وقال ابْنُ بَرِّيّ : الشَّهْبَاءُ : البَيْضَاءُ أَي بَيْضَاء لكَثْرَة الثَّلْج وعَدَم النَّبَات . وأَجْحَفَت : أَضَرَّتْ بهم وأَهْلَكَت أَمْوَالَهم . ونال كِرَام المَالِ أَي كَرَائم الإِبِل يَعْنِي أَنَّهَا تُنْحَر وتُؤَكل لأَنَّهم لا يَجِدُون لَبَناً يُغْنِيهم عن أَكْلِهَا . والجَحْرَةُ : السَّنَةُ الشَّدِيدةُ الَّتِي تَجْحَرُ النَّاسَ في البُيُوتِ . ويوم أَشْهَبُ وسَنَةٌ شَهْبَاءُ وجَيْشٌ أَشْهَبُ أَي قَوِيٌّ شَدِيدٌ . وأَكْثر ما يُسْتَعْمَل في الشِّدَّةِ والكَرَاهَة . وفي حَدِيث حَلِيمَة : خَرَجْتُ في سَنَةٍ شَهْبَاءَ أَي ذاتِ قَحْطٍ وجَدْبٍ . وفِي لِسَان العَرَب : وسَنَةٌ شَهْبَاءُ كَثِيرَةُ الثَّلْج جَدْبَةٌ . والشَّهْبَاءُ أَمْثَلُ من البَيْضَاء والحَمْرَاءُ أَشَدُّ من البَيْضَاءِ والغَبْرَاء الَّتِي لا مَطَر فِيهَا . والشَّهْبَاء أَيْضاً : الأَرْضُ الَّتي لا خُضْرَة فِيهَا لِقِلَّة المَطَرِ من الشُّهْبَةِ وهِي البَيَاضُ فسُمِّيَت سَنَةُ الجَدْبِ بِهَا . من المَجَازِ : سَقَاهُ الشَّهَاب وهو بالفَتْح : اللَّبَنُ الضّيَاح أَو الَّذِي ثُلُثَاه مَاء وثُلثُهُ لَبَن كالشُّهَابَة بالضَّمِّ عن كُرَاع وذلك لتَغَيُّر لَوْنِه . قال الأَزْهَرِيّ : وسَمِعْت غَيْرَ وَاحِدٍ من العَرَب يقول لِلَّبن المَمْزُوجِ بِالْمَاءِ شَهَابٌ كما ترى بِفَتْح الشِّين . قال أَبُو حَاتِم : هو الشُّهَابَة وهو الفَضِيخُ والخَضَارُ والشَّهَابُ والسَّجَاجُ والسجَارُ والضَّيَاحُ والسَّمارُ كُلُّه وَاحِدٌ . شِهَابٌ كَكِتَابٍ : شُعْلَةٌ من نَارِ سَاطِعَة . ورَوَى الأَزْهَرِيّ عَنِ ابْنِ السِّكِّيت قَالَ : الشِّهَابُ : العُودُ الَّذِي فِيه نَار . قال : وقال أَبو الهَيْثَم : الشِّهَابُ : أَصْل خَشَبةٍ أَو عُودٍ فيها نَارٌ سَاطِعَةٌ . ويقال للكَوْكَبِ الذي يَنْقَضُّ عَلَى أَثَر الشَّيْطَان باللَّيْلِ شِهَابٌ . قال الله تعالى : فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ . وَفِي حَدِيثِ اسْترَاقِ السَّمْع : فرُبَّما أَدْرَكَه الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا يَعْنِي الكَلِمَة المُسْتَرَقَة وأَرَادَ بالشِّهَاب الذي يَنْقَضُّ باللَّيْل شِبْه الكَوْكَبِ وهو في الأَصْلِ الشُّعْلَةُ مِنَ النَّارِ . وَفِي التَّنْزِيلِ العَزِيز : أَو آتِيكُم بِشِهَابٍ قَبَس . قال الفَرَّاءُ : نَوَّن عَاصِمٌ والأَعْمَشُ فِيهِمَا قَالَ : وأَضَافَه أَهْلُ المَدِينَة بشِهَاب قَبَسٍ قال : وَهذَا مِنْ إِضَافة الشَّيءِ إِلى نَفْسِه كما قَالُوا حَبَّةُ الخَضْرَاءِ ومَسْجِدُ الجَامِعِ يُضَافُ الشيءُ إِلَى نَفْسِه ويُضَافُ أَوَائِلُهَا إِلَى ثَوَانِيهَا وَهِي هِيَ في المَعْنى كَذَا فِي لِسَانِ العَرَب . من المجاز : الشهابُ : المَاضِي في الأَمْرِ . يُقَالُ للرَّجُل المَاضِي في الحَرْب شِهَابُ حَرْبٍ أَي مَاضٍ فيها على التَّشْبِيهِ بالكَوْكَبِ في مُضِيِّهِ ج شُهُب كَكُتُب . وجَزَّز بَعْضٌ فِيهِ التَّسْكِينَ تَخْفِيفاً وشُهْبَانٌ بالضم حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَش و شِهْبَان بالكَسْرِ وهو غَرِيبٌ وأَشْهُبٌ بضَمِّ الهَاءِ . قال ابنُ مَنْظُور : وأَظُنّه اسْماً للجَمْع . قال : تُرِكْنَا وخَلَّى ذُو الهَوَادَةِ بَيْنَنَا بأَشْهُب نَارَيْنَا لَدَى القَوْمِ نَرْتَمِي والشُّهْبَانُ بالضَّم : بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِيمٍ . قال ذو الرُّمَّة .
إِذَا عَمَّ دَاعِيهَا أَتَتْه بِمَالِكِ ... وشُهْبَانِ عَمْرٍو كُلُّ شَوْهَاءَ صِلْدِمِ عَمَّ دَاعِيها أَيْ دَعَا الأَبَ الأَكْبَر . ومن المَجَاز : هَؤُلاَء شُهْبانُ الجَيْش . ويَوْمٌ أَشْهَبُ : بَارِدٌ وهو مَجَاز . وفي لسان العرب أَي ذُو رِيحٍ بَارِدَةٍ . قال أُرَاهُ لِمَا فِيهِ من الثَّلْجِ والصَّقِيع والبَرْدِ . ولَيْلةٌ شَهْبَاءُ كَذَلك . وقَال الأَزْهَرِيُّ : يَوْمٌ أَشْهَبُ : ذو حَلِيتٍ وأَزِيزْ . وقَوْلُه أَنْشَدَه سِيبَويْه : .
" فِدىً لِبَنِي ذُهْلِ بْنِ شَيْبَانَ نَاقَتِي إِذَا كَانَ يَومٌ ذُو كَوَاكِبَ أَشِهَبُ