والظِّلُّ مِنَ السَّحَابِ : ما وَارَى الشَّمْسَ مِنْهُ أو ظِلُّهُ سَوادُهُ والشَّمْسُ مُسْتَظِلَّةٌ أي هي في السَّحابِ وكُلُّ شَيْءٍ أَظَلَّكَ فَهُوَ ظُلَّهٌ . والظِّلُّ مِنَ النَّهَارِ : لَوْنُهُ إِذا غَلَبَتْهُ الشَّمْسُ . ويُقالُ : هوَ يَعِيشُ في ظِلِّهِ : أي في كَنَفِهِ وناحِيَتِهِ أي في عِزِّهِ ومَنَعَتِهِ وهو مَجازٌ . ومِنْ أَمْثالِهِم : اتْرُكْهُ ويُرْوَى : لأَتْرُكَنَّهُ تَرْكَ الظَّبْيِ ظِلَّهُ أي مَوْضِعَ ظِلِّه كَما في العُبَابِ يُضْرَبُ لِلرِّجُلِ النَّفُورِ لأنَّ الظَّبْيَ إِذا نَفَرَ مِنْ شَيْءٍ لا يَعُودُ إِلَيْهِ أَبَداً والأصْلُ في ذلكَ أنَّ الظَّبْيَ يَكْنِسُ في الحَرِّ ويَأْتِيهِ السَّامِي فَيُثِيرُهُ ولا يَعُودُ إِلى كِنَاسِهِ فيُقالُ : تَرَكَ الظَّبْيُ ظِلَّه ثُمَّ صارَ مَثَلاً لِكُلِّ نافِرٍ مِنْ شَيْءٍ لا يَعُودُ إِليْهِ وقالَ المَيْدَانِيُّ : الظِّلُّ في المَثَلِ الكِنَاسُ الذي يُسْتَظَلُّ به في شِدَّةِ الحَرِّ يُضْرَبُ في هَجْرِ الرَّجُلِ صاحِبَهُ وتَرْكَ بسُكونِ الرَّاءِ لا بِفَتْحِهِ كَما وَهِمَ الْجَوْهَرِيُّ قلتُ : هو في العُبابِ والتَّهْذِيبِ كما أَوْرَدَهُ الجَوْهَرِيُّ بِنَصِّه وكَفى له شاهِداً إِيرادُ هؤلاءِ هكذا مع أنهم قد يَرْتَكِبُونَ في الأَمْثالِ ما لا يُرْتَكَبُ في غيرِها فلا وَهَمَ حِينَئِذٍ وأَحْسَنُ مِنْ وَلَعِهِ بهذا التَّوْهِيم لو ذكرَ بَقِيَّةَ الأَمْثالِ الوَارِدَةِ فيهِ مِمَّا ذكَرَهُ الأَزْهَرِيُّ وغيرُه منها : أَتَيْتُهُ حينَ شَدَّ الظَّبْيُ ظِلَّهُ وذلكَ إذا كَنَسَ نِصْفَ النَّهارِ فلا يَبْرَحُ مَكْنِسَهُ ومنها : أَتَيْتُهُ حينَ يَنْشُدُ الظَّبْيُ ظِلَّهُ أي حينَ يَشْتَدُّ الحَرُّ فيطْلُبُ كِنَاساً يكْتَنُّ فيهِ مِنْ شِدَّةِ الحَرِّ . ومَكَانٌ ظَلِيلٌ : ذُو ظِلٍّ وفي العُبابِ : وَارِفٌ أو دَائِمُهُ قد دامَتْ ظِلالَتُه وقَوْلُهم : ظِلٌّ ظَلِيلٌ يكونُ مِنْهُ وفي بعضِ النُّسَخِ : جنة وهو تَحْرِيفٌ صَوابُهُ : منه كَما ذَكَرْنَا أو مُبالَغَةٌ كقولِهِم : شِعْرٌ شَاعِرٌ ومنهُ قولُهُ تَعالَى : " ونُدْخِلُهُمْ ظِلاًّ ظَلِيلاً " وقال الرَّاغِبُ : هو كِنايَةٌ عن غَضارَةِ العَيْشِ وقَوْلُ أُحَيْحَةَ ابنِ الجُلاَحِ يَصِفُ النَّخْلَ : .
هِيَ الظِّلُّ في الحَرِّ حَقُّ الظَّلِي ... لِ والمَنْظَرُ الأَحْسَنُ الأَجْمَلُ قال ابنُ سِيدَه : المَعْنَى عِنْدِي : هي الشَّيْءُ الظَّلِيلُ فوَضَعَ ا لمَصْدَرَ مَوْضِعَ الاسْمِ . وأَظَلَّ يَوْمُنا : صَارَ ذَا ظِلٍّ وفي العُبابِ والصحِّاحِ : كانَ ذَا ظِلٍّ . واسْتَظَلَ بِالظِّلِّ : اكْتَنَّ به وقيلَ : مالَ إِلَيْهِ وقَعَدَ فيهِ وبالشَّجَرَةِ : اسْتَذْرَى بها واسْتَظَلَّ مِنَ الشَّيْءِ وبِهِ : أي تَظَلَّلَ . واسْتَظَلَّ الْكَرَمُ : الْتَفَّتْ نَوامِيهِ واسْتَظَلَّتِ الْعُيُونُ وفي المُحِيطِ : عَيْنُ النَّاقَةِ غارَتْ قالَ ذُو الرُّمَّةِ : .
علَى مُسْتَظِلاَّتِ العُيُونِ سَوَاهِمٍ ... شُوَيْكِيَةٍ يَكْسُو بُرَاهَا لُغامُهَا يقول : غارتْ عُيُونُها فهي تحتَ العَجاجِ مُسْتَظِلَّةٌ وشُوَيْكِيَةٌ حينَ طلَع نَابُها . واسْتَظَلَّ الدَّمُ : كان في الْجَوْفِ وهو المُسْتَظِلُّ ومنه قولُه : .
" مِنْ عَلَقِ الجَوْفِ الذي كانَ اسْتَظَلّْ وأَظَلّنِي الشَّيْءُ : غَشِيَنِي والاسْمُ منه : الظِّلُّ بالكسرِ وبهِ فَسَّرَ ثَعْلَب قولَهُ تَعالَى : " إلَى ظِلٍّ ذِي ثَلاثِ شُعَبٍ " أو أَظَلَّنِي فُلاَنٌ : إذا دَنَا مِنِّي حَتَّى أَلْقَى عَلَيَّ ظِلَّهُ مِنْ قُرْبِهِ ثُمَّ قِيلَ : أَظُلَّكَ أَمْرٌ . ومنهُ الحَديثُ : أَيُّها النَّاسُ قد أَظَلَّكُمْ شَهْرٌ عَظِيمٌ أي أَقْبَلَ عليكم ودَنَا منكم كأَنَّهُ أَلْقَى عليْكُم ظِلَّهُ . وظَلَّ نَهَارَهُ يَفْعَلُ كَذَا وكذا ولا يُقالُ ذلكَ إِلاَّ بالنَّهارِ كما لا يَقُولونَ : باتَ يَبِيتُ إِلاَّ باللَّيْلِ قالَهُ اللَّيْثُ وغيرُه وهو المَفْهُومُ مِنْ كَلامِ سِيبَوَيْهِ وقالَ غيرُهم : يُقالُ أَيضاً : ظَلَّ لَيْلَهُ يَفْعَلُ كذا لأَنَّهُ قد سُمِعَ في بعضِ الشِّعْرِ وهو قَوْلُ الأَعْشَى :