أي إذا شَبَّ الفُرارُ أخذَ في النَّزَوانِ فمَتى رآه غيرُه نَزا لِنَزْوِه يُضْرَبُ لِمَن تُتَّقَى مُصاحَبتُه . مِن المَجاز : استَجْهَلَتِ الريحُ الغصْنَ : أي حَرَّكَتْه فاضطَرَبَ قال الراغب : كأنها حَمَلَتْه على تَعاطِي الجَهْلِ وذلك استعارةٌ حَسَنةٌ . المِجْهَلُ كمِنْبَرٍ ومِكْنَسَةٍ وصَيقَلٍ وصَيقَلَةٍ : خَشَبَةٌ يُحرَّك بها الجَمْرُ لُغةٌ يَمانِيَةٌ نقلَه ابنُ دُرَيْد ما عدا اللغةَ الثانيةَ . والجاهِلُ : الأَسَدُ الذي يَخْرِقُ بالفَرِيسَةِ . قال : .
" أجْوَف جافٍ جاهِلٌ مُصَدَّرُ وجَيهَلُ اسمُ امرأةٍ . وصَفاةٌ جَيهَلٌ : أي عَظِيمهٌّ . مِن المَجاز : ناقَةٌ مَجْهُولةٌ إذا كانت لم تُحلبْ قَطُّ أو غُفْلٌ لا سِمَةَ عليها . قولُهم : كان ذلك في الجاهِلِيَّةِ الجَهْلاءِ : تَوكِيدٌ لها يُشَتَق لها من اسمِه ما يُؤكَّدُ به كما يقال : وَتِدٌ واتِدٌ ويَومٌ أيْوَمُ ولَيلَةٌ لَيلاءُ .
ومما يُسْتَدْرَك عليه : رَكِبتُ المَفازَةَ علَى مَجْهُولِها قال سُوَيْدٌ اليَشْكُرِيُّ : .
فرَكِبناهَا علَى مَجْهُولِها ... بِصِلابِ الأَرْضِ فِيهنَّ شَجَعْ وناقَةٌ مَجْهُولَةٌ : لم تَحْمِلْ قَط عن الزَّمخشريّ وهو مَجازٌ . وفي الحديث : " إنَّ مِن العِلْمِ جَهْلاً " هو أن يَتعلَّمَ ما لا يَحتاجُ ويدَعَ ما يَحتاج إليه أو أن يتكلَّفَ العالِمُ إلى عِلْمِ ما لا يَعْلَمُه فيُجَهِّلُه ذلك . وجَهِلَت القِدْرُ : اشتَدَّ غَلَيَانُها نَقِيض تَحَلَّمَت وهو مجازٌ قال ابنُ أحْمَرَ يَصِفُ قُدُوراً تَغْلِي : .
ودُهْم تُصادِيها الوَلائدُ جِلَّةٍ ... إذا جَهِلَتْ أَجْوافُها لم تَحلَّمِ يقول : إذا فارَتْ لم تَسْكُنْ . والجُهُولِيَّةُ : مَصْدرٌ كالطُّفولِيّة . وأبو جَهْلٍ : عمرُو بن هِشام المَخْزُوميّ كان يُكنَى في الجاهِليّة أبا الحَكَم . واسْتَجْهَلَه : عَدَّ جاهِلاً . وناقَةٌ مِجْهالٌ : تَخِفُّ في مَسيرِها وهو مَجازٌ . والعَوَّامُ بنُ جُهَيلٍ كزُبَيرٍ : سادِنُ يَغُوثَ ثم أسلم وصَحِبَ وله قِصَّةٌ نقلَه الحافِظ في التبصير وأهملَه أربابُ المَعاجِمِ .
ج - ه - ب - ل .
الجَهْبَلُ كَجعْفَرٍ أهمله الجوهريّ وقال غيرُه : هو العَظِيمُ الرأْسِ أو المُسِنُّ أو العَظِيمُ الرأْسِ مِن الوُعُولِ عن ابنِ دُرَيْد وأنشد : .
" يَحْطِمُ قَرنَىْ جَبَلِيٍّ جَهْبَل الجَهْبَلَةُ بِهاءٍ : المرأةُ القَبِيحَةُ الدَّمِيمةُ عن اللّيث . وجَهْبَلُ بنُ سَيفٍ الكِلابِيُّ مِن بني الجُلاح الذي نَعَى النبَي صلّى اللّه عليه وسلّم لأهلِ حَضْرَمَوْتَ حديثُه عندَ النَّسائْيّ . وبَنُو جَهْبَلٍ : فُقهَاءُ الشامِ جَدُّهم الإمامُ مَجْدُ الدَّين طاهِرُ بنُ نصرِ الله بن جَهْبَلٍ الحلبيّ الشافعيّ توفي بالقُدْس سنةَ 596 . وولدَاه الإمام تاجُ الدِّين إسماعيل وأبو القاسم عيسى الحاسِبُ العَدْلُ الأخير حَدَّث عن الحافظ أبي محمد القاسم بن الحافظ أبي القاسم علي بن الحسن بن هِبَة الله بن عَساكِرَ وعنه الشَّرَفُ الدِّمياطيّ . ومِن وَلَدِ الإمام تاجِ الدِّين : شِهابُ الدّين أبو العباس أحمدُ بنُ محيى الدين يحيى بنِ تاج الدِّين حدَّث . ومنهم أيضاً الإمامُ ناصرُ الدِّين بنُ جَهْبَلٍ قرأ عليه المصنِّفُ صحيحَ مُسلِم في ثلاثة أيام قراءةَ ضَبطٍ وإتْقان وقد تقَدّمت الإشارةُ إليه في الخُطْبة .
ج - ي - ل