلَة الجُمُعَة 27 ربيع الآخر سنة 638 ه بِدِمَشْق فمُدَّة حَيَاته سَبْعٌ وسَبْعُون سنة وستة أَشْهُر وخَمْسٌ وعشْرُون يوماً . ويقال : إِنَّ المَوْلِدَ والوَفاةَ كِلاَهُمَا في 27 رمضان وقد وَهِم المُصَنِّف في إِيرَادِه هكذا . والصَّوَابُ أَنَّ القَاضيَ أَبَا بَكْر هو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللهِ . والحَاتميّ هو مُحَمَّدُ بنُ عَبْد عَلِيّ كَمَا حَقَّقَه الحَافِظُ فِي التَّبْصِير وهذا الفَرْقُ الذِي ذَكَره هو الذي سَمِعْنَاه منْ أَفْوَاهِ الثِّقَات غيرَ أَنِّي رأَيتُ في جُزْء من أَجْزَاءِ الحَدِيثِ على هَامِشه طباق فيه سَمَاعٌ لابن عَرَبِيٍّ بخَطِّه وقد ذكر فيه آخر السّماع وكتبه مُحمَّدُ بنُ عَلِيّ بْنِ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العَرَبِيِّ والطَّائِيُّ هكذا بالأَلف واللاَّم وكذا في نُسَخ من فُتُوحَاتِه على ما نَقَلَه شيخُنا ثم قَال : وهذا اصْطَلَح عليه النَّاسُ وتَدَاوَلُوه . قلتُ : وفي التَّبْصِيرِ كِلاَهُما ابْنُ عَرَبِيٍّ من غَيْرِ اللاَّم . ومُنْيَة أَبِي عَرَبِيّ قريَة بالشَرقيّة . وحَوض الْعَرَب : أُخْرَى بالدَّقَهْلِية . وبِرَك العَرب : أُخرَى بالغَربية . وبَنُو العَرَب بالمنوفِيّة كذَا في القَوَانِين . وصالحُ بنُ عَرِيب كأَمِير : محدِّث . ويَحْيَى بنُ حَبِيب بنِ عَرَبِيّ : شَيْخُ مسلم . وعثمانُ بنُ محمد بنِ نَصْر بْنِ العِرْب بالكسر مُحدِّث وأُخْته حَبِيبَة حَدَّثت عن أَبِي مُوسَى المَدِينيّ وأَبُو العَرَبِ القَيْرَوَانِيّ المُؤَرِّخ بالتَّحْرِيك واسمُه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بنِ