أَراد تُرِيدُهَا ولا يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِي هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ ؛ لأَنَّه لاَ يَكُونُ مُصِيباً ومُخْطِئاً في حال واحدة كذا في لِسَان العَرَب وراجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِيشِيّ وقَوْل رُؤْبَة فِيهِ : .
" ... أَين تُصِيبَان وأَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ وغَيْرِهِ أَيْ أَخَذَ وتَنَاوَلَ . وفي الحدِيث : يُصِيبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ أَي ينالون مَا نَالُوا . وفي الحدِيث أَنَّه كَانَ يُصِيبُ من رَأْسِ بَعْضِ نِسَائِه وَهُوَ صَائِمٌ أَرَادَ التَّقْبِيلَ . الإِصَابَةُ : الاحْتِيَاجُ وأَصَابَه أَحْوَجَه . الإِصَابَةُ : التَّفْجِيعُ أَصَابَه بكذا : فَجَعَه بِهِ . وأَصَابَهم الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم وأَمْوَالهم : جَاجَهُم فيها فَفَجَعَهُم كالمُصَابَةِ والمُصَابِ . قال الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ المَخْزُوميُّ : .
أَسُلَيْمَ إِنّ مُصَابَكُم رَجُلاً ... أَهْدَى السَّلاَمَ تَحِيَّةً ظُلْمُ .
أَقْصدْتِه وأَرَادَ سِلْمَكُمُ ... إِذ جَاءَكم فَلْيَنْفَعِ السِّلْمُ قال ابن بَرّيّ : هذا البَيْتُ لَيْسَ للعَرْجِيّ كما ظَنَّه الحَرِيرِيّ فقال في دُرَّةِ الغَوَّاصِ : هو للعَرْجِيّ وصَوَابُه : أَظُلَيْم تَرْخِيم ظُلَيْمَة وظُلَيْمَة تَصْغِير ظَلُوم تَصْغِير التَّرْخِيم . ويروى : أَظَلُوم إِنَّ مُصَابَكم . وظُلَيْم هي أُمُّ عِمْرَان زوْجَةُ عَبْد الله بْنِ مُطِيع وَكَانَ الحَارِثُ يَنْسِبُ بِهَا ولَمَّا مات زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا وَرَجُلاً مَنْصُوب بمُصَابٍ . يعني إِنَّ إِصَابَتَكُم رَجُلاً وظُلْم خَبَر إِنّ كَذَا فِي لِسَانِ العَرب . وعن ابن الأَعرابيّ : ما كنتُ مُصَاباً ولقد أُصِبْتُ . وإِذا قال الرَّجُلُ لآخَر : أَنْتَ مُصَابٌ قال : أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّي حَكَاه ابنُ الأَعْرَابِيّ . وأَصَابَتْه مُصِيبَةٌ فهو مُصَابٌ . والصَّابَةُ : المُصِيبَةُ مَا أَصَابَكَ من الدَّهْر كالمُصَابَةِ والمَصُوبَة بضَمِّ الصَّاد والتَّاء للتَّأْنِيث أَو للمُبَالَغَة عَلَى غَيْرِ قِيَاسٍ . وفي التهذيب : قال الزّجّاج : أَجْمَعَ النَّخْوِيُّون على أَنْ حَكَوا مَصَائِب في جَمع مُصِيبَة بالهَمْزِ وأَجْمَعُوا أَن الاخْتِيَار مَصَاوِب وإِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ . قَالَ : وَهَذَا عِنْدِي إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ المَكْسُورَة كما قَالُوا : وِسَادَة وإِسَادَةٌ . وزَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَة فيها بَدَلاً مِن الوَاوِ لأَنَّهَا أَغْلَبُ في مُصيبَة . قَالَ الزَّجَّاجُ : وَهَذَا رَدِيء ؛ لأَنَّه يَلْزمُ أَنْ يُقَالَ في مَقَام مَقَائم وفي مَعُونَة مَعَائِن . وقال أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى : مُصِيبَةٌ كَانَتْ في الأَصْلِ مُصْوِبَة أَلْقَوْا حَرَكَةَ الْوَاوِ عَلَى الصَّادِ فانْكَسَرَتْ وَقَلَبُوا الوَاو يَاءً لِكَسْرَةِ الصَّادِ . وقَال ابنُ بُزُرْج : تَرَكتُ النَّاسَ على مُصَابَاتِهِم أَي على طَبَقَاتِهم ومَنَازِلِهِم . وفي الحديث : مَنْ يُرِد اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ مِنْه . أِي ابْتَلاَهُ بالمَصَائِبِ ليُثيبَه عَلَيْهَا وهو الأَمْرُ المَكْرُوهُ يَنْزِل بالإِنْسَان . ونَقَلَ شيخُنَا في التَّوْشِيح أَنَّ أَصْلَ المُصِيبَةِ الرَّمْيَةُ بالسَّهْمِ ثم اسْتُعْمِلَت في كل نَازِلَةٍ . الصَّابَةُ : الضَّعْفُ في العَقْلِ . يقال : رَجُلٌ مُصَابٌ . وفي عَقْل فلانٍ صَابَةٌ أَي فَتْرَةٌ وضَعْفٌ وطَرَفٌ من الجُنُون . وفي التهذيب : كأَنَّه مَجْنُون . ويُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ . والمُصَابُ : قَصَبُ السُّكَّرِ كذا في لسَان العَرَب . الصَّابَةُ : شَجَرٌ مُرٌّ . وفي التَّهْذِيبِ عَن الأَصْمَعِيّ : الصَّابُ والسُّلَع : ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان ج : صَابٌ . وَوَهِمَ الجَوْهريّ في قَوْله عُصَارَة شَجَر مُرٍّ . قال الهُذَلِيّ : .
إِني أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّيْلَ مُشْتَجِراً ... كأَنَّ عَيْنِيَ فِيهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ