الأَصْل : أَسْفَلُ الشيء يُقال : قَعَدَ في أَصْل الجَبَلِ وأَصْلِ الحائِطِ وقَلَعَ أَصْلَ الشَّجَرِ ثم كَثُرَ حَتّى قِيلَ : أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ : ما يستَنِدُ وُجُودُ ذلك الشيءِ إِليهِ فالأب أَصْلٌ للوَلَدِ والنَّهَرُ أَصْلٌ للجَدْوَلِ قالَه الفَيومي وقال الرّاغِبُ : أَصْلُ كُلِّ شَيءٍ قاعِدَتُه التي لو تُوُهِّمَتْ مُرتَفِعَةً ارْتَفَعَ بارْتِفاعَها سائِرُه وقالَ غَيرُه : الأَصْلُ : ما يُبنَى عليه غَيرُه . كاليَأْصُولِ وهذه عن ابنِ دُرَيْد وأَنْشَدَ لأبي وَجْزَةَ السَّعْدِيِّ : .
فهَزَّ رَوْقَى رِمالِي كأَنّهما ... عُودَا مَداوِسَ يَأْصُولٌ ويَأْصُولُ أي أَصْلٌ وأَصْلٌ أُصُولٌ لا يُكَسَّرُ على غير ِذلك كما في المُحْكَمِ وآصُلٌ بالمَدِّ وضَمِّ الصادِ وهذه عن أبي حَنِيفَةَ وأَنْشَد لِلَبِيدٍ - رضي الله تَعالَى عنه - : .
تَجْتافُ آضلَ قالِصٍ مُتَنبذٍ ... بعُجُوبِ أَنْقاءٍ يَمِيلُ هَيَامُها ويروَى : أصْلاً قالِصًا .
وأَصُلَ ككَرُمَ أَصالَةً : صارَ ذا أَصْلٍ قالَ أمَيَّةُ الهُذَلِيُ : .
وما الشُّغْلُ إِلاّ أَنَّني مُتَهَيِّبٌ ... لعِرضِكَ ما لَمْ يَجْعَل الشيء يَأْصُلُ أَو ثَبَت ورَسَخَ أَصْلُه كتَأَصَّلَ .
وأَصُلَ الرَّأي أَصالَةً : جاد واسْتَحْكَمَ .
والأَصِيلُ كأَمِيرٍ : الهَلاكُ والمَوْتُ كالأصِيلَةِ فيهِما قالَ أَوْسُ بنُ حَجَر : .
خافُوا الأَصِيلَةَ واعْتَلَّتْ مُلُوكُهُم ... وحُمِّلُوا من أَذَى غُرمٍ بأَثْقالِ ويُروَى : خافُوا الأَصِيلَ وقَدْ أَعْيَتْ .
وأَصِيلُ : بالأَنْدَلُسِ كما في العُبابِ ومَعْجَمِ ياقُوت زادَ الأخِيرُ : قالَ سَعْدُ الخَيرِ : رُّبما كانَ من أعْمالِ طُلَيطلَةَ يُنْسَبُ إِليه أَبو مُحَمّد عبد اللّه بنُ إِبْراهِيمَ ابنٍ مُحَمّد الأَصِيلِي المُحَدِّثُ تَفَقّه بالأنْدَلُسِ فانْتَهَتْ إِليه الرياسةُ وصَنّفَ كتابَ الآثارِ والدَّلائِلِ في الخِلافِ ثم ماتَ بالأَنْدَلُس في نحوِ سَنَةِ تِسعِينَ وثلاثمائة وكان والدُه إِبراهيمُ أَدِيبًا شاعِرًا . قلتُ : وأَبُو محمَّد هذا راوِيَةُ البُخاريِّ وبهذا سَقَطَ ما اعْتَرَضه شيخُنا فقالَ : هذا غَلَطٌ لَفْظًا ومَعْنًى أَما لَفْظًا فلاَنَّ ظاهِرَه بل صَرِيحَه أَنَّ البلدَ اسمهُ أَصِيلٌ كأَمِير وليسَ كذلك بل لا يُعْرَفُ هذا اللّفظُ في أَسماءِ البلْدانِ المَغْرِبيَّةِ أَنْدَلُسًا وغيرَه بل المَعْرُوفُ أَصِيلا بأَلِف قَصْرٍ بعد الّلامِ ويُقال لَها : أَزِيلاَ بالزّاي وأَما مَعْنًى فلأَنَّها ليسَتْ بالأَنْدَلُس ولا ما يَقْرُبُ منها بل هي بالعُدْوَةِ قربَ طنْجَةَ وبينَها وبينَ الأَنْدَلُسِ البحرُ الأعظمُ ومنها الأَصِيلِيُّ راوِيَةُ البُخارِيِّ وغَيرُ واحد انتهي