وفي كِتابِ الصِّحاح : .
" إِزْرَتُه تَجِدْه عَكَّ وَكَّا وكذا أَنْشَدَه قال الصاغانِيُ : والرِّوايَةُ : إِنْ زُرْتَه تَجِدْه قال وهاكَ رَكّ حكايَةُ تَبَخْتُرِه وقد تَقَدَّمَ . وَعكّاءُ مَمْدودَةً : من الثُّغُورِ الشّامِيَّةِ مَشْهُورٌ وفي حَدِيثِ كَعْب أَنّه ذَكَرَ مَلْحَمَةً للرُّوم فقالَ : ولِلّهِ مَأَدُبَةٌ من لُحُومِ الرّومِ بمُرُوجِ عَكّاءَ أي ضِيافَةٌ للسِّباعِ قالَ الصّاغانيُّ : والعَوَامّ تُسَمِّيه عَكَّة . قلت : وهذا الّذِي نَسَبه للعَوامِّ هو الّذِي في الصِّحاحِ وأَوْرَدَ الحَدِيث طُوبَى لَمَنْ رَأى عَكَّة ومِثْلُه وَقَع في كِتابِ الثِّقاتِ لابنِ حِبّان في تَرجَمَةِ الضَّحّاكِ بنِ شَراحِيل العَكِّي أَنَّ أَصْلَه مِنْ عَكّةَ وانْتَقَل إِلى مِصْرَ يَروِي عن ابنِ عُمَرَ . وعَكّ بنُ عُدْثان كعُثْمانَ بالثّاءِ المُثَلَّثَةِ ابنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْد نقَلَه الصاغانيُ عنِ ابنِ الحُبابِ . قلتُ : وهو قَوْلُ الأفْطَسِي الطَّرابُلُسِي النَّسّابَة ولَيسَ ابْنَ عَدْنانَ بالنونِ أَخا مَعَدِّ ووَهِمَ الجَوهَرِي . قلتُ وهذه مَسأَلَةٌ خِلافيَّةٌ بين أَئِمّة النَّسَب ونصُّ الجَوْهِريِّ : وعَكّ بنُ عَدْنانَ : أَخُو مَعَد وهو اليَوْم في اليَمَن وهو بعَينِه قولُ اللَّيثِ ومثلُه في مَعارِفِ ابنِ قُتَيبَةَ وطَبَقاتِ مُحَمّدِ بنِ سَلاّمٍ وهو قولُ شيخِ الشَّرَف بنِ أبي جَعْفَرٍ البَغْدادِيّ النَّسّابَةِ لكِنّه قال : عَكُّ بنُ عَدْنانَ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْدِ بالنُّونِ ويدلُّ له أَيضًا قَوْلُ عَبّاسِ بنِ مِرداسٍ السُّلَمِيِّ : .
وعَكّ بنُ عَدْنانَ الّذِين تَلَعَّبُوا ... بغَسّانَ حَتّى طُرِّدُوا كُلَّ مَطْرَدِ وقال بعض النّسّابِينَ : إِنّما هو مَعَدُّ بنِ عَدْنانَ فأَما عَك فهو ابنُ عُدْثانَ بالثاءِ وعُدْثانُ هذا من وَلَدِ قَحْطانَ وعَدْنانُ بالنّونِ من وَلَدِ إِسْماعِيلِ وقال ابنُ الجَوّانيِّ النَّسّابَةُ : وقد قالَ أكثرُ النسّابِينَ : إِنَّ العَقِبَ من عَدْنانَ من عَكِّ وهو الحارِثُ والذَيبُ والنُّعمانُ والضَّحّاكُ وهو المُذْهَبُ وعَدِيّ درج والغنى وعبيد وعد وعَمْرُو ونَبت وأُدّ وعدا انْقلَبَتْ في اليَمَن فأَما عَكّ بن عَدْنانَ فكُلّ من كانَ منهم بالمَشْرِق فهم يَنْتَسِبُون إِلى الأَزْدِ والذي في الأَزْدِ أَيضًا فهو عَكّ بنُ عُدْثانَ بنِ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأزْدِ بن الغَوْثِ بنِ نَبتِ بنِ مالِكَ بن زَيْدِ ابنِ كَهْلانَ . وقال بنُ حَبِيب : وفي الأزدِ عَدْنانُ بنُ عَبدِ اللَّهِ بنِ الأَزْدِ بالنون وقد تَقَدَّم أنَّه قولُ شَيخٍ الشَّرَفِ ثم إِنّ عَكا هذا عَقِبُه في فَخِذيْنِ : الشّاهِدِ والصّحارِ ابْنَي عَك ومن بني الشّاهِدِ غافِقٌ وساعِدَةُ ابنا نَبتِ بنِ نَهْشَلِ بن الشّاهِدِ وأَعقابُهم في اليَمَنِ على ما صَرَّحَ به الناشِرِيُّ نسَّابَةُ اليَمَنِ وليس هذا محلَّه فبانَ لك أَنَّ ما قالَه الجَوْهَرِيّ ليس بوَهَمٍ بل هو قول لأَئِمَّةَ النَّسَبِ فتأًمَّل واللّه أَعلم . وعَكّ أَيضاً : الَقَبُ الحارِثِ بنِ الديِّثِ بن عَدْنانَ في قَوْلٍ هكذا نَقَله الصّاغاني والأَوّلُ الصّوابُ . قلتُ : والصوابُ أَنَّ الحارِثَ هو ابنُ عَدْنانَ حَقِيقَةً ولَقَبُه عَكّ واشْتَهَر بهِ وأَما الدِّيث هكذا هو بالمثلثة وعند النسّابَةِ الذّيب فإِنّه ابنُ عَدْنانَ أَخُو الحارِثِ المَذْكُور ويَزْعُمُونَ أَنَّ الأَوْس والخَزْرَج من وَلَدِه ففي كلامِ المُصَنِّفِ مُخالَفةٌ أيضًا تأَمّل ذلك . والعُكَّى كربَّى : سَويق المُقْلِ نَقَله الصّاغانيُ .
ومما يُستَدْرَكُ عليه : يومٌ ذو عَكِيك : حارٌّ . وحَرٌّ عَكِيك : شَدِيدٌ . وعُكَّ الرَّجلُ بالضم : حُمَّ . وعَكَّتْه الحُمَّى عَكًّا : لَزِمَتْه وأَحَمَّتْه حتى تُضْنِيَهُ . وعَكَّ : إِذا غَلَى من الحَرِّ . وِإبلٌ مَعْكُوكةٌ : مَحْبُوسةٌ . وعَكَّ الرجلُ : إِذا أَقامَ واحْتَبَسَ قالَه ابنُ الأَعْرابِي وأَنْشَدَ لرُؤْبَةَ : .
" يابْنَ الرَّفِيعِ حَسَبًا وبُنْكا .
" ماذا تَرَى رَأي أَخٍ قد عَكَّا