وهي في وادٍ بالغَوْرِ أَوّلُ قُراها لُقَيْمُ وآخرُها الوَهْطُ سُمِّيَتْ لأَنّها طافَتْ على الماءِ فِي الطُّوفانِ أَو لأَنّ جِبْرِيلَ عليه السلامُ طافَ بها على البَيْتِ سَبْعاً نقله المَيُورْقِيُّ عن الأَزْرَقِيِّ . أَو لأَنَّها كانتْ قريةً بالشامِ فَنَقَلَها اللهُ تعالى إلى الحجازِ بدَعْوَةِ إبراهيم عليه السلامُ اقْتِلاعاً من تُخُومِ الثَّرَى بعُيُونِها وثِمارِها ومَزارِعِها وذلك لمّا قالَ : " رَبَّنَا إِنِّ أَسْكَنْتُ من ذُرِّيَّتي بوادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ المحرمِ ربَنا ليُقِيمُوا الصَّلاةَ فاجْعَل أَفْئِدَةً من النّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِم وارْزُقْهُم من الثَّمَراتِ لَعَلّضهُم يَشْكُرُونَ " نقله أَبو داود الأزرقي في تاريخ مكةَ وأَبو حذيفةَ إسحاق ابنُ بِشرٍ القُرَشِيُّ في كتاب المُبْتَدأ وهو قولُ الزُّهْرِي وقال القَسْطَلانِي في المَواهِبِ : إِنّ جِبْرِيل عليه السلام اقْتَلَعَ الجَنَّةَ التي كانَتْ لأَصحابِ الصَّرِيمِ فسارَ بها إلى مكَّةَ فطافَ بها حولَ البيتِ ثم أنزلَها حيث الطّائِفُ فسُمِّيَ الموضعُ بها وكانت أَوّلاً بنواحي صَنْعاءَ واسمُ الأَرضِ وَجٌّ وهي بَلْدَةٌ كبيرةٌ على ثلاثِ مَراحِلَ أَو اثْنَتَيْنِ من مكَّةَ من جهة المَشْرِقِ كثيرةُ الأَعنابِ والفَواكِهِ وروى الحافِظ ابنُ عاتٍ في مَجالسِهِ أَنَّ هذه الجَنَّةَ كانت بالطّائِفِ فاقْتَلَعَا جِبْرِيلُ وطافَ بها البيتَ سَبْعاً ثم رَدَّها إلى مَكانِها ثم وَضَعَها مكانَها اليوم قال أبو العَباس المَيُورْقِيُّ : فتَكون تلك البُقْعَةُ من سائِرِ بُقَع الطّائِفِ طِيفَ بها بالبيتِ مَرَّتَيْنِ في وَقْتَيْنِ . أَو لأَن ؟ رجلاً من الصَّدِفِ وهو لبنه الدَّمُّونُ بنُ الصَّدِفِ واسمُ الصَّدِفِ مالِكُ بنُ مُرْتِعِ بن كِنْدَةَ من حَضْرَمَوْت أَصاب دماً في قَوْمِه بحَضْرَمَوْتَ ففَرَّ إِلى وَجٌّ ولَحِقَ بثَقِيفَ وأَقامَ بها وحالَفَ مَسْعُودَ بنَ مُعَتِّبٍ الثَّقَفِيّ أَحدَ من قِيلَ فيه : إِنَّهُ المُرادُ من الآية " على رَجُلٍ منَ القَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ " وكانَ له مالٌ عَظِيمٌ فقالَ لهم : هَلْ لَكُم أَنْ أَبْنِيَ لكم طَوْفاً عَلَيْكُم يُطِيفُ ببلدِكم يكونُ لكم رِدْءاً من العَربِ ؟ فقالُوا : نَ'َمْ فبَناهُ وهو الحائِطُ المُطِيفُ المُحْدِقُ به وهذا القَوْلُ نَقَلَه السُّهَيْلِيُّ فِي الرَّوْضِ عن البَكْرِيّ وأَعرضَ عنه وذَكَر ابنُ الكَلْبِيِّ ما يُوافِقُ هذا القولَ وقد خُصَّت الطّائفُ بتَصانِيفَ وذَكَرُوا هذا الخِلافَ الذي ساقَه المُصنِّفُ وبَسَطوا فيه أَوردَ بعضَ ذلك الحافِظُ بنُ فَهْدٍ الهاشِمِيُّ في تاريخٍ له خَصَّه بذكر الطّائفِ جزاهم اللهُ عنا كُلَّ خيرٍ .
والطّائِفُ من القَوْسِ : ما بَيْنَ السِّيَةِ والأَبْهَرِ نقله الجوهريُّ . أَو هو قَرِيبٌ من عَظْمِ الذِّراعِ من كَبِدِها . أَو الطّائِفانِ : دُونَ السّيَتَيْنِ والجمعُ طوائِفُ قال أَبو كَبِيرٍ الهُذَلِيُّ : .
وعُراضَةُ السِّيَتَيْنِ تُوبِعَ بَرْيُها ... تَأْوِي طَوائِفُها لعَجْسٍ عَبْهَرِ ويَعْنِي بالسَّيَتَيْنِ : ما اعْوَجَّ من رَأْسِها وفيها طائِفانِ وقال أَبو حَنِيفةَ : طائفُ القَوْسِ : ما جاوَزَ كُلْيتها من فَوْق وأَسْفَل إِلى مُنْحَنَى تَعْطِيفِ القَوْسِ من طَرَفِها وأَنشَد ابنُ بَرِّي : .
ومَصُونَةٍ دُفِعَتْ فَلمّا أَدْبَرَتْ ... دَفَعَتْ طَوائِفُها على الأَقْيالِ والطّائِفُ : الثَّوْرُ يَكونُ ممّا يَلِي طَرَفَ الكُدْسِ عن ابنِ عَبّادٍ