قرأْتُ في شرحِ قصيدةِ : تأَبَّطَ شَرّاً للمُفضّلِ الضَّبِّيِّ ما نَصُّه : أَبو عِكرِمَةَ روى : عِوَلي بكسر العينِ في اللفظتينِ جميعاً وغيرُ أَبي عكرِمَةَ روى عَوَلي بفتح العينِ والواوِ جميعاً كلتا اللَّفظَتينِ رواهُما هكذا وهذه روايَةُ أَحمدَ بنِ عُبيدٍ جعلهما مَصدرَينِ ومن كسَرَهُما جعلَهما جمعَ عَوْلَةٍ كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ يقول : لو أَنِّي بكَيْتُ على أحد بكيت على هذا الذي هذه صفتُه بَصير بِكَسْبِ المَجْدِ إلخ . وعَيِّلُكَ ككَيِّسٍ وعِيالُكَ مثل كتابٍ : مَنْ تَتَكَفَّلُ بهم وتَعولُهُم واوِيَّةٌ يائيَّةٌ ولذا أَعادَها المصنِّفُ في عيل أَيضاً وقال ابن برّيّ : العِيالُ ياؤُهُ مُنقلبةٌ عن واوٍ لأَنَّه من عالَهُم يَعولُهُمْ : إذا كفاهم مَعاشَهُم وكأَنَّه في الأَصل مَصدرٌ وُضِعَ على المَفعولِ ج : عالَةٌ عن كُراع قال ابنُ سيدَه : وعندي أَنَّه جمعُ عائلٍ على ما يكثُر في هذا النَّحْوِ وأَمّا فَيْعَلٌ فلا يُكَسَّرُ على فَعَلَةٍ البَتَّة وأَصلُ العَيِّلِ عَيْوِلٌ فأُدْغِمَ وفي حديث حنظَلَةَ الكاتبِ : فإذا رجَعْتُ إلى أَهلي دَنَتْ منّي المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ . وقد تقعُ على الجماعةِ ومنه الحديثُ : رَجُلٌ يُدْخِلُ على عَشَرَةِ عَيِّلٍ وعاءً مِنْ طَعامٍ يُريدُ على عشرة أَنْفُسٍ يَعولُهُم فقال : عَشَرَةَ عَيِّلٍ ولم يَقُل : عَيايِل . يُقال : نِسْوَةٌ عَيايِلُ ومنه حديثُ ذي الرُّمَّةِ ورُؤبَةَ في القَدَرِ : أَتُرَى اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدَّرَ على الذِّئْبِ أَنْ يأْكُلَ حَلوبَةَ عَيايِلَ عالَةٍ ضَرائِكَ . وعَيَّلَهُم : صَيَّرَهُم عِيالاً أَو أَهملَهُم قال : .
" لقدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ والمِعْوَلُ كمِنبَرٍ : الحديدَةُ يُنقَرُ بها الجِبالُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الفأْسُ العَظيمَةُ التي يُنقَرُ بها الصَّخْرُ والجَمْعُ مَعاوِلُ . والعالَةُ : النَّعامَةُ عن كراع فإمّا أَنْ يَعنِيَ بهِ هذا النَوعَ من الحيوانِ وإمّا أَن يعنِيَ به الظُّلَّةَ لأن النعامة أيضاً : الظلة وهو الصحيح . العالَةُ : شِبهُ الظُّلَّةِ يُستَتَرُ بها من المَطَرِ مُخفَّفَةَ اللامِ . قد عَوَّلَ تَعويلاً : اتَّخَذَها ونَصُّ الصحاحِ : تَقولُ منه : عَوَّلْتُ عالَةً : بنيْتُها قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ : .
" فالطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدا قال ابنُ بَرِّي : الصحيحُ أنّ البيتَ لساعِدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيِّ . قلتُ : وهكذا قرأتُه في ديوانِ شِعرِ الهُذَلِيِّينَ في قصيدةٍ لساعِدَة وقال شارِحُه السُّكَّريُّ : المُعَوِّل : الذي يبني العالَة وهو أن يقطعَ الشجرَ فيستَظِلَّ به من المطَر . عَوَّلَ عليه وبه : أي اسْتعانَ به . وعليه المُعَوَّل : أي المُتَّكَل . والاسمُ العِوَل كعِنَبٍ وقد مرَّ شاهدُه من قَوْلِ تأبَّطَ شَرَّاً . يقال : ما له كال ولا مال أي شيء يقال أيضاً : ماله عالَ ومالَ : دُعاءٌ عليه فعالَ أي كَثُرَ عِيالُه ومالَ : جارَ في حُكمِه . ويقال للعاثِر : عا لكَ عالِياً كقولِهم : لَعاً لكَ عالِياً يُدعى له بالإقالة وفي التهذيب : دعاءٌ له بأنْ يَنْتَعِشْ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ : .
أخاكَ الذي إنْ زَلَّتِ النَّعلُ لم يَقُلْ ... تَعِسْتَ ولكن قالَ عا لكَ عالِيا والمَعاوِل والمَعاوِلَة : قبائلُ من الأَزْد والنِّسبةُ إليهم مَعْوَلِيٌّ بفتحِ الميم كذا قيَّدَه ابنُ السَّمْعانيِّ وبه جَزَمَ أبو عليٍّ الجيّانيُّ وقيَّدَه ابنُ نُقطةَ بالكَسْر وصوَّبَه ابنُ الأثير وهم بَنو مَعْوَلةَ بن شَمْسِ بنِ عَمْرِو بن غالبِ بن عثمانَ بن نَصْرِ بن زهرانَ بن كَعْبِ بن الحارثِ بن كَعْبِ بن عَبْد الله بن مالكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْد منهم غَيْلانُ بنُ جَريرٍ المَعْوَليُّ البَصريُّ تابعيٌّ عن أنسٍ وعنه قَتادَةُ وشُعبَة ثقة . وقال الشاعرُ يصفُ حَماماً : .
وإذا دَخَلْتَ سَمِعْتَ فيها رَنَّةً ... لَغَطَ المَعاوِلِ في بيوتِ هَدادِ