وقال أَبو زَيْدٍ : العَكُّ : الصُّلْبُ الشَّدِيدُ المُجْتَمِعُ . قلتُ : وبه سُمِّيَ أَبو القَبِيلَةِ . وأَعَكَّت النّاقَةُ : إذا سَمِنَتْ فأَخْصَبَتْ .
والعَكُّ : الدَّقُّ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : العَكَوَّكانُ : التّارُّ السَّمِينُ القَصِيرُ وأَنْشَدَ ابنُ فارِسٍ : .
" عَكَوَّكانُ ووآةٌ نَهْدَهْ وهو يُعاكُّني أي : يُشارُّني . وفي الحاشِيَةِ : قال الجُرجانيُ : وهذا البابُ كُلُّه راجِعٌ إلى معنًى واحدٍ وهو تَرَدُّدُ الشيء وتَكَاثُفُه تقول : مازِلْتُ أَعُكُّه بالقَوْلِ حتى غضِبَ : أي أرَدِّدُ عليه الكَلامَ وِمنه عَكَّتْهُ الحُمّى ومنه عُكَّة السَّفنِ لأنه يُكْنَزُ فِيها كَنْزاً ويقال : سَمِنَت المَرأَةُ حتى صارَتْ كالعُكَّةِ ومنه قِيلَ لِلْيَوْمِ الحارِّ : يومٌ عَكٌّ وعَكِيكٌ يُرِيدُ شِدَّةَ احْتِدامِه وتَكاثُفِه قال : وهذا قَوْلُ المُبَرِّدِ .
ع ل ك .
عَلَكَه يَعْلِكِهُ ويَعْلُكُه من حَدَّيْ ضَرَبَ ونَصَرَ عَلْكًا : مَضَغَه ولَجْلَجَه . وعَلَكَ الفَرَسُ اللِّجامَ : حَرَّكَه في فِيه ولاكَه وأَنْشَد الجَوهَرِيُّ للنّابِغَةِ الذُّبْيانيِّ : .
خَيل صِيامٌ وخيلٌ غيرُ صائِمةٍ ... تَحْتَ العَجاجِ وأُخْرَى تَعْلُكُ اللُّجُمَا وأنْشدَ الصّاغاني لذِي الرُمَّةِ : .
تَقُولُ التي أمْسَت خُلوفًا رِجالُها ... يُغِيرُونَ فَوْقَ المُلْجَماتِ العَوالِكِ وعَلَكَ نابَيه : حَرَقَ أَحَدَهُما بالآخَرِ فحَدَثَ بينَهُما صَوْتٌ قال العُجَيرُ السَّلُولِيُ : .
فجِئْتُ وخَصْمِي يَعْلُكُونَ نُيوبَهُم ... كما وُضِعَتْ تحتَ الشِّفارِ عَزُوزُ وطَعامٌ عالِكٌ وعَلِكٌ ككَتِف : مَتِينُ المَمضَغَة واقْتَصَرَ الصاغاني على الأَخِيرةِ . والعِلْكُ بالكَسرِ : صَمْغُ الصَّنَوْبَرِ والأَرزَةِ والفُستُقِ والسّروِ واليَنْبُوتِ والبُطْمِ وهو أَجْوَدُها كاللُّبانِ يُمْضَغُ فلا يَنْماعُ مُسَخِّنٌ مُدِرٌّ للبَوْلِ باهِيٌ عُلُوكٌ وأَعْلاكٌ وقد عَلَكَه عَلْكًا . وبائِعُه عَلاّكٌ وفي الحَديث : أَنَّه مَرَ برجُلٍ وبُرمَتُه تَفْورُ على النّار فتَناوَلَ مِنْها بَضْعَةً فلم يَزَلْ يَعْلِكُها حَتّى أَحْرَم في الصَّلاةِ أي يَمْضَغُها . وما ذاقَ عُلاكًا كغُرابٍ وسَحابٍ : أي ما يُعْلَكُ وُيمْضَغُ .
وعَلك القِربَةَ تَعْلِيكاً : أجادَ دَبْغَها عن أبي حَنِيفَةَ ونقله ابنُ عَبّادِ أَيْضًا والزَّمَخْشَرِيُّ . وعَلَّكَ مالَه تَعْلِيكًا : أَحْسَنَ القِيامَ عليهِ قال : .
وكائِنْ مِنْ فَتَى سَوْءٍ تَراهُ ... يُعَلِّكُ هَجْمَةً حُمْرًا وجُونَا وعَلَّكَ يَدَيْهِ على مالِه : شَدَّهُما بُخْلاً فلم يَقْرِ ضَيفًا ولا أَعْطَى سائِلاً . والعَلِكَةُ كفَرِحَةٍ : شِقْشِقَةُ الجَمَلِ عِنْدَ الهَدِيرِ قال رُؤْبةُ : .
" يَجْمَعْنَ زَأْرًا وهَدِيرًا مَخْضَا .
" في عَلِكاتٍ يَعْتَلِينَ النَّهْضا والعَلِكَةُ من الأَراضِي : القَرِيبَةُ الماءِ نَقَله الصّاغاني . وقِيلَ : العَلِكاتُ في قَوْلِ رُؤْبةَ السّابق : الأنْيابُ الشِّدادُ والنَّهْضُ : الظَّلْمُ واعْتِلاؤُها إِيّاه : غَلبتُها له وقُوَّتُها عليه . والعَلَكُ محرَّكَةً وكسَحابٍ وغُراب وجَبَلٍ هكذا في سائِرِ النُّسَخِ والصوابُ إِسْقاطُ قولِه وجَبَلٍ فإِنه مُكَرّر : شَجَرةٌ حِجازِيَّةٌ قال أَبو حَنِيفَةَ : لم أَسْمَع بحِلْيتِها وقد ذَكَرَهَا لَبِيدٌ رضي اللَّهُ عنه : .
لَوْلا الإِلهُ وسَعْيُ صاحِبِ حِمْيَرٍ ... وتَعَرضي في كُلِّ جَوْنٍ مُصْعَبِ .
لتَقَيَّظَتْ عَلَكَ الحِجازِ مُقِيمَةً ... فجَنُوبَ ناصِفة لِقاحُ الحَوْأَبِ وفي حَدِيثِ جَرِير وقد سُئلَ عن مَنْزِله ببيشَةَ فقال : بَيْنَ سَهْلٍ ودَكْداك وسَلَمٍ وأَراك وحَمضٍ وعَلاَك . والعَوْلَكُ كجَوْهَرٍ : عِرقٌ في الرَّحِمِ والجمعُ عَوالِكُ وقال أَبُو العَدَبَّسِ الكِنانيُّ : هو عِرْقٌ في الخَيلِ والأُتُنِ وفي الصِّحاحِ : الحُمُر والغَنَمِ غامِضٌ في البُظارَةِ داخِلٌ فيها والبُظارَةُ بين الأَسْكَتَيْنِ وهُما جانِبا الحَياءِ وأَنْشَدَ : .
" يا صَاحِ ما أَصْبَرَ ظَهْرَ غَنّامْ .
" خَشِيتُ أَنْ تَظْهَرَ فيهِ أَوْرامْ