ج : ضَيْقٌ . وقال الفرّاءُ : إذا رأيتَ الضَّيْقَ قد وقَع في موضع الضِّيق كان على أمْرَين : أحدُهما : أنْ يكونَ جَمْعاً للضَّيْقَةِ وأنْشَدَ قولَ الأعشى . والوجهُ الآخرُ : أنْ يُرادَ به شيءٌ ضيِّقٌ فيكون ضَيْق مُخَفَّفاً وأصْلُه التّشْديد ومثلُه هيْنٌ ولَيْنٌ . ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ : منْزِلٌ للقَمَر بلِزْقِ الثُريّا مما يَلي الدَّبَران وهو مَكانٌ نحْسٌ على ما تزعُم العرَب . قال أبو عُبَيْد : ومنه قولُ الأخْطَل : .
فهلاّ زجَرْتَ الطّيرَ ليلةَ جِئْتَها ... بضيقَةَ بيْنَ النّجْم والدّبَرانِ ؟ قال الصّاغانيّ : أخْبَرَ أنّ القمَر ليلَة اجْتِماعِهما كان نازِلاً بالدّبَران وهو من النُّحوس . وفي اللّسان : يذكُر امرأةً وسيمةً تزوّجها رجُلٌ دَميم والمرأةُ هي بَرّةُ بنتُ أبي هانئ التّغْلِبيّ والرّجُلُ سَعيدُ بنُ بَنان التّغْلِبيّ . وقال ابنُ قُتَيبَة : وربّما قَصُر القمرُ عن الدّبَران فنزَل بالضّيقَة وهما النّجْمانِ الصّغيرانِ المُتقارِبانِ بين الثُريّا والدّبَرانِ حَكاه عن أبي زِيادٍ الكِلابيّ قال الأزهريّ : جعَل ضِيقَة معرِفة ؛ لأنّه جعله اسماً علَماً لذلِك الموْضع ولذلِك لم يصرِفْه . وأنشدَه أبو عَمْرو بضِيقَةِ بكسر الهاء جعَله صِفَةً ولم يجْعَلْه اسماً للمَوْضِع . أراد بضِيقَةِ ما بَيْنَ النّجْمِ والدّبرانِ . ومن المجاز : سلَكوا الضِّيقَة وهي : طَريقٌ بيْن الطّائِف وحُنَيْن . وفي الأساس : بين مكّةَ والطّائِف . وقال محمدُ بن إسحاق : لمّا انصرَف رسولُ الله صلّى الله عليه وسلّم من حُنَيْن يُريد الطائِفَ سلَك في طَريق يُقال له : الضِّيقَة فسأل عن اسمِه فقيل : الضِّيقَةُ فقال : بل هي اليَسْراءُ ؛ تفاؤلاً . والضّيقَة : ع قُربَ عَيْذَاب على عشْرةِ فراسخَ . وفي التّكمِلَة : خمْسة فراسِخَ منها . ومن المجاز : ضاقَ يَضيقُ ضَيْقاً : إذا بخِل . وأضاقَ فهو مُضيق : إذا ضاقَ عليه معاشُه وذهَب مالُه وافْتقَر وهو مَجاز أيضاً . ومن المجاز : ضايَقَه في كذا : إذا عاسَرَه ولم يُسامِحْه . والضِّياق ككِتابٍ كذا في سائر النُّسَخ وفي المُحيط : المِضْياق : دُرْجَةٌ من خِرَقٍ وطيب تسْتَضيقُ بها المرأةُ . وفي الأساس : والمرأة تسْتَضيق بالأدوية . ومما يُسْتَدرَك عليه : الضَّيْقَة بالفتح : تأنيثُ الضَّيْق المُخَفَّف ومنه قول الشاعر : .
دُرْنا ودارَتْ بَكْرةٌ نَخيسُ ... لا ضَيْقَةُ المَجْرَى ولا مَرُوسُ وقد ضاقَ عنك الشيءُ . يُقال : لا يسَعُني شيْء ويَضيقُ عنك أي : بل من وَسِعَني وسِعَك . وضاقَ بهم ذرْعاً أي : ضاقَتْ حيلَتُه ومَذْهَبُه والمعنى ضاقَ ذَرْعُه به فلما حُوِّلَ الفِعْلُ خرَج قولُه ذَرْعاً مفسِّراً والضّاقة : جمع الضّائِق ومنه قولُ زهير : .
" يكْرهُها الجُبَناءُ الضّاقَةُ العطَنِ والضَّيَق مُحرَّكَة : الشّكُّ قال : وهو بالفَتْح بهذا المَعْنى أكثَر . وقد ذكَره المُصَنِّفُ . وجمع المَضيق : المَضايق . وضاقَت بهِ الأرضُ . قال عَمْرو بنُ الأهْتَم : .
لعَمْرُكَ ما ضاقَتْ بِلادٌ بأهلِها ... ولكنّ أخْلاقَ الرِّجالِ تَضيقُ وتَضايَق القومُ : إذا لم يتوسّعوا في خُلُقٍ أو مَكان . وتضايَق به الأمرُ أي : ضاقَ علَيه وهو مجازٌ وله نفْسٌ ضيِّقَة . وضيَّق على فُلان . وأمْرٌ مُضيَّق . وقولُه تعالَى : ( ولا تُضارُّوهُنّ لتُضَيِّقوا علَيْهِنّ ) ينطوي على تضْييقِ النّفَقَة وتَضْييق الصّدْر .
فصل الطاء مع القاف .
ط ب ق .
الطَّبَق مُحرَّكة : غِطاءُ كلّ شيء لازِمٌ عليه يُقال : وضَع الطّبَقَ على الحُبِّ وهو قِناعُه ج : أطْباقٌ وأطبِقة . الأخير غَريبٌ لم أجِدْه في أمّهات اللّغَة ولعلّ الصواب : وأطْبَقَه وطبّقَه تطْبيقاً : غطّاه فانْطَبَق وقد يُقال : لو كانَ كذا ما احْتاج الى إعادَة قوْله : وأطْبَقَه فتطبّقَ إلاّ أنْ يُقال : إنّه إنّما أعادَه ليُعْلَم أن الانْطِباق مُطاوِعُ الإطْباق والتّطْبيق والتّطبُّق مطاوع الإطْباقِ وحْدَه وفيه تأمُّلٌ . ومنه قولُهم : لو تطبّقَت السّماءُ على الأرضِ ما فعَلتُ كذا . والطّبَقُ أيضاً من كلّ شيء : ما ساوَاه والجمْع أطْباقٌ . وقولُه : .
" ولَيْلَةٍ ذاتِ جَهامٍ أطْباقْ