والأَطْرافُ مِنَ البَدَنِ : اليَدانِ والرِّجْلانِ والرَّأْسُ وفي اللِّسانِ : الطَّرَفُ : الشَّواةُ والجَمْعُ أَطْرافٌ . ومن المجازِ : أَطْرافُ الأَرْضِ : أَشْرافُها وعُلَماؤُها وبه فُسِّرَ قولُه تَعالَى : " أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنْقُصُها من أَطْرافِهَا " مَعْناه موتُ عُلَمائِها وقِيلَ : موتُ أَهْلِها ونَقْصُ ثِمارِها وقالَ ابنُ عَرَفَةَ : من أَطْرافِها : أَي نَفْتَحُ ما حولَ مكَّةَ عَلَى النَّبِيِّ صلَى اللهُ عليهِ وسلَّم وقالَ الأَزْهَرِيّ : أَطْرافُ الأَرْضِ : نَواحِيها ونَقْصُها من أَطْرافِها : مَوْتُ عُلَمائِها فهو من غَيْرِ هذا قال : والتفْسِيرُ على القَوْلِ الأَوَّلِ . والأَطْرافُ مِنْكَ : أَبَواكَ وإِخْوَتُكَ وأَعْمامُكَ وكُلُّ قَريبٍ لك مَحْرَمٍ كما في الصِّحاحِ وأَنْشَدَ أِبو زَيْدٍ لعَوْنِ بنِ عَبْدِ اللهِ بنِ عُتْبَةَ بنِ مَسْعُودٍ : .
وكَيْفَ بأَطْرافِي إِذا ما شَتَمْتَنِي ... وما بَعْدَ شَتْمِ الوَالِدَيْنِ صُلُوحُ هكذا فَسَّر أَبو زَيْدٍ الأَطْرافَ وقال غيرُه : جَمَعَهُما أَطرافاً ؛ لأَنه أَرادَ أَبويه ومَن اتَّصَل بهما من ذَوِيهِما .
وقال ابنُ الأَعرابي : قولُهم : لا يَدْرِي أَيُّ طَرَفَيْه أَطْوَلُ : أَي ذَكَرِه ولِسانِه وهو مجازٌ ومنه حديثُ قَبِيصَةُ بنِ جابِرٍ : ما رَأَيْتُ أَقْطَعَ طَرَفَاً مِنْ عَمْرِو بنِ العاصِ يريدُ أَمْضَى لِساناً منه أَو نَسَبِ أَبِيه وأُمِّه في الكَرمِ والمَعْنَى لا يُدْرَى أَيُّ والِدَيْه أَشرَفُ هكذا قاله الفَرّاءُ وقِيلَ : معناه لا يَدْرِي أَيُّ نَصْفَيْهِ أَطْوَلُ ؟ آلطَّرَفُ الأَسْفَلُ أَم الطَّرَفُ الأَعْلَى فالنِّصْفُ الأَسْفَلُ طَرَفٌ والنصفُ الأَعلَى طَرَفٌ والخَصْرُ : ما بَيْنَ مُنْقَطَعِ الضُّلُوعِ إِلى أَطْرافِ الوَرِكَيْنِ وذلك نِصْفُ البَدَنِ والسَوْأَةُ بينهُما كأَنه جاهِلٌ لا يَدْري أَيُّ طَرَفَيْ نَفْسِهِ أَطْوَلُ وقيلَ : الطَّرَفان : الفمُ والاسْتُ أَي : لا يَدْري أَيُّهُما أَعَفُّ . وحَكَى ابنُ السِّكِّيتُ عن أَبي عُبَيْدَةَ قولَهُم : لا يَمْلِكُ طَرَفَيْهِ : أَي فَمَهُ واسْتَهُ إِذا شَرِبَ الدَّواءَ أَو الخَمْرَ فقاءَهُما وسَكِرَ كما في الصِّحاح ومنه قولُ الرّاجِزُ : .
" لَوْ لَمْ يُهَوْذِلْ طَرَفاهُ لَنَجَمْ .
" في صَدْرِه مثلُ قَفَا الكَبْشِ الأَجَمّْ يَقولُ : إِنَّه لولا أَنّه سَلَحَ وقاءَ لقام في صَدْرِه من الطَّعامِ الَّذي أَكَلَ ما هُو أَغْلَظُ وأَضْخَمُ من قَفَا الكَبْشِ الأَجَمِّ وفي حديثِ طَاوُسَ أَنَّ رَجُلاً واقَعَ الشّرابَ الشَّدِيد فسُقي فضَرِيَ فلقد رأَيْتُه في النِّطَع وما أَدْري أَيُّ طَرَفَيْهِ أَسْرَعُ أَرادَ حَلْقَه ودُبُرَه أَي أَصابَه القَيْءُ والإِسْهالُ فلم أَدْرِ أَيُّهُما أَسْرَعُ خُروجاً من كَثْرَتِهِ . ومن المَجازِ : جاءَ بأَطْرافِ العَذارَى : أَطْرافُ العَذارَى : ضَرْبٌ من العِنَبِ أَبْيَضُ رِقاقٌ يكون بالطّائِفِ يُقال : هذا عُنْقُودٌ من الأَطْرافِ كذا في الأَساس وفِي اللِّسان : أَسْوَدُ طُوالٌ كأَنّه البَلُّوطُ يُشبَّه بأَصابِع العَذارى المُخَضَّبَةِ لطُولِه وعُنْقُودُه نحو الذِّراع . وذُو الطَّرَفَيْنِ : ضَرْبٌ من الحَيّاتِ السُّودِ لها إِبْرَتانِ إِحْداهُما في أَنْفِها والأُخرَى فِي ذَنَبِها يُقال : إِنّها تَضْرِبُ بهما فلا تُطْنِي الأَرْضَ . والطَّرَفاتُ مُحَرَّكَةً : بَنُو عَدِيِّ بنِ حاتِمٍ الطّائِيِّ قُتلوا بصِفِّينَ مع عَليٍّ كَرّم اللهُ وَجْهَه وهم : طَرِيفٌ كأَمِير وَطَرَفَةُ مُحَرَّكةً ومُطَرِّفٌ كمُحدِّث . قلتُ : وفي بني طَيِّئٍ " طريفُ بنُ مالِك بن جثدْعانَ الذي مَدَحه امرُؤُ القَيْسِ : بَطْنٌ . وابنُ أَخيهِ : طَرِيفُ بنُ عَمْرِو بن ثُمامَةَ بنِ مالِكٍ . وطَرِيفُ بنُ حُيَيٍّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلسِلة وغيرهم . وطَرِفَت كَفرِحَ طَرَفاً : إِذا رَعَتْ أَطْرافَ المَرْعَى ولم تَخْتَلِطْ بالنُّوقِ كتَطَرَّفَتْ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيُّ : .
إِذا طَرِفَتْ في مَرْتَعٍ بَكَراتُها ... أَو اسْتَأْخَرَتْ عنْها الثِّقالُ القَناعسُ