ومن المجازِ : حَنَكَت السِّنُّ الرَّجُلَ : إِذا أَحْكَمَتْه التَّجارِبُ حَنْكاً بالفتح ويُحَرَّكُ وكذلك حَنَكَتْه الأمورُ حَنْكاً أي : فَعَلَت به ما يُفْعَل بالفَرَسِ إِذا حُنِّكَ حتّى عادَ مُجرَباً مُذَلَّلاً فاحْتَنَكَ كحَنَّكَتْه تَحْنِيكاً وأَحْنَكَتْه كلاهُما عن الزَّجّاجِ واحْتَنَكَتْه أي هَذَّبَتْه وقِيلَ : ذلك أَوَانُ ثَباتِ سِنِّ العَقْل فهو مُحْنَكٌ ومُحَنَّكٌ كمُكْرَمٍ ومُعَظَّمٍ وِمُحْتَنَكٌ وحَنِيكٌ وحُنُكٌ بضمَّتَيْنِ الأخِيرَةُ عن الفَرّاءِ ومُحْتَنَكٌ وحَنِيكٌ كأَنَّه على حُنِّكَ وِإنْ لم يُستَعْمَل . والاسمُ الحُنْكَةُ والحُنْكُ بضَمِّهما ويُكْسَر الثاني عن اللَّيثِ وهو السِّنّ والتَّجْرِبَةُ والبَصَرُ بالأمور . وقال اللَّيثُ : حَنَّكَته السنُّ : إِذا نبتَتْ أسْنانه التي تُسَمّى أسْنانَ العَقْلِ وحَنَّكتْه السِّنُّ : إِذا أَحْكَمَتْه التَّجارِبُ والأُمورُ فهو مُحَنَّكٌ ومُحْنَكٌ . وقال ابنُ الأَعرابي : جَرَّذَه الدَّهْرُ ودَلَكَه ووَعَسَه وحَنَّكَه وعَرَكَه ونَجدًّه بمعنًى واحد . وقال اللّيثُ : يَقُولون : هم أَهْلُ الحُنْكِ والحِنْكِ والحُنْكَةِ أي : أَهلُ السِّن والتّجارِبِ . واحْتَنَك الرَّجُلُ أي : استَحْكَم وفي حَدِيث طَلْحَةَ أَنّه قالَ لعُمَرَ رضي اللَّهُ تعالى عنهما : قَدْ حَنَّكَتْكَ الأُمورُ أي : راضَتْكَ وهَذَّبَتْك يُقال بالتَّخْفِيفِ والتَّشْدِيدِ وقال اللَّيثُ : رجلٌ مُحَنَّكٌ وهو الذي لا يستَقَلُّ منه شيءٌ مما قد عَضَّتْهُ الأُمورُ . والمُحْتَنَكُ : الرجل المُتَناهي في عَقْلِه وسِنه . وقالوا : أَحْنَكُ البَعِيرَيْنِ وأَحْنَكُ الشّاتَيْنِ أي أَشَدُّهُما أَكْلاً وهو شاذٌّ نادِرٌ ؛ لأَنَّ الخِلْقَةَ لا يُقالُ فيها ما أَفْعَلَه وقال سِيبَوَيْهِ : هو من صِيَغِ التَّعَجُّبِ والمُفاضَلَةِ ولا فِعْلَ له . ومن المَجازِ : احْتَنَكَه : إِذا اسْتَولَى عليهِ وبه فَسَّرَ الفَرّاءُ قولَه تَعالَى : " لأَحْتَنِكَنَّ " . ومن المَجازِ : احْتَنَكَ الجَرادُ الأَرضَ : إِذا أَكَلَ ما عَلَيها من النَّبْتِ وبه فَسّرَ يُونُسُ الآيَة وهو أَحَدُ الوَجْهَيْنِ عنه ؛ وقال الرّاغبُ : احْتَنَكَ الجرادُ الأَرْضَ : اسْتَولَى بحَنَكِه عَلَيها فأَكَلَها واسْتَأصَلَها فجَمَع بين المَعْنَيَيْنِ ومنه تَفْسِيرُ الأَخْفَشِ للآية أي : لأَسْتَأْصِلَنَّهُم ولأَسْتَمِيلَنَّهُم . وقال ابن سِيدَه : احْتَنَكَ فُلاناً : إِذا أَخَذَ مالَه كُلَّه كأنَّه أَكَلَه بالحَنَكِ . وقال : احْتَنَك فلانٌ ما عندَ فُلانٍ أي : أَخَذه كُله . وقالَ القاضِيِ في العِنايَة : قَوْلُهم : احْتَنَكَ الجَرادُ الأرْضَ هو من الحَنَك وقد أرِيدَ به الفَم والمِنْقار فهو اشْتِقاقٌ من اسمِ عَيْنٍ نقَلَه شيخنا . وحَنَكُ الغُرابِ مُحَرَّكَةً : مِنْقارُه نَقَلَه الجَوْهَري أَو سَوادُه وقال الرّاغِبُ : سَوادُ رِيشِه قالَ ابنُ بَريّ : وحَكَى عَلِي بنُ حَمزَةَ عن ابنِ دُرَيْدٍ أَنَّه أَنْكَر قولَهُم : أَسْوَدُ من حَنَكِ الغُرابِ قال أَبو حاتِمٍ : سأَلْتُ أمَّ الهَيثَمِ فقُلْتُ لَها : أَسْوَدُ مِمّاذا ؟ قالت : من حَلَكِ الغُرابِ ؛ لَحْياهُ وما حَولَهُما ومِنْقاره وليسَ بشيءٍ وقال قومٌ : النُّونُ بدَلٌ من اللاّمِ وليسَ بشيءٍ أَيضاً . وقالوا : أَسْوَد حانِكٌ وحالِكٌ شَدِيدُ السّوادِ . والحُنْكَة بالضّمِّ وككِتابٍ : خَشَبَةٌ تَضُمّ الغَراضِيفَ أي غَراضيفَ الرَحْل كما في التَّهْذِيب أَو قدَّة تَضُمّها كما في الصِّحاحِ زاد : وجَمْعُه حِناكٌ كبُرمَة وبرامٍ عن أبي عُبَيدٍ . والحُنْكَة : خَشبَةٌ تُربَطُ تحت لَحْييَ النّاقَة ثم يُربَطُ الحَبل إِلى عُنُق الفَصِيلِ فتَرأَمُه عن ابن عَبّادٍ ولكن نصّه في المحِيطِ : الحِناكَةُ بالكسر قال والجَمْعُ الحَنائِكُ ففي كلامِ المُصَنِّفِ مَحَل تأمُّل . وحِناكُ بن سَنَّةَ القَيسِيُ ككِتابٍ وحِناكُ بن ثابِتٍ وأَبو حِناكٍ : بنُو أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ وأَبُو حِناكٍ البَرَاءُ بنُ رِبْعِي : شُعَراءُ في الجاهِلِيَّةِ الأَخيرُ من بني فَقْعَس . ويُقال أَحْنَكَه عن هذا الأَمْرِ إِحْناكاً : أي رَدَّه مثل أَحْكَمَه