وقالَ اللِّحْيانيُ : خَلْقٌ مُرَوْدَك وخُلُقٌ مُرَوْدَك كلاهُما حَسَنٌ وتُفْتَحُ مِيمُهُما مع دالَيهِما عن كُراع وابنِ الأَعْرابِي وقال غيرُهُما : بكَسرِ الدّالِ معٍ فَتْحِ الميم فتَكُونُ اللَّفْظَةُ حينئذٍ رُبَاعِيَّة . ويُقال : رَوْدَكَهُ أي : حَسَّنَه نَقَلَه الصّاغانيُ .
وقالَ الأزهري : مَرَوْدَكٌ إِن جَعَلْتَ المِيمَ أَصْلِيَّةً فهو فَعَوْلَلٌ وإِن كانَت المِيم غيرَ أَصْلِيَّةٍ فإِنِّي لا أَعْرِفُ له في كَلامِ العَرَبِ نَظِيرًا . قالَ : وقَدْ جاءَ مَردَكٌ كمَقْعَدٍ : اسْم رَجلٍ ولا أَدْرِي أعَرَبيٌّ هو أَم أَعْجَمِي . قلت : أَمّا مَردَك فإِنّها فارِسِيَّةٌ والكافُ للتَّصْغِيرِ ومَرد هو الرَّجُلُ والمعنى الرَّجُلُ الصَّغِيرُ ولذا يَقُولُونَ إِذا احْتَقَرُوا إِنْسَانًا : مَردَكْ .
ومما يستدرك عليه : عَوْد مُروْدَك : كَثِيرُ اللَّحْمِ ثَقِيل يروَى بكَسرِ الدّال وبفَتْحِها كما في اللِّسانِ .
ر ذ ك .
الرَّوْذَكَةُ أَهمله الجوهري وصاحبُ اللِّسانِ وقال الخارْزَنْجيُ : هي الصَّغِيرَةُ من أَوْلاَدِ الغَنَمِ السِّمانِ رَواذِكُ هكذا نَقَلَه الصّاغاني عنه وأحْسِبه مُعَرَبًا عن رَوْدَه . وراذَكانُ بفتحِ الذّالِ : بِطُوسَ منها أَحْمَدُ بنُ حامِدٍ الفَقِيهُ وأَبو مُحَمّد عبد اللّهُ بنُ هاشِم الطُّوسيُّ المُحَدِّثُ ويُقال : إِنّ الوَزِيرَ نِظامَ المُلْكِ من هذه القَريَة .
ر ز ك .
رُزَّيْكٌ كقُبَّيطٍ أَهمَلَه الجَماعَة وهُوَ والِدُ المَلِكِ الصّالِحِ طَلائِعَ بنِ رُزَّيْك وَزيرِ مِصْرَ وواقِفِ الأَوْقافِ للسّادَةِ الأشْرافِ بها . قلت : وابنه الملك العادل رزيك بن طلائِعَ وآلُ بَيتِهم ثم إِنَّ هذا الضَّبطَ مُخالِفٌ لضَبطِ الحافِظِ بن حجَرٍ وغيره فإِنّه قالَ بتَشْدِيدِ الزّاي المَكْسُورَةِ وهو الصّوابُ وهكذا سَمِعْتُه من لسانِ الإِمامِ اللّغَوِيِّ عبدِ اللّهِ بنِ عبد اللّهِ بنِ سَلامَةَ المُؤَذِّنِ الشّافِعِيِّ وكانَ يُخَطِّئُ صاحب القامُوسِ ويَقَع فيه سامَحَه اللّهُ تعالَى .
ومما يستَدْرَكُ عليه : أَرْزَكانُ بالفتح : مَدِينَةٌ على ساحِلِ بَحْرِ فارِسَ منها أَبُو عبد الرَّحْمن عبد اللّهِ بنُ جَعْفرَ بنِ أبي جَعْفرٍ الأَرْزَكانيُ : ثِقَةٌ زاهِدٌ سَمِعَ يَعْقوب بنَ سُفْيانَ ومات سنة 312 .
ر ش ك .
الرِّشْكُ بالكَسرِ أَهمَلَه الجوهري وقالَ الصّاغانيُ : هو الكَبِير اللِّحْيَةِ . وقال أَبو عَمْرو : الرِّشْكُ : الذي يَعُدّ على الرُّماةِ في السَبَقِ قال ثَعْلَبٌ : وأَصْلُه القافُ يُقال : رَمَينا رِشْقًا أَو رِشقَيْنِ فسُمِّيَ العَدَدُ بالفِعْلِ . وقال الأزهري : الرِّشْكُ القَب رَجُلٍ كانَ عالِمًا بالحِسابِ يُقال له : يَزِيدُ الرِّشْكُ وقال الصاغانيُ : هو أَبُو الأَزْهَرِ يزِيدُ بن أبي يَزيدَ سَلَمَةَ الضُّبَعِي البَصْرِيّ القَسّام أَحْسَبُ أَهْلِ زَمانِه وكانَ الحَسَنُ البَصْرِيُّ إِذا سُئلَ عن حِسابِ فَرِيضَة قال : عَلَينا بيانُ السِّهام وعَلَى يَزِيدَ الرِّشكِ الحِسابُ قال الأزهري : وما أُرَى الرِّشكَ عَرَبيًّا وأُراهُ لَقبًا لا أَصْلَ له في العَرَبيَّةِ وقال إبراهيمُ الحَربيُّ : ويُقالُ بالفارِسِيَّةِ رَشْكِنْ : إِذا كانَ حَسُودا أَظُنُّه أُخِذَ من هذا ووَقَعَ في الشَّمائِل أَنَّه القَسّامُ بِلُغَةِ أَهلِ البَصْرَةِ . قلت : وهذه أَقْوال مضطربة لا تَكاد تَتَلاَءَمُ مع بعضِها والصّحِيحُ قولُ من قالَ : إِنَّه الكَبِيرُ اللِّحْيَةِ بالفارِسِيَّة وبذلك لُقِّبَ لكِبَرِ لِحْيَتِه حتىّ إِنَّ عَقْرَبًا مَكَثَ فِيها كَذَا وكَذَا أَيّامًا على ما ذَكَرَه شُرّاحُ الشَّمائِلِ وحَقِيقَةُ هذه اللَّفْظَةِ رِيشْكْ بزِيادةِ الياءِ وريش هو اللِّحْيَة والكاف للتَّصْغِيرِ أُرِيدَ بهِ التَّهْوِيلُ والتَّعْظِيمُ ثم عُرِّبَتْ بحذفِ الياءِ فقيلَ : الرِّشْكُ هذا هو الصَّوابُ في هذا اللَّقَبِ وما عَدا ذلك كُلَّه فحَدْسِيّاتٌ إِذ لم يَقِفُوا على حَقِيقَةِ اللَّفْظَةِ وأَبعَدُ الأَقْوالِ قولُ أبي عمرو ثم قولُ الحَربي ثم مَن قالَ إِنّه القَسّامُ والعَجَب من الصاغانيِّ كيفَ سَكَتَ مع مَعْرِفَتِه باللِّسانِ فتأَمَّلْ ذلك واللّه أَعلم