الفِسْق بالكَسْر : التّرْكُ لأمْر الله عزّ وجلَّ والعِصْيانُ والخُروجُ عن طَريق الحَقِّ سبحانَه قالَه اللّيث . أو هو الفُجورُ كالفُسوقِ بالضّمِّ . وقيل : هو المَيْلُ الى المَعصِية . قال الأصبهانيُّ : الفِسْق أعمُّ من الكُفْر والفِسْقُ يقعُ بالقَليلِ من الذُنُوبِ وبالكَثيرِ ولكِن تُعورِفَ فيما كانَ بكَثيره . وأكثرُ ما يُقالُ الفاسِقُ لمَنْ التَزَم حُكمَ الشّرع وأقرّ بهِ ثم أخلّ بجَميعِ أحكامِه أو ببَعْضِها . وإذا قيل للكافِر الأصل فاسِق فلأنّه أخَلّ بحُكمِ ما ألزمَه العَقل واقتَضَتْه الفِطْرَةُ . ومنه قولُه تَعالى : ( أفَمَنْ كانَ مؤمِناً كمَنْ كان فاسِقاً لا يسْتَوون ) فقابَلَ به الإيمان فالفاسِقُ أعمُّ من الكافِر والظالِمُ أعمُّ من الفاسِق . فسَق كنَصَر وضَرَب وكرُم الثانيةُ عن الأخفَشِ نقلَه الجوهريُّ والثالثةُ عن اللِّحيانيّ رَواهُ عن الأحمَر ولم يعرِف الكسائيُّ الضّمَ فِسْقاً وفُسوقاً مصْدران للبابَيْن الأوّلين أي : فجَر فُجوراً كما في الصِّحاح . وقولُه تعالى : ( وإنّه لفِسْقٌ ) أي : خُروجٌ عن الحقِّ . وقال أبو الهيْثم : وقد يكونُ الفُسوقُ شِرْكاً ويكون إثْماً . والفِسْق في قوله تعالى : ( أو فِسْقاً أُهِلّ لغيرِ اللهِ به ) رُويَ عن مالك أنّه الذّبْح . وقولُه تعالى : ( بِئْسَ الاسْمُ الفُسوقُ بعْدَ الإيمان ) أي : بِئْسَ الاسمُ أن يقول له : يا يهودِيُّ ويا نَصْرانيّ بعد أنْ آمن ويُحتَمل أن يكون كُلُّ لَقَب يكرهُه الإنسان قاله الزّجّاج . وفَسَق : جارَ ومالَ عن طاعَةِ اللهِ عزّ وجلّ ومنه فَسَقت الرّكاب عن قصد السّبيل أي جارت . وقولُه تعالى : ( فَفَسَق عنْ أمْرِ ربِّه ) أي : خرَج زادَ الفَرّاءُ عن طاعةِ ربِّه . ورَوَى ثعْلَبٌ عن الأخْفَش قال : أي عن ردِّه أمرَ ربِّه نحو قول العَرَب : اتّخَم عن الطّعام أي : عنِ أكْلِه فلمّا ردَّ هذا الأم رفسَق . قال أبو العبّاس : ولا حاجةَ به الى هذا ؛ لأنّ الفُسوقَ معناه الخُروج . فسَقَ عن أمْر ربّه أي : خرَج . وفسَقت الرُّطَبَة عن قِشْرِها أي : خرجَت كانْفَسَقَت وهذه عن ابنِ دُرَيْد . قيل : ومنه اشتِقاق الفاسِق لانْفِساقِه أي : لانسِلاخِه عن الخَيْر . ونصُّ الجَمْهَرة : من الخَيْر وقال أبو عُبَيدة : ففَسَق عن أمرِ ربّه أي : جارَ عن طاعَتِه وأنشد : .
" يهْوِين في نجْد وغَوْراً غائِرا .
" فَواسِقاً عن قصْدِها جَوائِرا ورجُلٌ فُسَقٌ كصُرَد وفِسّيقٌ مثل سِكِّيت : دائِمُ الفِسْق وأنشدَ اللّيثُ لسُلَيمان : .
عاشوا بذلك حيناً في جِوارِهِمُ ... لا يُظْهِرُ الجَوْرَ فيهم آمِناً فُسَقُ