وجعَل ابنُ دُرَيدٍ الفعلَ للناب فقالَ : حرَق نابُ البَعير يَحرُقُ وصَرَفَ يَصْرفُ وفي الأساسِ : وإِنّه ليَحرْقُ عليكَ الأرَّمَ أَي : يسحَقُ بعضَها ببَعْض كفِعْل الحارِقِ بالمبْرَد وهذا يفْهمُ منه أَنَّ حَرْقَ الناب مأخوذَ من حَرْقِ الحَدِيد كما هو صَرِيحُ كلام الجَوْهرِيِّ فإِنه قال : ومنه حرَقً نابَه إِلى آخرِه . والحارِقَتانِ : رُؤُوسُ الفَخِذَيْنِ في الوَرِكَيْنِ أَو هما عَصَبَتانِ في الوَرِكِ إِذا انْقَطَعَتا مَشىَ صاحبُهما عَلَى أَطْراف أَصابِعِه لا يَسْتَطِيعُ غيرَ ذلك عن ابْنِ الأَعْرابِيِّ قالَ : وإِذا مَشَى على أَطْرافِ أَصابِعِه اخْتِياراً فهو مِكْتامٌ وقد اكْتامَ الرّاعِي وقالَ غيرُه : الحارِقَةُ : العَصَبَةُ التي تَجمع بينَ الفخِذِ والوَرِكِ . وقِيلَ : هي عَصَبَة مُتَّصِلَةٌ بينَ وابِلَتَي الفَخِذِ والعَضُدِ التي تَدُورُ في صَدَفَةِ الوَرِكِ والكَتِفِ فإِذا انْفصلتْ لم تَلْتَئم أَبَداً وقِيلَ : هي في الخُربة تُعَلِّقُ الفَخِذَ بالوَرِكِ وبِها يَمْشِي الإِنْسانُ وقِيلَ : إِذا زالَت الحارِقَةُ عَرِج الإِنْسانُ . والمَحْرُوقُ : الذي انْقطَعت حارِقَته وقد حُرِقَ كعُنِيَ أَو الّذِي زالَ وَرِكُه وأَنْشَدَ الجَوْهَرِي لأَبِي مُحَمَّدٍ الحَذْلَمِيِّ يصفُ راعِياً : .
" يظل تَحتَ الفَنَنِ الوَرِيقِ .
" يَشُولُ بالمِحْجَنِ كالمَحْرُوقِ يَقُول : إِنّه يَقُوم على فَرْدِ رِجْلٍ يَتَطاوَلُ للأفْنانِ ويَجْتَذِبها بالمِحْجَنِ فيَنْفُضُها للإِبِلِ كأَنّه محْرُوقٌ وقالَ ابن سِيدَه : أَخْبَرَ أَنه يقُوم بأَطْرافِ أصابِعِه حَتّي يَتَناولَ الغُصْنَ فيُميلَه إِلى إِبِلِه يَقُولُ : فهو يَرْفَعُ رِجْلَه ليَتَناوَلَ الغصْنَ البَعِيدَ منه فيَجْذِبَه . وقالَ ابنُ عَبّاد : المَحْروقُ في الرَّجَزِ : السَّفُّودُ . والحارِقَةُ : النارُ يَقُول : أَلْقَى اللهُ الكافر في حارِقَتِه أي : في نارِه . قالَ ابنُ دُرَيْدِ : وقَوْل على كَرَّمَ اللّه وَجْهَه : كذَبَتكُم الحارِقَةُ وقولُه : عليكُم بالحارِقَةِ قالَ ابنُ الأَعرابي : هي المَرْأَةُ الضَّيِّقَةُ المَلاقِي ومنه الحَدِيثُ الآخَر : وجَدْتها حارقَة طارِقَةً فائِقَةً وفي الأَساسِ : هي التي تَضُمُّ الشَّيءَ لضِيقِها وتَغْمِزُه فِعل من يَحْرِقُ أَسْنانَه وهي الرَّصُوف والعَصُوفُ وقال أَبُو الهَيْثَم : هي التي تَثْبُتُ للرَّجُلِ عَلى حارِقَتِها أَي : شقها وجَنْبِها قال : وقِيلَ : هي التي تَغْلِبُها الشهوَةُ حَتى تَحْرِقَ أَنْيابها بعضَها على بَعْضٍ إِشْفاقاً من أَنْ تَبْلُغ الشَهْوَةُ بها الشَّهِيقَ أَو النخِيرَ فتسْتحي من ذلِك . أَو : هي التي تُكْثِرُ سبَّ جاراتِها عن ابْنِ الأَعْرابِيَ . وقالَ شَمر وأَبو الهَيْثَمِ أَيضاً : الحارِقَةُ : النكَاح على الجَنبِ وبه فُسرّ قولُ علي Bه : كذَبَتم الحارِقَةُ ما قامَ لِي بهَا إِلاّ أَسْماءُ بنت عُمَيْسٍ . وقالَ ابنُ سِيدَه : عِنْدِي أن الحارِقَةَ هُنا اسمٌ لهذا الضَّرْبِ من الجِماع أَو المُرادُ به هُنا الإِبْراكُ وقالَ ثعلبٌ : الحارِقَةُ : هي الّتِي تُقامُ على أَرْبَع وبه فُسِّرَ قولُ عليِّ Bه . وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : امرأَةٌ حارُوقٌ : نَعْتٌ مَحْمُودٌ لها عِنْدَ الخلاطِ أَي : الجماع وهي التي تَضُم الشيءَ لضِيقِها وتَغْمِزه . والحِرْقُ بالكَسْرِ : شِمْراخُ الفُحّالِ الذي يُلْقح بِهِ وذلك أَنّه يؤْخذ الشِّمراخُ من الفَحْلِ فيُدَلسّ في الطَّلْعَةِ وسَيَأتِي للمُصَنِّفِ ذكرُه ثانِياً قريباً . والحَرَقُ بالتَّحْرِيكِ : النّارُ يُقالُ : في حَرَقِ اللهِ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ ومنه الحَدِيث : الحَرَقُ والغَرَقُ والشَّرَق شَهادَة وقال رُؤْبَةُ يصفُ الحُمُرَ : .
" تَكادُ أَيْدِيهِنَّ تَهْوِى في الزَّهَقْ .
" من كَفْتِها شَدّاً كإِضْرام الحَرَق