ويُشْتَمُ بِه الرَّجُلُ فيُقَالُ : يا ظَرْبَانُ . ونَقَل شَيْخُنَا عن أَبِي حَيّان : لَيْسَ لَنَا جَمْعٌ على فِعْلَى بِالكَسْرِ غيرَ هذَيْن اللَّفْظَيْن . ويقَال : إِن أَبَا الطَّيِّب المُتَنَبِّي لَقِي أَبا عَلِيّ الفَارِسيّ فَقَالَ له : كَمْ لَنَا من الجُمُوع على فِعْلَى بالكَسر فَقَالَ أَبو الطَّيّب بَديهَةً : حِجْلَى وظِرْبَى لا ثَالِثَ لَهُمَا . فَمَا زَال أَبُو عَلِيّ يَبْحَث : هل يَسْتَدْرِكُ عَلَيْهِ ثَالِثاً وكان رَمِداً فلم يُمْكِنْ لَهُ ذَلِكَ حَتَّى قِيلَ : إِنَّه مع كَثْرَة المُرَاجَعَة ورَمَد عَيْنَيْه آلَ بِه الأَمْرُ إِلَى ضَعْفِ بَصَرِه ويقال : إِنَّه عَمِيَ بِسَبَ ذَلِكَ . والله أَعلم . ثم قَالَ وَهِيَ من الْغَرَائِبِ الدَّالَّةِ عَلَى مَعْرِفَةِ أَبِي الطَّيِّب وسَعَةِ اطِّلاَعِه رَحِم اللهُ الجَمِيع . يُقَالُ : فَسَا بَيْنَهُم الظَّرِبَانُ أَي تَقَاطَعُوا قاله الجَوْهَرِيُّ . ويقال أَيْضاً تَشَاتَمَا فكأَنما جَزَرَاً بَيْنَهُمَا ظَرِبَاناً . شَبَّهُوا فُحْشَ تَشَاتُمِهِما بنَتْن الظَّرِبَانِ . وقَالُوا : هُمَا يَتَنَازَعَان جِلْدَ الظَّرِبَانِ أَي يَتَسَابَّان فكأَنَّ بَيْنَهما جِلْدَ ظَرِبَانٍ يَتَنَاوَلاَنِه وَيَتَجَاذَبَانه . وعَنْ ابْنِ الأَعْرَابِيّ وهما يَتَمَاشَنَانِ جِلْدَ الظَّرِبَان أَي يَتَشَاتَمَان . والمَشْنُ : مَسْحُ اليَدَيْنِ بالشَّيءِ الخَشِن . ومن أَمثالهم المَشْهُورَة : أَفْسَى من الظَّرِبان . ذكره المَيْدَانِيّ في مَجْمَع الأَمْثَال والزَّمَخْشَرِيّ في المُسْتَقْصَى وغَيْرُهما قَالُوا لأَنَّهَا إِذَا فَسَتْ في ثَوْب لاَ تَذْهَبُ رَائحَتُه حتى يُبْلَى الثَّوْبُ كذَا زَعَم الأَعْرَابُ . ويقال : إِنَّها تَفْسُو في أَي على بَابِ جُحْرِ الضَّبِّ فيَسْدَرُ أَي يَدُوخُ من خُبْثِ رَائِحَته فيُصَاد فتَأْكُلُه قاله أَبو الهَيْثَم . وقَال المَيْدَانيّ : قد عَرَفَ الظَّرِبَانُ كثرة الفُساء من نَفْسِه وجعله من أَحَدِّ سِلاَحِه يَقْصد جُحْرَ الضَّبِّ وفيه حُسُوله وبَيضه فيأْتي أَضْيَقَ مَوْضِع فِيهِ فيَسُدُّه بِبَدِنِه ويُروى : بِذَنَبِه ويُحَوِّلُ دُبُرَه إِلَيْه فلا يَفْسُو ثَلاَثَ فَسَوَات حتى يَخِرَّ الضَّبُّ مَغْشِيّاً عليه ثم يُقِيم في جُحره حتى يَأْتِيَ عَلَى آخِرِ حُسُولِهِ . والضَّبُّ إِنما يَخْدَعُ في جُحْرِهِ حَتَّى يُضْرَبَ به المَثَلُ : أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ ويُوغِل في سَرَبِه لِشِدَّةِ طَلَب الظَّرِبَان لَهُ نَقَلَه شَيْخُنَا . وظُرِّبَت الحَوَافِرُ أَي حَوَافِرُ الدَّابَة بالضَّمِّ أَي مَبْنِيّاً للمَفْعُول تَظْرِيباً فهي مُظَرَّبَةٌ إِذا صَلُبَتْ واشْتَدَّت . وقال المُفَضَّل : المُظَرَّبُ أَي كمُعَظَّم الذِي قد لَوَّحَتْه الظِّرَابُ . والأَظْرَاب : أَرْبَعُ أَسْنَانٍ خَلْفَ النَّوَاجِذِ وأَظْرَاب اللِّجَامِ : العُقَد الَّتي في أَطْرَاف الحَدِيدِ . الأَظْرَابُ أَيْضَاً : أَسْنَاخُ الأَسْنَان قاله الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ لعَامِر ابْنِ الطُّفَيْل : .
ومُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحَالَة سَابِحٍ ... بادٍ نوَاجِذُه عن الأَظْرَابِ قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِلَبِيد يَصِفُ فَرَساً وليس لِعَامِر بْنِ الطُّفَيْل . وكذلك أَوْرَدَه الأَزْهَرِيّ أَيْضاً لِلَبيدِ . ويقال : يُقَطِّع حَلَق الرِّحَالَةِ بُوثُوبِهِ وتَبْدُو نَوَاجِذُه إِذَا وَطِئ على الظِّرَابِ أَي كَلَحَ . يقول : هو هكذا وهذه قُوَّتُه . قال : وصَوَابُه ومُقَطِّعٌ بالرَّفْع لأَنَّ قَبْلَه : .
تَهْدِي أَوائِلَهُنَّ كُلُّ طِمِرَّةٍ ... جَرْدَاء مِثْل هِرَاوَةِ الأَعْزَابِ والنَّوَاجِذُ هَا هُنَا : الضَّوَاحِك وهو الَّذِي اخْتَارَه الهَرَوِيُّ . وظَرِيبٌ كأَمِيرٍ : ع كان مَنْزِل بَنِي طَيِّئ قبل نُزُولهم الجَبَلَينِ . قال أُسَامَةُ بنُ لُؤَيِّ بْنِ الغَوْثِ بْنِ طَيِّئ : .
" اجْعَلْ ظَرِيباً كحَبِيبٍ يُنْسَى .
" لكُلِّ قَومٍ مُصْبَحٌ ومُمْسَى كذا في معجم ياقوت عند ذكر طيئ نزُول الجبلين . يُقَالُ : ظَرِبَ به كَفَرِح إِذَا لَصِقَ . وظُرَيْبَة كجُهَيْنَة : ع نَقَله الصَّاغَانِيّ .
ظنب