" وَغْر تَجِيشُ قُدُورُه بِضَيَاهِبِ قال أَبو مَنْصُور : الَّذِي أَرَادَ اللَّيْثُ إِنَّما هُوَ الصَّيْهَبُ بالصَّادِ المُهْمَلَة وقد تَقَدَّم بَيَانُه وكَذَلِكَ هُوَ في البَيْت تَجِيشُ قُدُورُه بصَيَاهِب . جَمْعُ صَيْهَب وهو اليَوْمُ الشَّدِيدُ الحَرِّ وقد تَقَدَّم . فَعَلَى هَذَا قَوْلُ المُصَنِّفِ لِمَشْوِيِّ اللَّحْم كَذَا في النُّسخَ لَيْسَ بِسدِيد وسَكَتَ عنه شَيْخُنَا مَع سعة اطِّلاَعه . يقال : لَحْمٌ مُضَهَّبٌ كمُعظَّمٍ أَي مُقَطَّع نَقَلَه الصاغَانِيّ عن المُفَضَّل . يقال ضَهَبَ النَّارَ إِذَا جَمَعَها . والمُضَاهَبَةُ : المُقَابَحَةُ وهي المُكَاشَفَةُ بالقَبِيح كما نَقَلَه الصَّاغَانِيّ .
ضيب .
الضَّيْبُ بالفَتْح لغة في الضِّئْب بالكَسْرِ مهمُوزاً وقد تقدم ما يتعَلَّق بمعْنَاه .
فصل الطاء المهملة المشالة .
ط ب ب .
الطّبُّ مُثَلَّثة الطَّاءِ هُوَ عِلاَجُ الجِسْمِ والنَّفْس واقْتَصَرَ على الكَسْرِ في الاسْتِعْمال . والفَتْح والضَّمُّ لُغَتَان فِيهِ . وقد طَبَّ يَطُبُّ بالضَّمِّ على القِيَاسِ في المُضَاعَف المُتَعَدِّي ويَطِبّ بالكَسْر على الشُّذُوذ طِبّاً فهو مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَيْن كعَلَّه يَعُلُّه وأَخَوَاته وإِنْ لم يَذْكُرُوه فِيهَا وليس هذا من زِيَادَات المُؤَلِّف كما زعمه شيخُنَا بل سَبَقَه في المحكم ولِسَان العَرَب وغَيْرهما . من المجاز : الطِّبُّ بمَعْنَى الرِّفْق . والطَّبِيبُ الرَّفِيقُ قيل : ومنه فَحْلٌ طَبٌ أَي رَفِيقٌ بالفَحْلَة لا يَضُرُّ الطَّرُوقَة كَمَا في الأَسَاسِ . قال المَرَّارُ بْنُ سَعِيد الفَقْعَسِيّ يَصِفُ جَمَلاً ولَيْس للمَرَّار الحَنْظَلِيّ : .
يَدِينُ لمَزْرُور إِلَى جَنْبِ حَلْقَة ... من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِيبُهَا يَدِينُ : يُطِيعُ . والمَزْرُورُ : الزِّمَامُ المَرْبُوطُ بالبُرَةِ وهو مَعْنَى قَوْلِه : حَلْقَة مِن الشِّبْهِ وهو الصُّفْرُ أَي يَطِيع هَذِه النَّاقَة زِمَامُهَا إِلَى بُرَةِ أَنْفِهَا كذا في لسان العرب . من المجَازِ : الطُّبُّ بمعنى السِّحْر . قال ابنُ الأَسْلَت : .
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّي ... أَُطِبٌّ كَانَ دَاؤُكَ أَم جُنُونُ ورواه سيبويه : أَسْحْرٌ كَانَ طُبُّكَ وقد طُبَّ الرَّجُلُ . والمَطْبُوبُ : المَسْحُورُ . قَالَ أَبُو عُبَيْدَة : إِنما سُمِّي السِّحْرُ طِبّاً على التفاؤل بالبُرْءِ . ومِثْلُه في النِّهَايَة وبِه فُسِّر الحَدِيثُ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم احْتَجَمَ بقَرْنٍ حينَ طُبَّ . وَيَرى أَبُو عُبَيْد أَنه إِنَّمَا قِيلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛ لأَنَّه كَنى بالطّب عن السَّحْر كَمَا كَنَوْا عن اللَّدِيغ فَقَالُوا : سَلِيم وعن المَفَازَة وهي مَهْلَكَة فَقَالُوا : مَفَازَة تَفَاؤُلاً بالفَوْزِ والسَّلاَمَةِ . وفي الحَدِيث : الحَدِيثِ : فَلَعَلَّ طَبّاً أَصَابَه . وفي حَدِيث آخر أَنَّه مَطْبُوبٌ . الطِّبُّ بالكَسْرِ الطَّوِيَّة والشَّهْوَةُ والإِرَادَةُ . قال : .
إِن يَكُنْ طِبُّكِ الفِرَاقَ فإِن ال ... بَيْنَ أَن تَعْطِفِي صُدُورَ الجِمَال من المَجَازِ : الطِّبُّ : الدَّأْبُ والشَّأْنُ والعَادَةُ والدَّهْرُ . يقَال : ما ذَاكَ بطِبِّي أَي بِدَهْرِي وعَادَتِي وشَأْنِي . في لسان العرب : وقول فَرْوَة بْنِ مُسَيْكٍ المُرَادِيّ : .
فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاَّبُون قِدْماً ... وإِن نُغْلَبْ فَغَيْرُ مُغَلَّبِينَا .
فما إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ ولكن ... مَنَايَانَا وَدَوْلَةُ آخَرِينا .
كَذَاكَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ ... تَكُرُّ صُرُوفُه حِيناً فَحِينَا