قال ابنُ بَرِّيّ وتُروَى هذه الأَبْيات لزمَيل بنِ أبَيرٍ يهجو خارِجَةَ بنَ ضِرارٍ المُرِّيِّ وأَولها أَخارِج هَلاّ . وقال ابن عَبادٍ : الحَوْتَكِيُّ : الشَّدِيدُ الأَكْلِ من الرجالِ . وقال شَمِرٌ : الحَوْتَكِيَّةُ : عِمَّة يَتَعَمَّمُها العَرَب يُسَمُّونَها بهذا الاسمِ فيما زعَم أَبو سَعِيدٍ ومنه حَدِيث العِربَاضِ بنِ سارِيَةَ - رضي اللّهُ عنه - قال : " كانَ رَسُول اللّهِ صَلَّى اللّهُ عليهِ وسَلّم يَخرُجُ إلى الصُّفةِ وِعليه الحَوْتَكِيَّةُ " هكذا هو نَصُّ ابنِ الأثِيرِ في النِّهايَةِ والذي في العُبابِ : وعَلينا الحَوْتَكِيَّةُ وقيل : هو مضاف إِلى رَجُل يُسَمّى حَوْتَكاً كان يَتَعمّمُ بهذه العِمَّة وفي حديثِ أَنَس Bه : " جِئْتُ إِلى النَّبِيِّ صلّى اللّهُ عليه وسًلّمَ وعليهِ خَمِيصَةٌ حوْتَكِيَّةٌ " قال ابنُ الأَثِيرِ : هكذا جاءَ في بعضِ نُسَخِ صَحِيحِ مسلِمٍ والمَعْرُوف جَوْنِيَّة فإن صَحّتْ هذه الرِّوايَةُ فتكونُ مَنْسُوبة إِلى هذا الرَجُلِ .
والحَوْتَكَةُ : مِشْيَةُ القَصِيرِ شِبه الحَذْلَمَةِ كالحِتِكَّى كزِمِكَّى عن ابنِ عَبّادٍ . قالَ : والحَواتِكُ من الدّوابِّ : المُحْثَلاتُ وهي ما أُسيءَ غِذاؤها الواحدةُ حَوْتَكَةٌ . والحَواتِكُ : رِئالُ النَّعامِ أَو صغارُها وأَنشَدَ الجَوْهَرِيُّ لذِي الرّمَّةِ : .
لنا وَلَكُم يا مَي أَمْسَتْ نِعاجُها ... يماشِينَ أمّاتِ الرِّمالِ الحَواتِكِ كالحَتَكِ مُحَرَكَةً لفِراخِ النَّعامِ وهذه عن ابنِ عَبّادٍ . ويُقال : لا أَدْرِي أَينَ حَتَكُوا ورُبّما قالوا : عَتَكُوا أي : أَين تَوَجَّهُوا .
ومما يستدرَكُ عليه : الحاتِكُ : القَطوفُ العاجِزُ نقله الأَزْهَرِي . قال : ورَجُلٌ حَتَكَةٌ محركة : وهو القَمِئُ . وقال ابنُ عَبَّادٍ : الحَوتكانُ : الصِّبيانُ الصِّغار .
ح ر ت ك .
الحَرتَكُ كجَعْفَرٍ أَهمَلَه الجَوْهَرِيُّ وصاحبُ اللِّسان وقالَ ابنُ عبّادٍ : الصَّغِيرُ الجِسمِ ونَصُّ المُحِيطِ : الحَرتَكُ بمنزلة الحَتَك وهما الصِّغارُ من الناس كذا قالَ من النّاسِ والجَمْعُ : الحَراتِكُ وقالَ في تَركِيب ح ت ك : الحَتَكُ : فِراخُ النَّعام فتأَمل . قلتُ : وأَبو الحَسَن محمَّدُ بنُ يُوسُفَ بنِ نَيّار الحِرتَكِي بالكسرِ : إِمامُ جامعِ البَصْرةِ ذكره ابنُ الجَزَرِيِّ في طَبقاتِ القُرّاءِ وضَبَطه .
ح ر ك .
حَرُكَ ككَرُمَ حَركاً بالفَتْحِ قالَ شيخُنا : ذِكْرُ الفَتْحِ مُستَدرَكٌ لَفْظاً ومَعْنى أَمّا لَفْظاً فإِنّ الإطْلاقَ كافٍ فيه كما هو اصْطِلاحُه وأما مَعْنًى فإِنّه غيرُ صَحِيحٍ إِذ لا قائِلَ بهِ بل صَرّح ابنُ القَطاعِ والفَيومِي وغيرُ واحِد أَنّه مُحَرَّكٌ ككَرُمَ كَرَماً وشَرُفَ شَرَفاً ونحوِهما . قلت : وهذا الذي أَنْكَرَه شيخُنا هو الواقِعُ في كِتابِ العَيْنِ والمَضْبُوط بالفَتْحِ هكَذا ومثلُه في نُسَخِ العبابِ فتَقْيِيدُه بالفتحِ في مَحَلِّه ؛ لإِزالَةِ الاشْتِباه فإنه جاءَ على غيرِ قِياسِ البابِ فتَأَمّلْ . وحَرَكَةً هو بالتّحْرِيكِ وِإنَّما لم يَضْبُطْه لشُهْرَتِه : ضِدّ سَكَنَ . وحَرَّكْتُه فتَحَرَّكَ ورُوِى عن أبي هُرَيْرَةَ رضي اللّه عنه أَنّه قال : آمنْتُ بمُحَرِّفِ القُلُوبِ ورواه بعضهم بمُحَرِّكِ القلوبِ . قال الفَرّاءُ : المُحَرفُ : المُزِيل والمُحَركُ : المُقَلِّبُ وقال أَبو العبّاسِ : المُحَركُ أَجودُ ؛ لأَنّ السُّنَّةَ تؤيِّدُه : يا مُقَلِّبَ القُلُوبِ . ويُقال : ما بِه حَراكٌ كسَحابٍ : أي حَرَكَةٌ قالَه ابنُ سِيدَه يُقال : قد أَعْيَا فما به حَراكٌ ونَقَلَ الخَفاجِي - في العِنايَةِ في سُورةِ النَّجْمِ - وقد يُكْسَر قالَ شيخُنا : ولا يُلْتَفَتُ إِليه فإنَّ الصوابَ كما ضَبَطَه المُصنِّف . والمِحْراكُ : خَشَبَةٌ يُحَرَّكُ بها النّارُ وهي المِحْراثُ أيضاً . والمَحْرَكُ كمَقْعَدٍ : أَصْلُ العُنُق من أَعْلاها قاله أَبو زَيْد وهو مُنْتَهَى العُنُقِ عِنْدَ المَفْصِلِ من الرَّأْسِ