والطّائِفَةُ من الشيء : القِطْعةُ منه نقله الجَوْهَرِيُّ أَو هي الوَاحِدَةُ فصاعِدَاً وبه فَسّر ابنُ عبّاسٍ قوله تعالى : " ولْيَشْهَدْ عَذَابَهُما طائِفَةٌ من المُؤْمِنِينَ " . أَو الواحِدَةُ إِلى الأَلْفِ وهو قولُ مُجاهِدٍ وفي الحديثِ : " لا تَزالُ طائفَةٌ من أُمَّتِي على الحقِّ " قال إسحاق ابن راهَوَيْهِ : الطائِفَةُ دونَ الأَلفِ وسيبلغُ هذا الأَمرُ إلى أَنْ يكونَ عددُ المُتَمَسِّكِين بما كانَ عليه رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلَّم وأَصحابُه أَلفاً يعني بذلِك أَن لا يُعْجِبُهم كثرةُ أَهْلِ الباطل . أَو أَقَلُّها رَجُلانِ قالَه عَطاءٌ أَو رَجُلٌ رُوِيَ ذلك عن مُجاهدٍ أيضاً فيكونُ حِينَئِذٍ بمعنَى النَّفْسِ الطائِفَةِ قالَ الراغبُ : إِذا أُريدَ بالطائِفَةِ الجَمْعُ فجَمْعُ طائفٍ وإِذ أُريدَ به الواحد فيَصِحُّ أَن يكونَ جَمْعاً ويُكْنى به عن الواحدِ وأَنْ ُجْعَلَ كراوِيةٍ وعَلامَةٍ ونحو ذلك . وذُو طَوّافٍ كَشَدّاد : وائِلُ الحَضْرَمِيُّ والدُ ذِي العُرْفِ رَبِيعَةَ الآتي ذكره في ع - ر - ف . والطَّوّافُ أَيضاً : الخادِمُ يَخْدمُك برِفْقٍ وعِنَايةٍ والجمع الطَّوّافُونَ قاله أَبو الهَيْثَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الطَّوّافُونَ : أَبو الهَيْثَمِ وقال ابنُ دُرَيْدٍ : الطَّوّافُونَ : الخَدَمُ والمَماليك وفي الحديث : " الهرة لَيْست بنَجِسَةٍ إِنّما هي من الطَّوّافِينَ عليكُم - أَو الطَّوّافاتِ - وكانَ يُصْغِي لها الإِناءَ فتَشْرَبُ منه ثم يَتَوضَّأ به " جعَلَها بمنْزِلَةِ المَماليكِ من قوله تعالى : " يَطُوفُ علَيْهِم وِلْدانٌ " ومنه قولُ إبراهيم النَّخَعِيِّ : إِنَّما الهِرَّةُ كبَعْضِ أَهْرلِ البَيْتِ . والطُّوفانُ بالضَّمِّ : المَطَرُ الغالِبُ الذي يُغْرِقُ من كَثْرَتِه . وقيل : هو الماءُ الغالِبُ الذي يَغْشَى كُلَّ شيءٍ . وقيل : هو المَوْتُ وقد جاءَ ذلك فِي حَديثِ عائِشَةَ مرفوعاً وبه فُسِّرَ أَيضاً حديثُ عَمْرِو بن العاص وذَكَر الطّاعُونَ فقال : لا أَراه إِلاَّ رِجْزاً أَو طُوفاناً . وقيل : هو المَوْتُ الجارِفُ . وقِيلَ : هو القَتْلُ الذَّرِيعُ . وقِيلَ : هو السَّيْلُ المُغْرِقُ قال الشاعرُ : .
غَيَّرَ الجِدَّةَ من آياتِها ... خُرُقُ الرِّيحِ وطُوفانُ المَطَرْ وقِيل : الطُّوفانُ من كُلِّ شيءٍ : ما كانَ كَثِيراً مُحِيطاً مُطِيفاً بالجَماعَةِ كُلِّها كالغَرَقِ الذي يَشْتَمِلُ عَلى المُدُنِ الكَثِيرةِ والقَتْلِ الذَّريعِ والمَوْتِ الجارِفِ وبذلك كُلِّه فُسِّرَ قولُه تعالى : " فأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ " وكُلُّ حادِثَةٍ تُحِيطُ بالإِنسانِ وعَلى ذلِكَ قولُه تَعالى : " فأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفانَ " وصارَ مُتعارَفاً في الماءِ المُتَناهِي في الكَثْرةِ لأَجْلِ أَنَّ الحادِثَةَ به التِي نالَتْ قومَ نوحٍ كانَتْ ماءً قالَ عزَّ وجلّ : " فأَخَذَهُمُ الطُّوفانُ وَهُمْ ظالِمُونَ " . وهو تَحْقِيقٌ نفِيسٌ ثم اخْتُلِفَ في اشتقاقِه - وإِنْ كانَ أَكثرُ الأَئمَّةِ لم يَتَعَرَّضُوا له - فقيل : من طافَ يَطُوفُ كما اقتضاه كلامُ المُصَنِّفِ والرّاغبِ وقيل : هو فلعان من طَفَأ الماءُ يَطْفو : إِذ عَلا وارتَفَعَ فقُلِبَت لأمُه لمكانِ العينِ كما نقله شيخُنا عن الاقْتِضاب . قلتُ : والقولُ الثانِي غَرِيبٌ . الواحدةُ بهاء قال الأَخْفَشُ : الطُّوفان جمعُ طُوفانَةٍ قال ابنُ سِيَده : والأَخْفَشُ ثِقَةٌ وإِذا حَكى الثِّقَةُ شيئاً لَزِمَ قَبُولُه قال أَبو العَبّاس : هُوَ مِنْ طافَ يَطُوفُ قال : والطُّوفانُ : مصدَرٌ مثلُ الرُّجْحانِ والنُّقْصانِ ولا حاجَةَ به إِلى أَنْ يَطْلُبَ له واحداً . ويقال : أَخَذَ بِطُوفِ رَقَبَتِه بالضِّمِ وطَافِها كصُوفِها وصَافِها بمعنىً ونقضهُ الجوهَرِيُّ . وأَطافَ بهِ : أَي أَلَمَّ بهِ وقارَبَه قالَ بِشْرُ بنُ أَبِي خازِمٍ : .
أَبو صِبْيَةٍ شِعْثٍ تُطِيفُ بشَخْصِهِ ... كوالِحُ أَمْثالُ اليَعاسِيبِ ضُمَّرُ ومما يُسْتَدرك عليه :