ويأْتي للمصنف بديت في المعتل ولك البَديئَةُ كسفينة أَي لك أن تَبْدَأْ قبلَ غيرِكَ في الرَّمْيِ وغيره . والبَديئَةُ : البديهَةُ وهو أَوَّل ما يَفْجَؤُكَ وفلان ذو بَدْأَة جيِّدة أَي بديهة حسنة يُورِد الأَشياءَ بسابقِ ذِهنه . وجمع البَدِيئة البَدَايَا كبريئة وبَرايا حكاهُ بعض اللغويِّين . والبَدْءُ والبَدِئُ : الأوَّلُ ومنه قولهم : افْعَلْهُ بَدْءاً وأوَّلَ بَدْءٍ عن ثعلب وبادِيَ بدْءٍ على فَعْلٍ وبادِيَ بفتح الياء فيهما بَدِيٍّ كغني الثلاثة من المُضافات وبادِي بسكون الياء كياء مَعْدِيكَرِب وهو اسم فاعلٍ من بَدِيَ كبَقِيَ لغةٌ أَنصاريَّة كما تقدم بَدْأَةَ بالبناء على الفتح وبدْأَةَ ذِي بَدْءٍ وبَدَأَةَ بالمدّ ذِي بَدي على فعل وبادِيَ بفتح الياء بَدِئٍ ككتف وبَدِئَ ذي بَدِئٍ كأَمير فيهما وبادِئَ بفتح الهمزة بَدْءٍ على فَعْلٍ وبادِئَ بفتح الهمزة وفي بعض النسخ بسكون الياء بَدَاءٍ كسَماءٍ وبَدَا بَدْءٍ وبَدْأَةً بَدَأَةً بالبناء على الفتح وبادِي بسكون الياء في موضع النصب هكذا يتكلَّمون به بَدٍ كَشَجٍ وبادِي بسكون الياء بَدَاءٍ كسماءٍ وجمْعُ بَدٍ مع بَادِي تأْكيدٌ كجمعه مع بَدَا وهكذا باقي المُركبَّات البِنائيَّة وما عداها من المُضافاتِ والنُّسخُ في هذا الموضع مع اختلافٍ شديدٍ ومُصادَمة بعضُها مع بعضٍ فليكن الناظِرُ على حَذرٍ منها وعلى ما ذَكرناهُ من الضَّبْطِ الاعتمادُ إن شاء الله تعالى أَي أَوَّلَ شيءٍ كذا في نُسخةٍ صحيحةٍ وفي اللسان : أَي أوَّلَ أوَّلَ وفي نُسخةٍ أُخرى : أَي أَوَّل وفي نسخة أُخرى : أَي أوَّلَ كلِّ شيءٍ وهذا صَريح في نَصبِه على الظرفيَّة ومُخالِفٌ لما قالوه : إنَّه منصوبٌ على الحالِ من المفعولِ أَي مَبْدوءاً به قبل كلِّ شيءٍ قالَ شيخنا : ويصحُّ جعلهُ حالاً من الفاعلِ أيضاً أَي افعَلْهُ حالةَ كونِك بادِئاً أَي مُبتدِئاً . ويقال رَجَعَ . يحتمل أن يكون متعدِّياً فيكون عَوْدَه منصوباً على بَدْئِه وكذا عوداً على بَدْءٍ . وفَعلَه في عَوْدِه وبَدْئِه أَي رَجع في الطَّريق الذي جاءَ منه . وفي الحديث : " أنَّ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم نَفَلَ في البَدْأَةِ الرُّبُع وفي الرَّجعَةِ الثُّلُث " أَرادَ بالبَدْأَةِ ابتداءَ سَفَرِ الغَزْوِ وبالرَّجْعَةِ القُفولَ منه . وفي حديث عليٍّ Bه : لقد سمِعْتُه بقول : " ليَضْرِبنَّكُمْ على الدِّينِ عَوْداً كما ضَرَبْتُموهُمْ عليه بَدْءاً " أَي أَوَّلاً يعني العَجَم والمَوالِيَ . وفلان ما يُبدِئُ وما يُعِيد أَي ما يتكلَّم ببادِئَةٍ ولا عائِدَةٍ . وفي الأَساس أَي لا حيلةَ له وبادِئَةُ الكلام : ما يورِدُهُ ابْتِداءً وعائِدتُه : ما يَعود عليه فيما بعدُ . وقال الزجَّاج في قوله تعالى : " وما يُبْدِئُ الباطِلُ وما يُعيدُ " ما في موضِعِ نصب أَيْ أَيَّ شيء يُبْدِئُ الباطلُ وأيَّ شيء يُعيدُ . والبَدْءُ : السَّيِّدُ الأوَّلُ في السِّيادة والثُّنْيانُ : الذي يليه في السُّؤددِ قالَ أَوس بن مَغْراءَ السَّعْدِيُّ : .
ثُنْيانُها إنْ أَتاهُمْ كانَ بَدْأَهُمْ ... وبَدْؤُهُمْ إنْ أَتانا كانَ ثُنْيانا والبَدْءُ : الشابُّ العاقلُ المُستجادُ الرأْيِ والبَدْءُ : المَفْصِلُ والعَظْمُ بما عليه من اللحم وقيل : هو النَّصيبُ أو خَيْرُ نَصيبٍ من الجَزور كالبَدْأَةِ هكذا بالهمز على الصواب يقال : أَهْدى له بَدْأَةَ الجَزورِ أَي خيرَ الأَنصباءِ وقال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب : .
فمَنَحْتُ بَدْأَتَها رَقيباً جانِحاً ... والنَّارُ تلفَحُ وَجْهَها بِأَوَارِها والبَدُّ والبِدُّ والبُدَّةُ والبِدَّةُ والبِدادُ كالبَدْءِ ويأتي هؤلاء الخمسةُ في حرف الدال إن شاء الله تعالى أَبْداءٌ كجَفْنٍ وأَجْفانٍ على غير قياسٍ وبُدوءٌ كفُلوسٍ وجُفونٍ على القياس ولكن لمَّا كانَ استعمالُ الأوَّلِ أَكثرَ قدَّمه : وقال طَرَفَةُ بنُ العَبْد : .
وهُمُ أَيْسارُ لُقْمانَ إذا ... أَغْلَتِ الشَّتْوَةُ أَبْداءَ الجُزُرْ