لي كُلَّ يومٍ صِيقةٌ ... فوقِي تأجّلُ كالظِّلالَهْ أو الْتِفافُه وتكاثُفه وارتِفاعُه وهذا هو المَفْهومُ من قوْلِه : الجائِلُ في الهَواءِ لأنّه لو لم يلْتَفَّ ويتكاثَفْ ويرتَفِعْ ما جالَ في الهواء فهو شَبيهُ التّكرار وزِيادَة من غيْر فائِدَة . وفاتَه ذِكرُ الجمْعِ ففي العُباب : جمْعه صِيَقٌ كشيمَةٍ وشِيَم ومثّلَهُ في اللِّسان بجيفَةٍ وجيَف وهذا أظهرُ . قال رؤبَةُ يصِفُ الإبل : .
" يتْرُكْنَ تُرْبَ البيدِ مجْنونَ الصِّيَقْ وأنشد ابنُ بَرّي في ضبح لرُؤبَة يصِفُ أتُناً وفحْلَها : .
" يدَعْنَ تُربَ الأرضِ مجْنونَ الصِّيَقْ .
" والمَرْوَ ذا القَدّاحِ مضْبوحَ الفِلَقْ وقال الفرّاءُ : الصّيقُ : الصّوتُ يُقال : سمِعْتُ صِيقاً . وقيل : الصّيقُ : العَرَقُ . وقال أبو زيد : الرّيحُ المُنتِنَةُ من الدّوابِّ زاد اللّيثُ : ومن الناس . قال أبو زيْد : وهي معرَّبة زِيقا بالعِبْرانية . والصّيقُ في لغَةِ أهلِ المَدينة : الأحْمَر الذي يكون في قلْبِ النّخْل ج : صِيَقٌ كعِنَب . وقال ابنُ عبّاد : الصِّيق : العُصْفور ج : صِيقانٌ بالكَسْر . والصِّيقُ : بطْن من العرَبِ عن ابنِ دُرَيْد . وقال أبو أحمدَ العَسْكَريّ . صَيْقاةُ بالفتحِ : ع وله يوْمٌ معروف . وقال أبو عمرو : الصّائِقُ والصّائِكُ : اللازِقُ وأنشَدَ لجَنْدل : .
" أسْودَ جعْدٍ ذي صُنانٍ صائِقِ .
فصل الضاد مع القاف .
ض ف ق .
ضَفَق ضَفْقاً أهمله الجوهريُّ وقال الليثُ : أي وضَع ذا بَطْنِه بمَرّةٍ قال : وكذلك ضَفع وقد تقدّم نقله الأزهريّ .
ض ق ق .
ضَقَّ يضِقُّ أهمله الجوهريُّ وصاحِبُ اللّسان . وقال ابنُ الأعرابيّ : أي صوّتَ كطَقّ يطِقُّ كذا في المُحيط .
ض ي ق .
ضاق يَضيقُ ضَِيْقاً بالكَسْرِ ويُفْتَح قال الله تعالى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) وقرأ ابنُ كَثير ( في ضِيق ) بالكَسْر : وتضيّق وتَضايَق وهو : ضِدّ اتّسع . والضِّيقُ : ضدّ السَّعَةِ . وحكى ابنُ جِنّي : أضاقَه إضاقَةً وضيّقَه تَضْييقاً فهو ضَيِّقٌ وضَيْقٌ كمَيِّتٍ ومَيْتٍ وضائِقٌ قال تعالى : ( وضائِقٌ به صدْرُكَ ) . والضَّيْقُ : الشّكُّ في القَلْب عن أبي عَمرو وهو مَجاز وبه فُسِّر قولُه تَعالَى : ( ولا تَكُ في ضَيْقٍ ممّا يمْكُرون ) ويُكْسَر ونصُّ أبي عَمْرو : الضَّيَقُ بالتّحْريك : الشّكُّ وهو بالفَتْحِ بهذا المعنى أكثَر فحينَئِذ الصّوابُ ويُحَرَّك . وقال الفَرّاء : الضَّيْقُ بالفَتْح : ما ضاقَ عنْه صدْرُك فهو فيما لا يتّسِعُ . وقال غيرُه : الضّيْق : ة باليَمامَة قال ابنُ مُقْبِل : .
وافَى الخَيالُ وما وافاكَ منْ أَمَمِ ... من أهْلِ قَرْنٍ وأهلِ الضَّيْقِ بالحَرَمِ وقال الفرّاء : الضِّيقُ بالكَسْر يكون فيما يتّسِعُ ويَضيقُ كالدّارِ والثّوْبِ والأوّلُ يُثنّى ويُجْمَع ويؤنّث والثاني لا أو هما سَواءٌ . والمَضيقُ : ما ضاق من الأماكِن والأمورِ وفي الأخيرِ مَجاز ومنه قوْلُ الشّاعِر : .
مَنْ شا يُدَلّي النّفس في هُوّةٍ ... ضنْكٍ ولكن مَنْ لَه بالمَضيقْ أي : بالخُروجِ من المَضيق . والمَضيقُ : ة بلِحْفِ جبَل آرَة . والضِّيقَى والضُّوقَى كضِيزَى وطوبَى على حدِّ ما يعْتَوِرُ هذا النّوعَ من المُعاقَبة تأنيثا : الأضْيَق كما في الصِّحاح وهو فِعْلَى من الضّيق وهو في الأصل ضُيْقَى قُلِبت الياء واواً ؛ لسكونها وضَمّةِ ما قَبْلَها . وقال كُراع : الضُّوقَى : جمع ضَيِّقة . قال ابنُ سِيدَه : ولا أدْري كيْف ذلِك ؛ لأنّ فُعْلَى ليسَتْ من أبنِيةِ الجُموع إلا أنْ يكونَ من الجَمْعِ الذي لا يُفارِقُ واحدَه إلا بالهاء كبُهْماة وبُهْمَى . وقالت امرأة لضرَّتِها وهي تُسامِيها : .
" ما أنْتِ بالخُورَى ولا الضّوقَى حِرا ومن المَجازِ : الضِّيقَةُ بالكَسْر : الفَقرُ وسوءُ الحالِ ويُفتَح وبهما رُوِي قولُ الأعشى : .
فلَئِنْ ربُّك منْ رحْمَتِه ... كشَف الضِّيقَةَ عنّا وفسَحْ