الكَشْفُ كالضَّرْب والكاشِفَةُ : الإظْهارُ الأَخِيرُ من المَصادِرِ التي جاءَتْ على فاعِلَةٍ كالعافِيَةِ والكاذِبَةِ قالَ الله تعالى : " لَيْسَ لَها مِنْ دُونِ الله كاشِفَةٌ " أَي : كَشْفٌ وإظهارٌ وقال ثعْلَبٌ : الهاءُ للمبالغة وقيلَ : إنما دَخلت الهاءُ ليُساجِعَ قوله : " أَزِفَت الآزفَةُ " . وقالَ الليثُ : الكَشْفُ : رَفْعُ شيءٍ عمّا يُواريهِ ويُغَطِّيه كالتَّكْشِيفِ قالَ ابنُ عَبّادٍ : هو مُبالَغَةُ الكَشْفِ . والكَشُوفُ كصَبُورٍ : النَّاقَةُ يَضْربُها الفحْلُ وهي حامِلٌ ورُبَّما ضَرَبَها وقد عَظُمَ بَطْنُها نَقَلَهُ اللَّيْثُ وتَبِعَهُ الجَوْهَريُّ وقالَ الأزهريُّ : هذا التَّفْسِيرُ خَطَأٌ ونقَلَ أَبو عُبَيْدٍ عن الأَصْمَعِيِّ أَنّه قالَ : فإِن حُمِلَ عَلَيْها الفَحْلُ سَنَتَيْن ولاءً فذلِكَ الكِشافُ بالكَسْر وهي ناقَةٌ كَشُوفٌ وقد كَشَفَتِ الناقَةُ تَكْشِفُ كِشافاً . أَو هُوَ أَن تُلْقِحَ حِينَ تُنْتَجُ وفي الأَساسِ : ناقَةٌ كَشُوفٌ : كُلَّما نُتجَتْ لَقِحَتْ وهي في دَمِها كأَنَّها لكَثْرَةٍ لِقاحِها وإِشالَتِها ذَنَبَها كثيرةُ الكَشْفِ عن حَيائِها ونصُّ الأزهرِيّ : هو أن يُحْمَلَ على النَّاقَةِ بَعْدَ نِتاجها وهي عائدٌ وقد وَضَعَتْ حديثاً . أو أَنْ يُحْمَلَ عليها في كُلِّ سَنَةٍ قالَ اللَّيْثُ : وذلِكَ أَرْدأُ النِّتاج أَو هو أَنْ يُحْمَلَ عليها سنةً ثم تُتْرَكَ سنَتَيْنِ أَو ثلاثاً وجَمْعُ الكَشُوفِ : كُشُفٌ قالَ الأَزهَريُّ : وأَجْودُ نِتاجِ الإِبلِ أَنْ يَضْرِبَها الفَحْلُ فإذا نُتِجَتْ تُرِكَتْ سنةً لا يضرِبُها الفَحْلُ فإذا فُصِلَ عَنْها فَصِيلُها وذلك عند تمام السنة من يوم نِتاجِها أُرْسِلَ الفَحْلُ في الإِبِلِ التي هي فيها فيَضْرِبُها وإذا تلم تَجِمِّ سنَةً بعد نِتاجها كان أَقَلَّ للبَنِها وأضعفَ لَولَدِها وأَنْهَكَ لقُوَّتِها وطِرْقِها . والأَكْشَفُ : مَنْ بهِ كَشَفٌ محرَّكَةً أَي : انْقِلابٌ من قصاصِ النّاصِيَةِ كأنها دائِرةٌ وهي شُعَيْراتٌ تَنْبُتُ صُعُداً ولم يَكُنْ دائِرةً نقله الجَوْهَرِيُّ قالَ اللَّيْثُ : ويُتَشاءَمُ بها وقالَ غيرُه : الكَشَفُ في الجَبْهَةِ : إِدْبارُ ناصِيَتِها من غيرِ نَزَعٍ وقِيلَ : هو رُجُوع شَعْرِ القُصَّةِ قِبَلَ اليَافُوخِ وفي حَدِيث أَبي الطفيلِ : أَنّه عَرَضَ له شابٌّ أَحْمَرُ أَكْشَفُ قالَ ابنُ الاَثِيرِ : الأَكْشَفُ : الذي تَنْبُتُ له شَعراتٌ في قُصاصِ ناصَيَتِه ثائِرَةٌ لا تَكادُ تَستَرْسِلُ وذلِكَ المَوْضِعُ كَشَفَةٌ مَحَرَّكَةً كالنَّزَعَةِ . والأَكْشَفُ من الخَيْلِ : الذي في عَسِيبِ ذَنَبِه الْتِواءٌ نقلَهَ الجَوهَرِيُّ . والأَكْشَفُ : مَنْ لا تُرْسَ مَعَهُ في الحَرْبِ نقلَه الجَوْهَريُّ كأَنَّهُ مُنْكَشِفٌ غيرُ مَسْتُورٍ والجمعُ : كُشُفٌ قالَه ابنُ الأَثِيرِ . وقِيل : الأَكْشَفُ : من يَنْهَزمُ في الحَرْبِ ولا يَثْبُتُ وبالمعنَيَيْنِ فُسِّرَ قولُ كَعْبٍ بن زُهيرٍ رضيَ الله عنه : .
زَالُوا فما زالَ أَنْكاسٌ ولا كُشُفٌ ... عندَ اللِّقاءِ ولا مِيلٌ مَعازِيلُ وقِيلَ : الكُشُفُ هنا : الَّذِينَ لا يَصْدُقونَ القِتالَ لا يُعْرَفُ له واحدٌ . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الأَكْشَفُ : مَنْ لا بَيْضَةَ على رَأْسِه . وقالَ غَيْرُه : كَشَفَتْهُ الكَواشِفُ أَي : فَضَحَتْه الفَواضِحُ . وقالَ ابنُ الأَعرابِيِّ : كَشِفَ كفَرِحَ : انْهَزَمَ وأَنْشَدَ : .
فما ذَمَّ جادِيهِم ولا فَالَ رَأَيُهُمْ ... ولا كَشِفُوا إِنْ أَفْزَعَ السِّرْبَ صائِحُ