كأَعالَهُمْ وعَيَّلَهُمْ . وأَعوَلَ الرَّجُلُ : رفعَ صوتَه بالبُكاءِ والصِّياحِ كعَوَّلَ تَعويلاً قاله شَمِرٌ . والاسمُ العَوْلُ والعَوْلَةُ والعَويلُ وقد تكونُ العَوْلَةُ : حرارَةَ وَجْدِ الحَزينِ والمُحِبِّ من غيرِ نِداءٍ ولا بُكاءٍ قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ : .
فكَيْفَ تَسْلُبُنا لَيلى وتَكْنُدُنا ... وقد تُمَنَّحُ منكَ العَوْلَةُ الكُنُدُ وقد يكونُ العَويلُ صَوتاً من غير بكاءٍ ومنه قولُ أَبي زُبَيدٍ : .
" لِلصَّدْرِ منه عَويلٌ فيه حَشْرَجَةٌ أَي زئيرٌ كأَنَّه يَشتَكي صدرَهُ وفي حديثِ شُعبَةَ : كانَ إذا سمِعَ الحديثَ أَخَذَهُ العَويلُ والزَّويلُ حتّى يحفظَه وأَنشدَ ثعلبٌ لعُبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ عُتبةَ : .
زَعُمَتْ فإنْ تَلحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ... جَوادٌ وإنْ تُسْبَقْ فنفسَكَ أَعْوِلِ أَرادَ فعلى نفسِكَ أَعوِلْ فحذَفَ وأَوصَلَ . قال أَبو زيدٍ : يُقال : أَعولَ عليه إذا أَدَلَّ عليه دالَّةً وحَمَلَ عليه كعَوَّلَ يقال : عَوِّلْ عَلَيَّ بما شئتَ أَي اسْتَعِنْ بي كأَنَّه يقول : احْمِلْ علَيَّ ما أَحْبَبْتَ . قال أَبو زيدٍ أَيضاً : أَعوَلَ فلانٌ : إذا حَرَصَ كأَعالَ وأَعيَلَ فهو مُعوِلٌ ومُعِيلٌ وبه فَسَّرَ بعضُهُم قولَ أَبي كَبيرٍ الهُذَلِيِّ : .
فأَتيْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريمِ المُعْوِلِ أَعْوَلَتْ القوْسُ : صَوَّتَتْ كما في المُحكَم والعُبابِ وصحَّفَهُ بعضُهم فقال : الفَرَسُ ومثلُهُ وقع في نسخَةِ اللِّسانِ . وعِيلَ عَوْلُهُ : ثَكِلَتْهُ أُمُّه . عِيلَ صَبري غُلِبَ قال أَبو طالبٍ : ويكونُ بمعنى رُفِعَ وغُيِّرَ عمّا كان عليه من قولِهمْ : عالَت الفريضَةُ : إذا ارْتَفَعَتْ وفي حديثِ سَطْيحٍ : فلمّا عِيلَ صَبرُه أَي غُلِبَ فهو مَعُولٌ كمَقُولٍ قال الكُمَيْتُ : .
وما أَنا في ائتِلافِ ابْنَي نِزارٍ ... بمَلبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُولِ أَي لستُ بمَغلوبِ الرأيِ وقولُ كُثَيِّرٍ : .
وبالأَمسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهُمْ ... لَعَمري فَعيلَ الصَّبْرَ مَنْ يتَجَلَّدُ يَحتَمِلُ أَنْ يكونَ أَرادَ عيلَ على الصَّبرِ فحَذَفَ وعَدَّى ويحتملُ أَنْ يَجوزَ على قوله : عِيلَ الرَّجُلُ صبرَهُ قال ابنُ سِيدَه : ولم أَرَهُ لغيرِه كعالَ فيهِما يقال : عالَ عَوْلُهُ وعالَ صَبري الأَخيرُ نقله اللِّحيانِيُّ عن أَبي الجَرَّاحِ قال : فجاءَ به على فِعلِ الفاعِلِ . وعِيلَ ما هو عائلُه أَي غُلِبَ ما هو غالِبُه قال الجَوْهَرِيُّ : يُضرَبُ لِمَنْ يُعجَبُ من كلامِهِ ونَحوِهِ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : أَو غير ذلك قال : وهو على مَذهبِ الدُّعاءِ قال النّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ : .
وأَحْبِبْ حَبيبَكَ حُبّاً رُوَيداً ... فليس يَعولُكَ أَنْ تَصرِما وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ فرَساً : .
خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفالِجِيِّ يَنُوشُنِي ... بِسَدْوِ يدَيهِ عِيلَ ما هُوَ عائلُهْ وهو كقولِكَ للشيءِ يُعجِبُكَ : قاتلَه الله وأَخزاهُ اللهُ . والعَوْلُ : كلُّ ما عالَكَ من الأَمرِ أَي أَهمَّكَ كأَنَّه سُمِّيَ بالمَصدَرِ . العَوْلُ أَيضاً : المُستَعانُ به في المُهِمّاتِ . أَيضاً : قوتُ العِيالِ . وعوَّلَ عليهِ مُعَوَّلاً : اتَّكَلَ واعْتَمَدَ عن ثعلَبٍ وبه فسَّرَ قولَهُ : .
" فهَلْ عِندَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ على أَنَّه مَصدَرُ عوَّلَ أَي اتَّكَلَ كأَنَّه قال : إنَّما راحَتي في البُكاءِ فما مَعنى اتِّكالي في شِفاءِ غليلي على رسم دارِسٍ لا غَناءَ عندَهُ عنِّي ؟ فسبيلي أَنْ أُقْبِلَ على بُكائي وقيل : المُعَوَّلُ هنا : مَصدر عَوَّلْتُ بمعنى أَعْوَلْتُ أَي بكَيْتُ فيكونُ معناهُ : فهل عند رسمٍ دارِسٍ من إعوالٍ وبُكاءٍ . والاسمُ العِوَلُ كعِنَبٍ يُقال : هو عِوَلي أَي عُمدَتي قال تأَبَّطَ شَرّاً : .
لكِنَّما عِوَلي إنْ كنتُ ذا عِوَلٍ ... على بَصيرٍ بكَسْبِ المَجْدِ سَبَّاقِ