ومن الخيل والبِغالِ والحَمِيرِ والإبِل : ما فَوْقَ الوَظِيفِ ومِنَ البَقَرِ والغَنَم والظِّباءَ : ما فَوْقَ الكُراع قالَ قَيْسٌ : .
فعَيْناكِ عَيناهَا وجيدُكِ جِيدُها ... ولكِن عَظْمَ الساقِ مِنْكِ رَقِيقُ ج : سُوقٌ بالضَّم مثلُ دارٍ ودُورٍ وقال الجوْهَرِيُّ : مثل أَسَد وأُسد وسِيقان مثلُ جارٍ وجِيرانٍ وأَسْؤُقٌ مثلُ كاسٍ وأكْؤُسٍ قالَ الصاغانِي : هُمِزَتِ الواوُ لتَحْمِلَ الضَّمَّةَ وفي التَّنْزِيلِ : " فطَفِقَ مَسْحاً بالسوقِ والأعْناقِ " وفي الحَدِيثِ : " واسْتَشِبوا على سُوقِكُم " وقالَ جَزْء - أَخُو الشَّمّاخ - يَرثِي عُمَرَ - رضِيَ اللهُ عنه - : .
أبَعدَ قَتِيلٍ بالمَدِينَةِ أَظْلَمَتْ ... لَهُ الارْضُ تَهْتَزُّ العِضاهُ بأسْؤُقِ ؟ وأنْشَدَ ابنُ بَرِّي لسَلامَةَ بنِ جَنْدَلٍ : .
كأنَّ مُناخاً من قُنُون ومَنْزِلاً ... بحَيْثُ التَقَيْنَا مِنْ أكُفٍّ وأَسْؤُقِ وقال رُؤْبَةُ : .
" والضرْبُ يُذْرِى أذْرُعاً وأَسْؤُقَا وقولُه تَعالى : " يَوْمُ يُكْشَف عن ساق " أي : عَنْ شِدّةٍ كما يُقال : قامَتِ الحَرْبُ عَلَى ساقٍ قال ابن سِيدَه : ولَسْنا نَدْفَعُ مع ذلِكَ أنَّ السّاقَ إِذا أَرِيدَتْ بها الشِّدَّةُ فإِنّما هي مُشَبَّهَة بالساق هَذه الّتي تَعْلُو القَدَمَ وأَنَّه إنما قِيلَ ذَلِكَ لأنُّ السّاقَ هي الحامِلَةُ للجُمْلَةِ والمُنْهِضَةُ لها فذُكِرَت هُنا لذلِكَ تَشْبِيهاً وتَشْنِيعاً وعَلَى هذا بَيْتُ الحَماَسةِ لجَدِّ طَرَفَةَ : .
كَشَفَت لَهُم عن ساقِها ... وبَدَا من الشَّرِّ الصراحُ وفي تَفْسِيرِ ابنِ عَبّاد ومُجاهِد : أَي يُكْشَفُ عن الأمرِ الشَّدِيدِ .
وقولُه تعالَى : " التَفَّتِ السّاقُ بالسّاقِ " أَي : التَفَّ آخِرُ شِدة الدنيا بأولِ شِدةِ الآخِرَةِ وقِيلَ : التَفتْ ساقُه بالأخرَى إِذا لُفُّتا بالكَفَنِ .
وقالَ ابنُ الانْباريّ : يَذْكُرُونَ السّاقَ إذا أَرادوا شِدًّةَ الأمرِ والإخْبارَ عن هَوْلِهِ كما يُقال : الشَّحِيحُ يَدُه مَغْلُولَةٌ ولا يَدَ ثَمَّ ولا غُلَّ وإِنّما هُوَ مَثَلٌ في شِدَّةِ البُخْلِ وكذلِك هذا لا ساقَ هُناك ولا كَشْفَ وأصْلُه أَنّ الإِنْسانَ إِذا وَقَع في شِدَّةٍ يُقالُ : شَمَّرَ ساعِدَه وكَشَف عن ساقِه للاهْتِمام بذلِكَ الأمْرِ العَظِيم قالَ ابنُ سِيدَه : وقد يَكُونُ يُكْشَفُ عن ساقٍ لانَّ الإنْسانَ إِذا دَهَمَتْهُ شِدَّةٌ شَمَّرَ لَها عن ساقَيْهِ ثُمَّ قِيلَ للأمْرِ الشَّدِيدِ : ساقٌ ومنه قَوْلُ دُرَيْدٍ : .
" كَمِيشُ الإِزارِ خارِجٌ نِصْفُ ساقِهِ أَرادَ : أَنه مُشَمِّرٌ جاد ولم يُرِدْ خُرُوج السّاقِ بعَيْنِها .
ومن المَجازِ : وَلَدَتْ فُلانَةُ ثَلاثَةَ بَنِينَ على ساقٍ واحِدٍ كما في الصِّحاح وفي العُبابِ : واحِدَةٍ أي : مُتَتابِعَةً بعضُهم عَلَى إِثْرِ بَعض لا جارِيَةَ بَيْنَهُم نَقَلَه الجَوْهَريُّ وهو قَوْلُ ابنِ السِّكِّيتِ وقالَ غيرُه : وُلِدَ لفُلانٍ ثَلاثَةُ أَولادٍ ساقاً على ساقٍ أَي : واحِدًا في إِثْرِ واحِد .
وساقُ الشجَرةِ : جِذْعُها كما في الصِّحاح وهو مَجازٌ وقِيلَ : هو ما بَيْنَ أصْلِها إِلى مَشْعَبِ أَفْنانِها وفي حَدِيثِ مُعاوِيَةَ - رَضِيَ اللهُ عنه - : " إِنَّ رَجُلاً قالَ : خاصَمْتُ إِليه ابنَ أَخِي فجَعَلْتُ أَحُجًّه فقالَ : أَنْتَ كما قالَ أبُو دوادٍ : .
أَنى أتِيحَ لَهُ حِرْباءُ تَنْضُبَة ... لا يُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِكاً ساقَا أَرادَ : لا تَنْقَضي له حُجَّةٌ إِلاّ تَعَلَّقَ بأخرىَ تَشْبِيهاً بالحِرْباءَ والأصْل فيهِ أنَّ الحِرْباء يَسْتَقْبِلُ الشمسَ ثم يَرْتَقِي إِلى غُصْن أَعْلَى مِنْه فلا يُرْسِلُ الأَوَّلَ حَتّى يَقْبِضَ على الآخَرِ .
وساقُ حُر : ذَكَرُ القَمارِيِّ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ للكُمَيْتِ : .
تَغْرِيد ساقٍ عَلَى ساقٍ يُجاوِبها ... من الهَواتِفِ ذاتُ الطَّوْقِ والعُطُل عَنَى بالأولِ الوَرَشَان وبالثانِي ساقَ الشجَرَةِ .
قلتُ : ومثلُه قولُ الشَّمّاخ : .
كادَتْ تساقِطُنِي والرَّحلَ إِذ نطقت ... حَمامَة فدَعَتْ ساقاً على ساقِ