قالَ الأصْمَعِيُّ : سمي بهِ لأنَّ حِكايَةَ صَوْتِه ساقُ حُر قالَ - حُمَيْدٌ رضِيَ اللهُ عنه - : .
وما هاجَ هَذا الشوقَ إِلاّ حَمامَة ... دَعَتْ ساقَ حُرٍّ في حَمام تَرَنَّما وذَكَر أَبو حاتِمٍ في كِتابِ الطَّيرِ - عَقِيبَ ذَكَرِ القمْرِيِّ - قالَ : إِنّه يَضْحَكُ كما يَضْحَكُ الإنْسانُ وساق حُر كالقمريِّ يَضْحَكُ أيْضاً وسُمِّيَ بصِياحِه ساقَ حُر ولا تأنيثَ لَهُ ولا جَمْعَ وقالَ السُّكَّرِي : القُمْريُّ والصلصل وما أشبَهَهُما تسَمَيها العَرَبُ الحَمامَ وهو ساقُ حُر ويُعّال : ساقُ حُر أَبُوهنَّ الأولُ وإِنِّ أَصْواتَهن إِنَّما هَي نَوْحٌ ومنه قَوْل ابنِ هَرْمَةَ : .
ولا بالذِي يَدْعُو أَباً لا يُجِيبه ... كساقِ ابْنِ حر والحَمام المُطَوقِ وقالَ خَديجُ بن عَمْرٍو - أَخو النجاشِيِّ - : .
سأبْكِي عَلَيْهِ ما بَقِيتُ وَراءَه ... كما كانَ يَبْكِي ساق حر حلائِلَهْ أَو السّاقُ : الحَمامُ والحُر فَرْخُها نَقَله شَمِرٌ عن بَعض .
وساق : ع في قَوْلِ زُهَيْرِ بنِ أَبِي سُلْمَى : .
عَفَا من آلِ لَيْلَى بَطْنُ ساقٍ ... فأكْثِبهُ العَجالِزِ فالقَصِيم ويُقال له ساقُ الرِّجْلِ .
وساقُ الفَرْوِ أَو ساق الفَرْوَيْن : جَبَلٌ لأسَد كأنهُ قَرْنُ ظَبْيٍ قالَ : .
أقْفَرَ من خَوْلَةَ ساقُ الفَرْوَيْن ... فحَضنٌ فالرُّكْنُ من أَبانَيْن وساقُ الفَرِيدِ : ع قالَ الحُطَيْئَةُ : .
" فتَبَّعْتُهُمْ عَيْنَي حَتَّى تَفَرَّقَتْمَعَ اللَّيْلِ عَنْ ساقِ الفَرِيدِ الحَمائِلُ والساقَةُ : حِصْنٌ باليَمَنِ من حُصُونِ أبيَن .
وساقُ الجِواء : ع آخر .
وساقَةُ الجَيْشِ : مؤَخرُه نَقَله الجَوْهَرِي وهو مَجازٌ ومنه الحَدِيث : " طُوبَى لعبْد آخِذٍ بعِنانِ فَرَسه في سَبِيلِ اللهِ أشْعَثَ رًأسُه مُغْبَرَّةٍ قَدَماهُ إنْ كان في الحِراسَةِ كانَ في الحِراسةِ وإنْ كانَ في السّاقَةِ كانَ في السّاقَةِ إن اسْتَأذَنَ لم يُؤذَن له وإِن شَفَع لَم يشفع " .
والسّاقَةُ : جمعُ سائِقٍ وهُم الذينَ يَسُوقُونَ الجَيْشَ الغُزاةَ ويكونُونَ من ورائِهم يَحْفَظُونَه ومنه ساقَةُ الحاجِّ .
وساقَ الماشِيَةَ سَوْقاً وسِياقَةً بالكَسر ومَساقاً وسَيَاقاً كسَحابٍ واسْتاقَها وأَساقَها فانْساقَتْ فهو سائِقٌ وسَوّاقٌ كشَدّادٍ شُدِّدَ للمبالَغَةِ قال أَبو زُغْبَةَ الخارِجي وقِيلَ للحُطَم القَيْسِيِّ : .
قد لَفها الليلُ بسَواقٍ حُطَم ... لَيْسَ براعِي إِبِل ولا غَنَمْ وقولُه تَعالى : " إلَى رَبكَ يَومَئذٍ المَساقُ " وقولُه تَعالى : مَعَها سائِقٌ وشَهِيدٌ " قيل : سائِقٌ يَسُوقُها إِلى المَحْشَرِ وشهِيد يَشهَدُ عَلَيْها بعَمَلِها وأنْشَدَ ثَعلَبٌ : .
" لَوْلا قُرَيشٌ هَلَكَتْ مَعَد .
" واسْتاقَ مالَ الأضْعَفِ الأشَد وِفِي الحَدِيثِ : " لا تَقُومُ السّاعَةُ حَتى يَخْرُجَ رَجُلٌ من قَحْطانَ يَسْوقُ النّاسَ بعَصاهُ " هو كِنايَة عن اسْتِقامَةِ النّاسِ وانْقِيادِهم له واتِّفاقِهِم عَلَيْه ولم يُرِد نَفْسَ العَصا وإِنَّما ضَرَبَها مَثَلاً لاسْتِيلائِه عليهِم وطاعَتِهِم لَهُ إِلاّ أَنَّ في ذِكْرِها دَلالةً على عَسْفِه بِهِم وخُشونَتِه عَلَيْهِم .
ومن المَجازِ : ساقَ المَرِيضُ يَسُوقُ سَوْقاً وسِياقاً ككِتاب : إذا شَرَعَ في نَزْعِ الروحِ كذا في العُبابِ واقْتَصَر الجَوْهَرِي عَلَى السِّياقِ ويُقال أيْضاٌ : ساقَ بنَفْسِه سِياقاً نَزَع بِها عند المَوتِ وتقولُ : رَأَيْتُ فُلاناً يَسُوقُ سُوُوقا كقُعُودٍ وقالَ الكِسائي : هو يَسُوقُ نَفْسَه ويَفِيظُ نَفْسَه وقالَ ابن شُمَيْل : رأيْتُ فُلاناً بالسوْقِ أَي : بالمَوتِ يُساقَ سَوْقاً وإِنّ نَفسَه لتسَاقُ وأصل السِّياقِ سواق قُلِبَت الواو ياءً لكَسرَةِ السِّينِ .
وساقَ فُلاناً يَسُوقُه سَوْقاً : أصابَ ساقَهُ نَقَلَه الجَوْهَرِي