وقَوْلُهم : لا حُرَّ بِوادِي عَوْفٍ وكذا قَوْلُهم : هوَ أَوْفَى مِنْ عَوْفٍ : أَي عَوْفِ بنِ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلِ بنِ شَيْبانَ وذلِكَ لأَنَّ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ طَلَبَ منه مَرْوانَ القَرَظِ وقِيلَ له : مرْوانُ القرَظِ لأَنّه كانَ يغْزُو اليَمَنَ وهي مَنابِتُ القَرظِ وكانَ قدْ أَجارَه فمَنَعَه عَوْفٌ وأَبَى أَنْ يُسَلِّمَه فقلَ عَمْرٌو ذَلِك القَوْلَ : أَي أَنَّه يقْهَرُ منْ حَلَّ بِوادِيهِ وكُلُّ مَنْ فِيهِ كالعَبِيدِ له ؛ لِطاعتِهِمْ إِيّاهُ وقد نَقَله الجَوْهرِيُّ باخْتِصارٍ وقال أَبُو عُبْيْدٍ : هو من أَمْثالِ العَرَبِ في الرَّجُلِ العَزِيزِ المَنِيعِ الَّذِي يَعِزُّ به الذَّلِيلُ ويَذِلُّ به العَزِيزُ قولُهم : لا حُرَّ بِوادِي عَوْفٍ : أَي كلُّ مَنْ صار في ناحِيته خَضَعَ له أَو قِيلَ ذلِك لأَنَّه كانَ يَقْتُلُ الأُسارَى نَقَلَه الصّاغانِيُّ عن بعضِهَم أَو هُوَ عَوْفُ بنُ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ زَيْدِ مَنَاةَ ابنِ تَمِيمٍ قاله أَبو عُبَيْدَةَ وكان المُفَضَّلُ يُخْبِرُ أَنَّ المَثَلَ للمُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ قالَهُ في عَوْفِ بنِ مُحلِّمِ ابنِ ذُهْلٍ وذلكِ لأَنه طَلَب مِنْهُ المُنْذِرُ بنُ ماءِ السَّماءِ زُهَيْرَ بنَ أُميَّةَ الشَّيْبانِيّ لِذَحْلٍ فمَنَعَه عَوْفٌ وأَبى أَنْ يُسلِمَه فقالَ المُنْذِرُ ذلِكَ القَوْلَ وفي سِياقِ المُصَنِّفِ تَخْلِيطُ كما تَرَى وعَوْفُ بنُ مالِكِ بن أَبِي عَوْفٍ الأَشْجَعِيُّ : صَحابِيٌّ رضي الله تعالى عنه كانَتْ معه رايَةُ أَشْجَعَ يومَ الفَتْحِ . وعَوْفُ بن مالِكِ بن عبْدِ كُلالٍ أَبو الأَحْوَصِ الجُشَمِيُّ ويُقال : مالِكُ بنُ نَضْلَةَ . وعَوْفُ بنُ الحارِثِ بنِ الطُّفَيْلِ بن سَخْبَرةَ بنِ جُرْثُومةَ الأَزْدِيُّ : تابِعِيانِ . قلتُ : أَمّا الأولُ : فإِنّه كُوفِيٌّ يَرْوِيِ عن ابنِ مسْعُودٍ وعنه أَبو إِسحاق السَّبِيعِيُّ قتَلَتْه الخَوارِجُ في أَيّامِ الحَجّاجِ بنِ يُوسُفَ كذا قاله ابنُ حِبّان وأَوْردَه العَسْكَرِيُّ فِي مُعجَم الصَّحابةِ وتبعه ابنُ فَهْدٍ والذَّهَبِيُّ . وأَمّا الثانِي فإِنَّه أَخُو عائِشَةَ من الرَّضاعَةِ يَرْوِي عن عائِشَةَ وابنِ الزُّبيْرِ وأَبِي هُريْرةَ روى عنه الزُّهْرِيُّ وبُكَيْرُ بنُ الأَشْجِّ . قلتُ : وبَقِيَ عليه من الصَّحابةِ من اسْمُه عُوفٌ بنُ أَثاثَةَ وعوْفُ بنُ الحارِثِ البَجَلِيُّ وعْوفُ بنُ الحارِثِ اللَّيْثِيُّ وعَوْفُ بنَ حُضَيْرَةَ وعَوْفٌ الخَثْعَمِيُّ وعوْفُ ابنُ دَلْهَمٍ وعَوْفُ بنُ رَبِيعٍ وعوْفُ ابنُ سُراقَةَ وعَوْفُ بنُ سَلامَةَ وعوْفُ ابنُ شِبْلٍ وعَوْفُ بنُ عَفْراءَ وعَوْفُ ابنُ القُعْقاعِ وعوْفُ بنُ نَجْوَةَ وعَوْفُ ابن النُّعْمانِ وعَوْفٌ الورِقانِيُّ وعوفُ ابنُ العَبّاسِ فهؤُلاءِ كُلُّهم لَهُمْ صُحْبَةٌ رضي اللهُ عنهم وكان يَنْبَغِي للمُصَنِّفِ أَن يُشِيرَ إِليهم إِجْمالاً كما فَعَل ذلِك في ر ب ع وغيرها . وفي التّابِعِينَ الثِّقاتِ مَن اسْمُه عَوْفٌ جماعةٌ منه : عَوْفُ بنُ حُصَيْنٍ وعَوْفُ بن مالِك الخَبائِريُّ وعَوْفٌ البكالُ وعَوْفٌ الأَعْرابِيُّ غيرُ مَنْسُوبٍ وعَطِيَّةُ بنُ سَعْدٍ أَبو الحَسَنِ العَوْفِيُّ الكُوفِيُّ : مُحَدِّثانِ الأَخِيرُ ضَعَّفَه الثَّوْرِيُّ وهُشَيْمٌ ويَحْيَى وأَحْمَد والرّازِيُّ والنَّسائِيُّ وقال ابنُ حِبّان : سمعَ من أَبِي سَعِيد الخُدْرِيِّ أَحادِيثَ فلمّا ماتَ جَعَلَ يُجالِسُ الكلبِيّ فإِذا قالَ الكَلْبيُّ : قال رسول الله A َ حَفِظَ ذلك وَرَواهُ عنه وكَنّاه أَبا سَعِيدٍ فيُظَنُّ أَنّه أَرادَ الخُدْرِيَّ وإِنما أَرادَ الكلْبِيَّ لا يَحِلُّ كَتْبُ حدِيثه إِلا على التَّعجُّبِ وكذا في كتابِ الضُّعَفاءِ لابنِ الجَوْزِيِّ . قلتُ : وولَداهُ : عبْدُ اللهِ بنُ عَطِيَّةَ والحَسَنُ بنُ عَطِيَّةَ الأَولُ رَوى عن الثّانِي قالَ البُخارِيُّ : لم يصحَّ حَدِيثُهما . والعافُ : السَّهْلُ نقله الصّاغانِيُّ . وعُويْفُ القَوافِي كزُبَيْرٍ : شاعِرٌ مشْهُورٌ وهو عُويْفُ بنُ عُقْبةَ بنِ مُعاوِيةَ بنِ حِصْنٍ أَو عُوَيْفُ بن مُعاوِيَةَ بنِ عُقْبَةَ بنِ حِصْنِ بني حُذيْفَةَ ابنِ بَدْرِ بنِ عَمْرِو بن