ورَمَلَ الطَّعامَ يَرْمُلُه رَمْلاً : جَعَلَ فيه الرَّمْلَ عن ابن عَبَّادٍ ورَمَلَ الثَّوْبَ ونَحْوَهُ : لَطَخَهُ بالدَّمِ ذكَرهما مِن حَدِّ نَصَرَ والفَصِيحُ فيهما التَّشْدِيدُ كما سيأْتِي . ورَمَلَ النَّسْجَ يَرْمُلُهُ رَقَّقَهُ كأَرْمَلَهُ ورَمَّلَهُ ورَمَلَ السَّرِيرَ أو الْحَصِيرَ يَرْمُلُهُ رَمْلاً : زَيَّنَهُ بالْجَوْهَرِ ونَحْوِهِ وقال أبو عُبَيْدٍ رَمَلْتُ الحَصِيرَ وأَرْمَلْتُهُ فهو مَرْمُولٌ ومُرْمَلٌ : إذا نَسَجْتُه وسَفَفْتُه قال عَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ : .
إذا تَجاهَدَ سَيْرُ القَوْم في شَرَكٍ ... كَأنَّهُ شَطَبٌ بالسَّرْوِ مَرْمُولُ ورَمَلَ السَّرِيرَ رَمْلاً : إذا رَمَلَ شَرِيطاً أو غَيْرَهُ فجَعَلَهُ ظَهْراً له كأَرْمَلَهُ قال الشاعرُ : .
إذْ لا أَزالُ عَلى طَرِيقٍ لاَحِبٍ ... وكأنَّ صَفْحَتَهُ حَصِيرٌ مُرْمَلُ وقال ابنُ قُتيبَةَ : رَمَلْتُ السَّرِيرَ وأَرْمَلْتُهُ : إذا نَسَجْتُهُ بشَرِيطٍ مِن خُوصٍ أو لِيفٍ وأَنْشَدَ أبو عُبَيْدٍ : .
" كأنَّ نَسْجَ العَنْكبُوتِ المُرْمَلِ ورَمَلَ فُلاَنٌ رَمَلاً وَرَمَلاناً مُحَرَّكَتَيْنِ ومَرْمَلاً بالفَتْحِ : هَرْوَلَ وهو دُونَ المَشْيِ وفَوْقَ العَدْوِ وذلك إذا أَسْرَعَ في مِشْيَتِهِ وهَزَّ مَنْكِبَيْهِ وهو في ذلك لا يَنْزُو والطَّائِفُ بالبَيْتِ يَرْمُلُ رَمَلاناً اقْتِداءً بالنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيه وسَلَّم وبأصْحابِه وذلك بأَنَّهم رَمَلُوا لِيَعْلَمَ أهْلُ مَكَّةَ أنَّ بهم قُوًَّةً وأَنْشَدَ الْمُبَرَّدُ : .
" نَاقَتُه تَرُمُلُ في النِّقالِ .
" مُتْلِفُ مَالٍ ومُفِيدُ مَالِ وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه : فِيمَ الرَّمَلانُ والْكَشْفُ عَن الْمَناكِبِ وقد أَطَّأَ اللهُ الإِسْلاَمَ . قال ابنُ الأَثِيرِ : يكثُر مَجِيءُ المَصْدَرِ عَلى هذا الوَزْنِ في أَنْواعِ الحَرَكَةِ النَّزَوَانِ والنَّسَلانِ وما أَشْبَهَ ذلك وحَكى الحَرْبِيُّ فيه قَوْلاً غَرِيباً قال : إنَّه تَثْنِيَةُ الرَّمَلِ وليس مَصْدَراً أرادَ بهما الرَّمَلَ والسَّعْيَ قال : وجاز أنْ يُقال للرَّمَلِِ والسَّعْيِ : الرَّمَلانِ لأنَّه لَمَّا خَفَّ اسْمُ الرَّمَلِ وثَقُلَ اسْمُ السَّعْي غُلِّبَ الأَخَفُّ فقيل : الرَّمَلان قال : وهذا القَوْلُ من ذلك الإمامِ كما تَراهُ وقَوْلُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه فيه ما قال يَشْهَدُ بِخِلاَفِهِ لأَنَّ رَمَلَ الطَّوافِ هو الذي أَمَرض به النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليْه وسلَّم أصْحابَه في عُمْرَةِ القَضاءِ لِيُرِيَ المُشْرِكينَ قُوَّتَهُم حيثُ قالوا : وَهَنَتْهم حُمَّى يُثْرِبَ وهو مَسْنُونٌ في بَعْضِ الأطوافِ دُونَ بَعْضٍ وأمَّا السَّعْيُ بَيْنَ الصَّفا والمَرْوَةِ فهو شِعارٌ قَدِيمٌ من عَهْدِ هاجَرَ أُمِّ إسْماعيلَ عليهما السلامُ فإذًا المُرادُ بقَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تعالَى عنه : رَمَلانُ الطَّوافِ وَحْدَه الذي سُنَّ لأجْلِ الكُفَّارِ وهو مَصْدَرٌ قال : وكذلك شَرَحَهُ أهْلُ العِلْمِ لا خِلافِ بيْنهم فيه فليس للتَّثْنِيَةِ وَجْهٌ . والرَّمَلُ في العَرُوضِ منهُ هكذا في النُّسَخِ والظَّاهِرُ أنَّ في العِبارِةِ سَقْطاً صَوابُهُ ضَرْبٌ منه أو جِنْسٌ منه أو أنَّ المُرادَ مَأْخُوذٌ مِن رَمَلَ رَمَلاً وَوَزْنُه فاعلاتن سِتَّ مَرَّاتٍ قال : .
" لا يُغْلَبُ النَّازِعُ ما دَامَ الرَّمَلْ .
" ومَن أَكَبَّ صامِتاً فقد حَمَلْ وقد نَظَمَُه شيخُنا المرحومُ عبدُ اللهِ الشَّبْرَاوِيُّ فقال : .
قد رَمَلْتُ القَوْلَ فيه طائِعاً ... بالهَوَى حتى غَدَا شَرْحِي طَوِيلْ .
فاعِلاتُنْ فاعلاتن فاعِلُنْ ... ليتَ شِعْرِي هل إليْه مِن سَبِيلْ ولبَعْضِ أصٍحابِنا : .
قد رَمَلْتُ الوَصْفَ فيه قائلاً ... إذ بَدا الهِنْدِيُّ مِن أهْدابِهِ .
فاعِلاتُنْ فاعلاتن فاعِلُنْ ... قُلْ هو الرَّحمنُ آمَنَّا بِهِ