أَي : مُطِرَتْ ج : أرْزاقٌ . والأرزاقُ نَوعانِ : ظاهِرَة للأبْدانِ كالأَقْواتِ وباطِنَةٌ للقُلُوبِ والنُّفوسِ كالمَعارِف والعُلُوم . وقالَ بَعضهم : الرَّزْقُ بالفَتْح : المَصْدَرُ الحَقِيقِيُّ وبالكَسْرِ الاسْمُ وقد رُزِقَ الخَلْقُ رَزْقاً ورِزْقاً والمَرَّةُ الواحِدَة منه بهاءً ج : رَزَقاتٌ مُحَرَّكَةً وهي أَطْماعُ الجُنْدِ يُقال : رَزَقَ الأَمِيرُ الجُنْدَ ويُقالُ : رُزِقَ الجُندُ رَزْقَة لا غيرُ ورُزِقُوا رَزْقَتَيْنِ أي : مَرَّتَيْنِ . ورَزَقَهُ اللهُ يَرْزُقُه : أَوْصَلَ إِليه رِزْقاً وقال ابنُ بَرَيّ : الرِّزْقُ : العَطاءُ وهو مَصْدَرُ قولِكَ : رَزَقَه اللّهُ قال : وشاهِدُه قولُ عُوَيْفِ القَوافي في عُمَرَ ابنِ عبدِ العَزِيزِ : .
" سُمِّيتَ بالفارُوقِ فافْرُقْ فَرْقَهْ .
" وارْزُقْ عِيالَ المُسْلِمينَ رَزْقَهْ وفيه حَذْفُ مُضاف تَقْدِيرُه : سُمِّيت باسْم الفارُوقِ والاسمُ هو عُمَرُ والفارُوقُ هو المُسَمَّى . ورَزَقَ فُلاناً : شَكَرَهُ لغةٌ أَزْدِيَّةٌ إِلى أَزْدِ شَنوءَةَ ومنه قولُه تَعالى : " وتَجْعَلُونَ رِزقَكُم أَنَّكم تُكَذِّبُونَ ويُقال : فَعَلْتُ ذلك لَمّا رَزَقْتَنِي أي : لمّا شَكَوْتَنِي وقالَ ابن عَرَفَة - في مَعْنَى الآية - يَقولُ : الله يَرْزُقُكُم وتَجْعَلُون مَكانَ الاعْتِرافِ بذلِك والشُّكْرِ عليه أَنْ تَنْسُبُوه إِلى غيرِه فذلكَ التَّكْذِيب وقال الأزْهَرِي وغيرُه : مَعناه تجْعَلون شُكْرَ رِزقكم التَّكْذِيبَ وهُوَ كَقْولِه : " واسْأَلِ القَرْيَةَ " يعنِى أَهْلَها . ورَجُلٌ مَرْزُوقٌ : مَجْدودٌ أَي : مَبخوتٌ . والرّازقىُّ : الضَّيفُ من كُلّ شيءٍ كما في اللِّسانِ والمُحِيط . والعِنَبُ الرّازِقِىُّ : ضَرْبٌ من عِنَبِ الطّائِفِ أبْيَضُ طَوِيل الحَبِّ وفي التَّهذِيب : هو المُلاحيُّ كغُرابِيِّ وقد يُشَدَّدُ كما تَقَدَّم في " ملح " - . والرّازِقِيَّةُ بهاءٍ : ثيابُ كَتّانٍ بِيضٌ . والرّازِقِيَّةُ : الخَمْرُ المُتَّخَذُ من هذا العِنَب كالرّازِقِيِّ وبهما رُوِى حديثُ الجَوْنِيًّةِ : " اكْسُها رازِقِييْنِ أَو رازقِيَّتَيْنِ " وقالَ لَبِيدٌ - رضيَ اللهُ عنه - يَصِف ظُروفَ الخَمْر : .
لَها غَلَلٌ من رازِقِيٍّ وكُرْسُفِ ... بأَيْمانِ عُجْم يَنْصُفُونَ المَقاوِلاَ وأنْشَدَ ابن بَرِّىِّ لعَوْفِ بنِ الخَرِع : .
كأنَّ الظِّباءَ بِها والنَّعا ... جَ يُكسَيْنَ من رازِقِيٍّ شِعارَا ومَدينَةُ الرزْقِ بالكَسْرِ : كانَتْ إحدَى مسالِحَ العَجَمَ أَي : ثُغُورِهم بالبَصْرَةِ قَبْلَ أنْ يَخْتَطفها المُسْلِمُونَ كما في العُبابِ