آءٌ كَعَاعٍ بعينين بينهما أَلف منقلبةٌ عن تحتيَّة أَو واو مهملة لا مَعنى لها في الكلام وإنَّما يُؤْتى بمثلها في الأَوزان لأنَّ الشُّهْرَة مُعتبرةٌ فيه وليس في الكلام اسمٌ وقعتْ فيه أَلفٌ بين هَمزتينِ إِلاَّ هذا قاله كُراع في اللسان : ثَمَرُ شَجَرٍ وهو من مَراتع النَّعام . وتأْسيس بنائِها من تأْليف واوٍ بَيْنَ همزتين قالَ زُهير بن أَبي سُلْمى : .
كأَنَّ الرَّحْلَ مِنها فَوْقَ صَعْلٍ ... مِنَ الظِّلْمانِ جُؤْجُؤُهُ هَوَاءُ .
أَصَكَّ مُصَلَّمِ الأُذُنَيْنِ أَجْنَا ... لهُ بالسِّيِّ تَنُّومٌ وآءُ لا شَجَرٌ ووَهِمَ الجوهريُّ وقال أَبو عمرو : ومن الشَّجر الدِّفلَى والآءُ بوزن العاعِ . وقال اللَّيْثُ : الآءُ شجرٌ له ثَمَرٌ تأْكُله النَّعام وقال ابنُ بِرِّيٍّ : الصحيحُ عند أَهل اللغة أَنَّ الآءُ ثَمَرُ السَّرْحِ . وقال أَبو زيد : هو عِنَبٌ أَبيضٌ يَأْكلُه النَّاسُ ويتَّخِذونَ منه رِيًّا . وعُذْر من سَمَّاه بالشجرِ أنَّهم قد يُسَمُّون الشجرَ باسمِ ثَمرهِ فيقول أَحدُهم : في بُسْتاني السَّفَرْجَلُ والتُّفَّاح . وهو يريد الأَشجار فيُعبِّر بالثَّمرة عن الشَّجَرة ومنه قوله تعالى : " فأَنْبَتْنا فيها حَبًّا وعِنَباً وقَضْباً وزَيْتوناً " واحدتُه بهاءٍ وقد جاء في الحديث : " جَريرٌ بينَ نَخْلَةٍ وضَالَةِ وسِدْرَةٍ وآءة " . وتَصغيره أُوَيْأَةٌ . ولو بَنيْت منها فِعْلاً لقُلْتَ : أُوتُ الأَديمَ بالضَّم إذا دَبَغْته به أي بالآءِ والأَصلُ أُؤْتُ بهمزتين فأُبدِلت الثانية واواً لانضمام ما قبلها فهو مَؤُوءٌ كمَعوع والأَصل مَأْوُوءٌ بفتح الميم وسُكون الهمزة وضمّ الواو وبعد واوِ مَفعولٍ همزةٌ أُخرى هي لامُ الكلمةِ ثمَّ نُقِلت حَركةُ الواو التي هي عَينُ الكلمة إلى الهمزة التي فاؤُها فالتقى ساكنان : الواوُ التي هي عَيْن الكلمة المنقولُ عنها الحركةُ وواوُ مَفعولٍ فحُذِف أَحدهما الأَوَّلُ أَو الثاني على الخلافِ المشهور فقيل : مَؤُوءٌ كَمَقول وقال ابن بَرّيّ : والدليلُ على أَنَّ أَصلَ هذه الألفِ التي بين الهمزتين واوٌ قولُهم في تصغير آءةٌ : أُوَيْأَةٌ . وحِكايةُ أَصواتٍ وفي نسخةٍ : صَوْتٍ بالإِفراد أَي استعملته العربُ حِكايةً لصوت كما اسْتمعلتْه اسماً للشجر قالَ الشاعر : .
في جَحْفَلٍ لَجبٍ جَمٍّ صَواهِلُهُ ... باللِّيلِ يُسْمَعُ في حافاتِهِ آءُ وزَجْرٌ للإبل فهو سمُوتٍ أيضاً أَو اسمُ فِعْل ذكره ابنُ سِيدَه في المُحكم . وممَّا يستدرك عليه : الآءُ بوزن العاعِ : صِياحُ الأميرِ بالغُلامِ عن أبي عمرو . وأَرضٌ مَآءةٌ : تُنْبِتُ الآءَ . وليس بثَبْتٍ .
أ ي أ .
الأَيْئَةُ : بهمزتين بينهما تحتِيَّة كالهَيْئَةِ لفظاً ومعْنًى حكاهُ الكِسائيُّ عن بعض العرب كذا نقله الصاغانيُّ . قلت : والمشهور عند أهل التصريف أنَّ هذه الهمزةَ الأُولى أُبدِلت من الهاءِ لأنه كثيرٌ في كلامهم فعلى هذا لا تكون أصلاً وقيل : إنَّها لُثْغَة ولهذا أهملها الجوهريُّ وابنُ منظورٍ وهُمَا هُمَا .
فصل الباءِ الموَحَّدَة .
ب أ ب أ .
قالَ اللَّيثُ بن مُظَفَّر : البَأْبَأَةُ : قولُ الإنسان لصاحبه : بأَبي أنتَ ومعناه : أَفْديكَ بأَبي فيُشْتَقُّ من ذلك فعل فيقال : بَأْبَأَهُ بَأْبَأَةً وبَأْبَأَ به إذا قالَ له : بأَبي أنتَ قالَ ابنُ جِنِّي : إذا قلتَ : بأَبي أنتَ فالباءُ في أوَّلِ الاسمِ حَرْفُ جرٍّ بمنزلة اللام في قولك : للهِ أَنتَ فإذا اشتققْتَ منه فِعْلاً اشتقاقاً صَوْتيًّا استحالَ ذلك التقديرُ فقلت : بَأْبَأْتُ بِئْباءً وقد أَكثرْتُ من البَأْبَأَةِ . فالباءُ الآن في لفظِ الأَصلِ وإن كانَ قد عُلِمَ أنَّها فيما اشتُقَّتْ منه زائدةٌ للجَرِّ وعلى هذا منها : البِأَبُ فصارَ فِعْلاً من بابِ سَلِسَ وقَلِقَ وقال : يا بأَبي أنتَ ويا فَوْقَ البِأَبْ فالبِأَبُ الآنَ بزنة الضِّلَع والعِنَبِ . انتهى . وقال الراجز : .
" وصاحِبٍ ذي غَمْرَةٍ داجَيْتُهُ .
" بَأْبَأْتُهُ وإنْ أَبى فَدَّيْتُهُ .
" حتَّى أَتى الحَيَّ ومَا آذَيْتُهُ