وقال شيخُنا : المَنْعُ في جَيأَلةَ ظاهِرٌ لاجتماع العَلَمِيّة والتأنيث فهو كثُعالَةَ وذُؤالَةَ ونحوِهما وأمّا جَيأل فلا مُوجِبَ لمَنْعه ولا قائلَ به على كثرةِ مَن ذَكره من أهل اللّغة والصَّرف في النَّقْل ونحوِه ولعلّه تَوهَّم أنه رباعِيٌّ على وَزن الفِعل كما تَوهَّمه قبلَه وفي غيرِ موضعٍ وفيه نَظَرٌ . قلت : قد اشْتَبه على شيخِنا ضَبطُ الكلمتين فضَبَط جَيأَلةَ كثُعالَةَ وذُؤالَةَ وهو غَلَطٌ ظاهرٌ والصّوابُ أنه على فَيعَلَة وهكهذا ضَبطه الكِسائيُّ وضَبَط جَيأَل على وَزْنِ غُراب كما يدُلُّ له كلامُه وجَعل كونَه علَى وزنِ فَيعَل مُتَوَهَّماً وهو أيضاً خِلافُ ما نقلوه فقد صَرَّح الصاغاني وغيرُه من الأئمّة أنّ جَيأَلَ على وزنِ فَيعَل مَعروفَةٌ بلا ألفٍ ولام فتأمَّلْ ذلك . وجَيأَلَةُ الجُرحِ : غَثِيثُهُ عن الفَرّاء .
ومما يُستَدرك عليه : جَيأَل : وادٍ بنَجْد . والجَيأَلُ : الذِّئبُ نقلَه ابنُ السِّيد في شَرح أبيات المَعاني واسْتغْربه شيخُنا .
ج - ب - ت - ل .
جَبتَلُ كجَعْفرٍ بمُثنّاة فوقيّة بعد الباء الموحَّدة أهمله الجوهري والجماعةُ وهو : ع باليَمَنِ مِن دِيارِ بني نَهْدٍ قاله نَصْرٌ ونقلَه ياقُوت .
ج - ب - ل .
الجَبَلُ مُحرَّكةً : كلُّ وَتِدٍ للأرضِ عَظُم وطالَ فإن انْفَرد فأَكَمَةٌ أو قُنَّةٌ ج : أَجْبُلٌ كأَفْلُسٍ وجِبالٌ بالكسر وأَجْبالٌ والثّاني في القُرآن كثيرٌ كقوله تعالى : " أَلَم نَجْعَلِ الأَرْضَ مِهَاداً . وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً " " وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتاً " " وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا " . وشاهِد الأخير قولُ الشاعِر : .
" يا رُبًّ ماءٍ لك بالأَجْبالِ .
" أَجْبَالِ سَلْمَى الشُّمَّخ الطِّوالِ اعتُبِرَ مَعانِيه فاستُعِير واشتُقَّ منه بحَسَبِه فقِيل : الجَبَلُ : سَيدُ القَومِ وعالِمُهُم عن الفَراء . والجَبَلانِ لطَيِّئٍ : هما سَلْمَى وأَجَأٌ قال البُرجُ بنُ مُسهِرٍ الطّائيُّ : .
فإنْ نَرجِعْ إلىَ الجَبَلَيْنِ يَوْماً ... نُصالِحْ قَوْمَنا حتَّى المَماتِ وجَبَلُ بنُ جَوَّالٍ : صَحابِيٌّ رضي اللّه تعالى عنه . وبلادُ الجَبَلِ : مُدُنٌ بينَ أَذْرَبِيجانَ وعِراقِ العَرَبِ وخُوزِسْتانَ وفارِسَ وبلادِ الدَّيْلَمِ نُسِب إليها الحَسَنُ بنُ علي الجَبَلِيُّ عن أبي خَلِيفَةَ الجُمَحِي . وأَجْبَلُوا : صارُوا إلى الجَبَلِ عن ابنِ السِّكِّيت . وتَجَبَّلُوا : دَخَلُوا فِيه وفي العُباب : تَجَبَّل القَومُ الجِبالَ : أي دَخَلُوها . مِن المَجاز : أَجْبَلهَ : وجَدَهُ جَبَلاً : أي بَخِيلاً رُوعِيَ فيه مَعْنَى الثَّباتِ والجُمُود . كذا : أَجْبَلَ الشاعِرُ : إذا أُفْحِمَ صَعُبَ عليه القَولُ فصار لا يُبدِي ولا يُعِيد . أجْبَلَ الحافِرُ : بَلَغ المَكانَ الصُّلْبَ في حَفْرِه وهو مَجازٌ . وابْنَةُ الجَبَلِ : الحَيَّةُ لِمُلازَمَتِها له يُعَبَّر بها عنِ الدَّاهِيَة أيضاً . والقَوْسُ المُتَّخَذَةُ مِن النَّبع لكَونِه مِن أشجار الجَبَلِ . والمَجْبُولُ : الرجُلُ العَظِيمُ الخِلْقَةِ كأنه جَبَلٌ . والجَبلُ بالفتح : السَّاحَةُ وبالكسر : الكَثِير يُقال : مالٌ جِبلٌ : أي كثيرٌ وأنشد أبو عمرو : .
" وحاجبٍ كَردَسَهُ في الحَبلِ .
" مِنّا غُلامٌ كان غَيرَ وَغْلِ .
" حتَّى افْتَدَى مِنه بمالٍ جِبلِ ويقال أيضاً : حَيٌّ جِبلٌ : أي كثيرٌ ومنه قول أبي ذُؤَيْب : .
مَنايا يقَرِّبْنَ الحُتُوفَ لأَهْلِها ... جِهاراً ويَستمتِعْنَ بالأَنَسِ الجِبلِ