أَو لَهَبُها عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ وثَعْلبٍ وبه فسرَّوا الحَدِيث : ضالَّةُ المُؤْمِن حَرَقُ النّارِ أي : لَهَبُها قال الأَزْهَرِيّ : أَرادَ أَنَّ ضالَّةَ المُؤْمِن إذا أَخَذها إِنْسانٌ ليَتَمَلَّكَها فإِنَّها تؤَدَيهِ إِلى حَرَقِ النّارِ والضَّالةُ من الحيوان الإبل والبقر وما أَشْبَهَها مما يَبْعُدُ ذَهابُه في الأَرْضِ ويمْتَنع من السِّباعِ . والحَرَقُ : أَثر احتِراقٍ يُصِيبُ من دَقِّ القَصّارِ ونَحوِه في الثَّوْبِ وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : الحَرَقُ : النقْبُ في الثَّوْبِ من دَقِّ القصّارِ جَعَلَه مثل الحَرَقِ الّذِي هو لَهَبُ النارِ قال الجوهرِيُّ : وقد يسَكَّنُ ونَقله الصاغانِيُّ عن ابنِ دُرَيدٍ : ولا أَدْرِى ما صِحَّتُه قال : وهو كلامٌ عَرَبِيٌ معروفٌ . وفي الحديثِ : أَنّه دَخَلَ مَكَّةَ يومَ الفتحِ وعليه عِمامَةٌ سوداء : حَرَقانِيَّة قد أَرْخَى طَرَفَها على كَتِفَيْهِ وهي مُحَركَة : التي على لَوْنِ ما أَحرَقته النارُ كأنها مَنْسُوبةٌ بزيادَةِ الأَلفِ والنونِ إِلى الحَرَقِ أَي : النارِ . وحَرِقَ شَعْرُه كَفِرحَ حَرَقاً : تقطَّعَ ونسَلَ فهو حَرِقُ الشَّعَرِ وكذلِكَ الجَناح وذلك إِذا قَصُرَ ولم يطُلْ أو انْقطع ومنه قولُ أَبي كَبِير الهذَلِي : .
ذَهَبَتْ بشَاشَتُه فأَصْبَحَ واضِحاً ... حرِقَ المَفارِقِ كالبُراءَ الأَعْفَرِ هكذا أَنْشَدَهُ الجَوْهرِيُّ وقيلَ : الحَرِقُ ككَتِفٍ : الرَّجلُ المُشَققُ الأَطْرافِ ومنه قَوْلُ الطِّرِمّاح يَصِف غراباً : .
شَنِجُ النَّسا حَرِقُ الجَناح كأَنَّه ... في الدّارِ إِثْرَ الظّاعِنِينَ مُقيَّدُ