واعْتَرَفَ إِليَّ : أَخْبَرنِي باسْمِه وشَأْنِه كأَنّه أَعْلَمَه به . وتَعَرَّفْتُ ما عِنْدَك : أَي تَطَلَّبْتُ حتى عَرَفْتُ ومنه الحَدِيثُ : " تَعَرَّفْ إلى اللهِ في الرَّخاءِ يَعْرفْكَ فِي الشِّدَّة " . ويُقال : ائْتِه فاسْتَعْرِفُ إِليهِ حتى يَعْرِفَكَ وفي اللسان : أَتَيْتُ مُتَنَكِّراً ثم اسْتَعْرَفْتُ : أَي عَرَّفْتُه مَنْ أَنا قالَ مُزاحِمٌ العُقَيْلِيُّ : .
فاسْتَعْرِفا ثُمّ قُولاَ : إِنَّ ذا رَحِمٍ ... هَيْمانَ كَلَّفَنا من شأْنِكُم عَسَرَا .
فإِن بَغَتْ آيةً تَسْتَعْرِفان بِها ... يَوْماً فقُولاَ لَها : العُودُ الَّذِي اخْتُضِرَا وتَعارفُوا : عَرَفَ بَعْضُهُمْ بعْضاً ومنه قَوْلُه تعالى : " وجَعَلْناكُم شُعُوباً وقَبائِلَ لِتَعارَفُوا " . وسَمَّوْا عَرَفَةَ مُحَرَّكَةً ومَعْرُوفاً وكزُبَيْرٍ وأَمِيرٍ وشَدّادِ وقُفْلٍ وما عَدا الأَوَّلَ فقد ذَكَرَهم المُصَنِّفُ آنِفاً فهو تَكْرارٌ فتَأَمَّلْ . َ ومما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَمْرٌ عَرِيفٌ : معروفٌ فَعِيلٌ بمعنى مَفْعُولٍ . وأَعْرَفَ فُلانٌ فُلاناً وعَرَّفَه : إِذا وَقَفَهُ على ذَنْبِه ثم عَفَا عنه . وعَرّضفَه بهِ : وسَمَهُ . وهذا أَعْرَفُ مِنْ هذا كذا في كِتابِ سِيبَوَيْهِ قالَ ابنُ سِيدَه : عِنْدِي أَنَّه على تَوَهُّم عَرُفَ لأَنَّ الشَّيءَ إِنَّما هو مَعْرُوفٌ لا عارفٌ وصِيغَةُ التَّعَجُّبِ إِنما هي من الفاعِل دونَ المَفْعُولِ وقد حَكَى سِيبَوَيْهِك ما أَبْغَضَه إِليَّ : أَي أَنَّه مُبْغَضٌ فتَعَجَّبَ من المَفْعُول كما يُتَعَجَّبُ من الفاعِلِ حتى قال : ما اَبْغَضَنِي له فعَلَى هذا يَصْلُحُ أَنْ يكونَ أَعْرَفُ هنا مُفاضَلَةً وتَعَجُّباً من المَفْعُولِ الذِي هو المَعْرُوف . والتَّعْرِيفُ : إِنْشادُ الضّالَّةِ نَقَلَه الجَوْهَريُّ .
ُوتَعَرَّفُونِي إِنَّنِي أَنا ذَاكُمُو ... شاكٍ سِلاحِي في الفَوارِسِ مُعْلَمُ واعْتَرَفَ اللُّقَطَةَ : عَرَّفَها بصِفَتِها وإِنْ لم يَرَها فِي يدِ الرَّجُلِ يقال : عَرَّفَ فلانٌ الضّالَّةَ : أَي ذَكَرَها وطَلَبَ مَنْ يَعْرِفُها فجاءَ رَجُلٌ يَعْتَرِفُها : أَي يَصِفُها بصِفَةٍ يُعْلِمُ أَنّه صاحِبُها . واعْتَرَفَ له : وصَفَ نفسَه بصفةٍ يُحَقِّقُه بها . واسْتَعْرَفَ إِليه : انْتَسَب له . وتَعَرَّفَهُ المَكانَ وفِيهِ : تأَمَّلَه بهِ وأَنشدَ سِيبويهِ : .
وقالُوا تَعَرَّفْها المَنازِلَ مِنْ مِنىً ... وما كُلُّ من وافَى مِنىً أَنا عارِفُ ومَعارِفُ الأَرضِ : أَوْجُهُها وما عُرِف مِنْها . ونَفْسٌ عَرُوفٌ : حاملَةٌ صَبَوُرٌ إِذا حُمِلَتْ على أَمرٍ احْتَمَلَتْه . قالَ الأزهريُّ ونفسٌ عارِفَةٌ بالهاءِ مِثلُه قال عَنْتَرَةُ : .
فَصَبَرْتُ عارِفَةً لذلِكَ حُرَّةً ... تَرْسُو إِذا نَفْسُ الجَبانِ تَطَلَّعُ يَقُول : حَبَسْتُ نَفْساً عارِفَةً أَي : صابرَةً . والعَوارِفُ : النُّوقُ الصُّبُرُ وأَنشدَ ابنُ بَرِّيٌّ لمُزاحِمٍ العُقيليِّ : .
وقَفْتُ بها حَتّى تَعالَتْ بيَ الضُّحَى ... ومَلَّ الوُقُوفَ المُبْرَياتُ العَوارِفُ المُبْرَياتُ : التي في أُنُوفِها البُرَةُ . والعُرُف بضمَّتَيْنِ : الجُودُ لغةٌ في العُرْفِ بالضم قال الشاعر : .
إِنَّ ابنَ زَيْدٍ لا زالَ مُسْتَعْمَلاً ... بالخَيْرِ يُفْشِي في مِصْرِه العُرُفَا والمَعْرُوف : الجُودُ إذا كان باقْتِصادٍ وبه فَسَّرَ ابنُ سِيدَه ما أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ : .
وما خَيْرُ مَعْرُوفِ الفَتَى في شَبابِه ... إِذا لم يَزِيدْهُ الشَّيْبُ حِينَ يَشِيبُ