في لسان العرب : وإِنَّ مَا كَذَا مُنْفَصِلَة . قوله : مالُ بالرَّفْع أَي وإِنَّ الذي أَهْلكتُ إِنَّمَا هو مَالٌ . الصَّوْبُ : القَصْدُ كالإِصَابَة . قال الأَصْمَعِيّ : يُقَالُ : أَصَابَ فُلاَنٌ الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ وأَرادَه فأَخْطَأَ مُرَادَه ولم يَعْمِدِ الخطأَ ولم يُصِبْ . انتهى . ويقال : صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِيَّة يَصُوبُ صَوْباً وصَيْبُوبَةً وأَصَابَ إِذَا قَصَدَ ولم يَجُرْ . وصَاب السَّهْمُ القِرْطَاسَ صَيْباً لُغَةٌ في أَصَابَه . وإِنَّه لَسَهْمٌ صَائِبٌ أَي قَاصِدٌ . والعربُ تَقَولُ للسَّائِر في فَلاَةٍ يَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عن القَصْد : أَقِمْ صَوْبَكَ أَي قَصْدَك . وفُلاَنٌ مُسْتَقِيمُ الصَّوْب إِذا لم يَزْغ عن قَصْدِه يَمِيناً وشِمَالاً في مَسِيرهِ . وفي المَثَلِ : معَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صَائِب . الصَّوْبُ : المَجيءُ من مكان علٍ وقَدْ صَابَ . وكُلُّ نَازِلٍ من عُلُوٍّ إِلَى استِفَال فهو صَابَ يَصُوبُ وأَنشد : .
فَلَسْتَ لإِنْسِيٍّ ولكِنْ لمَلأَكٍ ... تَنَزَّلَ مِنْ جَوٍّ السَّمَاءِ يَصُوبُ قال ابن بَرِّيّ : البَيْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَيْشِ يَمْدَحُ النُّعْمَانَ وقِيلَ : هُوَ لأَبِي وَجْزَةَ يَمْدَحُ عَبْد اللهِ بْن الزُّبَيْرِ وقِيلَ : هو لعَلْقَمَة بْن عَبَدة . كالتَّصَوُّب وهو حَدَبٌ في حُدُورٍ . والتَّصَوُّبُ أَيْضاً : الانْحِدَارُ . الصَّوْبُ : لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ وهو أَبُو قَبِيلَة مِنْ بَكْرِ بْنِ وَائِل . قال رَجُلٌ مِنْهُم في كَلاَمِه كأَنَّه يُخَاطِبُ بَعِيرَه : حَوْب حَوْب إِنَّه يومُ دَعْقٍ وشَوْب لا لَعاً لِبَنِي الصَّوْبِ . الصَّوْبُ : الإِرَاقَةُ . يُقَالُ : صَابَ المَاءَ وصَوَّبَهُ : صَبَّه وأَرَاقَه . أَنْشَد ثَعْلَبٌ في صفة سَاقِيَيْن : .
" وحَبَشِيَّيْن إِذَا تَحَلَّبا .
" قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ وصَوَّبا الصَّوْبُ : مَجِيءُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ . وقال اللَّيْثُ : الصَّوْبُ : المَطَرُ . وصَابَ الغَيْثُ بمكان كَذَا وكَذَا . وصَابَتِ السَماءُ الأَرْضَ : جَادَتْهَا . وصَابَ أَي نَزَل . قَالَه ابن السيد في الفرق . وصَابَه المَطَر أَي مُطِرَ . وفي قول الشاعر : .
فسَقَى دِيَارَك غَيْرَ مُفْسِدِهَا ... صَوْبُ الرَّبِيعِ وَدِيمَةٌ تَهْمِي قال شَيْخُنا : جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ كَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَى النُّزُول مِنْ صَابَ وكَوْنَه بمَعْنَى المَطَر . وعَلَى الثَّانِي مَعْنَاه الفَضْل . والصَّوْبُ أَيضاً بمَعْنَى النَّاحِيَة والجِهَة وقَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ وجَعَلَه بعضُهم استْعَارَةً مِن الصَّوْبِ بمَعْنَى المَطَر . والصَّحِيحُ أَنه حَقِيقَةٌ في الجَانِبِ والجِهَةِ عَلَى مَا فِي التَّهْذِيبِ والمِصْبَاح وذكره الخَفَاجِيُّ في العِنَايَة وابْنُ هِشَام في شَرْحِ الكَعْبِيَّة كما ذَكَرَه شَيْخُنَا . والإِصَابَةُ : خِلاَفُ الإِصْعَاد وقَد أَصَابَ الرَّجُلُ . قال كَثَيِّر عَزّة : .
ويَصْدُرُ شَتَّى من مُصِيبٍ ومُصْعِدٍ ... إِذَا مَا خَلَت مِمَّن يَحِلُّ المَنَازِلُ الإِصَابَةُ : الإِتْيَانُ بالصَّوَاب . وأَصَابَ : جَاءَ بالصَّوَاب . الإِصَابَةُ أَيضاً إِرَادَتُه أَي الصَّوَاب . وأَصَابَ في قَوْلِه وأَصَابَ القْرْطَاسَ وأَصَاب في القِرطَاس إِذا لم يُخْطِئ . الإِصَابَةُ : الوِجْدَانُ . يُقَالُ : أَصَابَهُ : رَآه صَوَاباً وَوَجَدَه صَوَاباً . وفي حِدِيثِ أَبِي وَائِل : كان يُسْأَلُ عن التَّفْسِيرِ فَيَقُولَ : أَصَابَ اللهُ الَّذِي أَرَادَ يَعْنِي أَرَادَ اللهُ الذِي أَرَادَ وأَصْلُه من الصَّوَابِ . وقَوْلُهُم للشِّدَّةِ إِذَا نَزَلَت : صَابَت بِقُرٍّ أَيْ صَارَتِ الشِّدَّةُ في قَرَارِهَا . وفي الأَسَاسِ ومن المَجَاز : أَصَابَ الشيءَ : وَجَدَه . وأَصَابَه أَيْضاً : أَرادَه . قلْتُ : وبِه فَسَّرَ أَبُو بَكْر قَوْلَه تَعَالى : تَجْري بأَمْرِه رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ قال : أَرَادَ : حَيْثُ أَرَادَ . وأَنشد : .
وغَيَّرَهَا مَا غَيَّر النَّاسَ قَبْلَهَا ... فَنَاءَتْ وحَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِيبُهَا