يجُوزُ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاه : مَا دَهْرُنَا وشَأْنُنا وعَادَتُنَا وأَنْ يَكُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا ومَعْنَى هَذَا الشعر : إِن كانَت هَمْدَانُ ظَهَرَت عَلَيْنَا في يَوْم الرَّدمِ فَغَلَبَتْنَا فَغَيْر مُغْلَّبِين . والمُغَلَّبُ : الَّذِي يُغْلَبُ مِرَاراً أَيْ لَمْ نُغْلَبْ إِلاَّ مَرَّةً وَاحِدَةً . الطَّبُّ بالفَتْحِ وحكى التَّثْلِيثَ إِمَّا أَصَالَة أَو عَلَى الوَصْفِ بالمَصْدَر وَهُوَ الظَّاهِرُ قاله شَيْخنا وهُو العَالِم قاله أَبُو حَيَّان والطَّبُّ : المَاهِرُ الحَاذِقُ الرَّفِيقُ كما فِي النِّهَايَة . وقَال ابْنُ سِيدَه في تَفْسِير شِعْرِ ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِكْرُه : والَّذِي عِنْدِي أَنَّه الحِذْقُ ومثله قال المَيْدَانِيّ . وفي لسان العرب : الطَّبُّ : الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر بعِلْمِه كالطَّبِيبِ أَنْشَدَ ثَعْلَب في صفَة غِرَاسَةِ نَخْل : .
" جَاءَتْ على غَرْسِ طَبِيبٍ ماهِرِ وقد قِيلَ : إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِيبِ مِنْهُ ولَيْسَ بِقَوِيّ وكُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ طَبِيبٌ عِنْد العَرَب . ويقَال : فُلاَنٌ طَبٌّ بِكَذَا أَي عَالِمٌ بِهِ . وفي المحكم : وسَمِعْتُ الكلاَبِيَّ يَقُولُ : اعمَلْ في هَذَا عَمَل مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ . وعَن الأَحْمَر : ومن أَمْثَالِهم في التَّنَوُّق في الحَاجَة وتَحْسِينِها : اصنَعْه صَنْعَة مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ أَيْ صَنْعَة حَاذِقٍ لِمَنْ يُحِبُّه . وجَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلم فرَأَى بَيْنَ كَتِفَيْهِ خَاتمَ النُّبُوَّة فقال : إِنْ أَذِنْتَ لِي عالجْتُهَا فإِنِّي طَبِيبٌ فقال له النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم : طَبِيبُهَا الَّذِي خَلَقَهَا لا أَنْتَ . وفي حَدِيث سَلْمانَ وأَبِي الدَّرْدَاء : بَلَغَنِي أَنَّكَ جَعَلْتَ طَبِيباً الطَّبِيبُ في الأَصْلِ : الحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا وبِهِ سُمِّيَ الطَّبِيبُ الَّذِي يُعَالجُ المَرْضَى وكُنِي بِه هَا هُنَا عن القَضَاء والحُكْم بَيْن الخُصُوم لأَنَّ مَنْزِلَةَ القَاضِي من الخُصُوم بمَنْزِلَة الطَّبِيبِ مِنْ إِصْلاَح البَدَنِ . وفي التَّهْذِيب : أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْيَاء والمَهَارَةُ بها . يقال : رجل طَبٌّ وطَبِيبٌ إِذَا كَانَ كذلك وإِنْ كَانَ في غَيْر عِلاَج المَرَضِ . قال عَنْتَرَةُ : .
إِن تُغْدِ فِي القِنَاعَ فإِنَّنِي ... طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ وقال عَلْقَمَةُ : .
فإِن تَسْأَلُونِي عن نِسَاء فإِنَّنِي ... بَصِيرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِيبُ