والضَّفَفُ : الضَّعْفُ وبه فَسَّرَ أَيضاً بعضُهم قولَ الشاعرِ المّذْكُور . وقال شَمِرٌ : الضَّفَفُ : ما دُونَ مِلْءَ المِكْيالِ ودُونَ كُلِّ مَمْلُوءٍ وهو الأَكْلُ دونَ الشِّبَعِ . والضَّفَفُ : ازْدِحامُ الناسِ على الماءِ نَقَلَه الجَوْهريُّ . والضَّفَّةُ : الفَعْلَةُ الواحِدَةُ منه . وقال الأَصْمَعِيُّ : ماءٌ مَضْفُوفٌ : أَي مُزْدَحَمٌ عليهِ مثلُ مَشْفُوهٍ قالَ الرّاجِزُ : .
" لا يَسْتَقِي في النَّزَحِ المَضْفُوفِ .
" إلاّ مُداراتُ الغُروبِ الجُوفِ هكذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيُّ والصّاغانِيُّ وابنُ فارسٍ وكذلِكَ حَكاهُ اللَّيْثُ . وقالَ اللِّحْيانيُّ : ماؤُنا اليومَ مَضْفُوفٌ : كثيرُ الغاشِيَةِ من الناسِ والماشِيَةِ وأَنشد كما ذكرنا . قال ابنُ بَرِّيّ : ورَوَى أَبو عَمْرٍو الشَّيْبانِيّ هذَيْنِ البَيْتَيْنِ المَظْفُوف بالظاءِ وقالَ : العَرَبُ تَقولُ : وَرَدْتُ ماءً مَظْفُوفاً : أَي مَشْغُولاً وأَنْشدَ البَيْتَيْنِ . ورَجُلٌ ضَفُّ الحالِ : أَي رَقِيقُه مأْخُوذٌ من الضَّفَفِ بمعنى الشِّدَةِ والضِّيقِ نَقَلَه الجَوْهريُّ . قال شيخُنا : قلتُ : وردَ أَيضاً ضَفَفٌ مُحَركةً دونَ إِدغامٍ وبالإدغام أَكْثَرُ . قلتُ : قالَ سِيبَوَيْهِ : ورَجُلٌ ضَفِفُ الحالِ وقومٌ ضَفِفُو الحالِ قال : والوَجْهُ الإِدْغامُ ولكِنّه جاءَ على الأَصْلِ . وضَفَّ النّاقة يَضُفُّها ضفّاً : حَلَبَها بكَفِّه كُلِّها لُغَةٌ في ضَبَّها كما في الصِّحاح زادَ غيرُه : وذلِكَ لضِخَمِ الضَّرْع ونَقَلَه الأَزْهريُّ عن الكِسائِيّ قال : ضَبَبْتُ الناقَةَ أَضُبُّها ضَبّاً : إِذا حَلَبْتَها بالكَفِّ قالَ : وقالَ الفَرّاءُ : هذا هو الضَّفُّ بالفاءِ . فأَمَّا الضَّبُّ فهو : أَنْ تَجْعَلَ إِبْهامَكَ على الخِلْفِ ثُمّ تَرُدَّ أَصابِعَكَ على الإبْهامِ والخِلْفِ جَمِيعاً وقال غيرُه : الضَّفُّ : جَمْعُك خِلْفَيْها بيَدِكَ إِذا حَلَبْتَها وقال الِّحْيانِيُّ : هو أَنْ يَقْبِضَ بأَصابِعِه كُلِّها على الضَّرْعِ . وناقَةٌ ضَفُوفٌ : كَثِيرَةُ اللَّبَنِ لا تُحْلَبُ إِلا بالكَفِّ . وكذا شاةٌ ضَفُوفٌ بَيِّنَتا الضَّفافِ ومنه قولُه : .
" حَلْبَانَةٍ رَكْبانَةٍ ضَفُوفِ .
" تَخْلِطُ بينَ وَبَرٍ وصُوفِ ويُرْوَى بالصّادِ وقد تَقَدَّم . وضَفَّةُ النِّهرِ ويُكْسَرُ : جانِبُه ومنه حَدِيثُ عبدِ اللهِ بنِ خَبّابٍ مع الخَوارِجِ : فَقَدَّمُوه على ضَفَّةِ النَّهْرِ فضَرَبُوا عُنُقَهُ اقْتَصَرَ الجُوْهَرِيُّ على الكَسْرِ وصَوَّبه القُتَيْبِيُّ وقال الأَزْهَرِيُّ : الصّوابُ الفتحُ والكَسرُ لُغَةٌ فيه . وضِفَّتا الوادِي أَو الحَيْزُومِ ويُكْسَرُ : جانِباهُ عن ابنِ الأَعْرابِيِّ وأِنْشَد " .
" يَدُعُّهُ بِضَفَّتَيْ حَيْزُومَهِ وقد اسْتَعارَه عليٌّ رضِيَ الله تَعالَى عنه للجَفْنِ فقالَ : فيَقِف ضِفَّتَيْ جُفُونِه أَي : جانِبَيْها . وضَفَّةُ البَحْرِ : ساحِلُه . والضَّفَّةُ من الماءِ : دُفْعَتُهُ الأُولَى . وقال الأَصْمَعِيُّ : دَخَلْتُ في ضَفَّة القَوْمِ وضَفْضَفَتهمْ : أَي جَماعَتهم ونَقَلَه اللَّيْثُ أَيضاً هكذا . وضَفِيفَةٌ من بَقْلٍ : أَي ضَغِيفَةٌ حكاه ابنُ السِّكِّيتِ وذلِك إِذا كانَت الرَّوْضَةُ ناضِرَةً متخَيِّلَةً وَتَقدَّمَ عن أَبِي مالِكٍ أَنَّه ضَغيغَة بغَيْنَيْنِ مُعْجَمَتَيْن . وقال أَبو سَعِيدٍ : يُقالُ : هو مِن ضَفِيفِنا ولَفِيفِنا كذا في النُّسَخِ والصّوابُ تَقْدِيمُ لَفِيفِنا كما هو نَصُّ العُبابِ ويَدُلُّ له قولُه بعد : أَي مِمَّنْ نَلُفُّه بِنا ونَضُفُّه إِلينَا إِذا حَزَبَتْهُ الأُمُورُ أَي : نابَتْه واعْتَرَتْهُ . والضَّفَافَةُ كسَحابَةٍ : من لا عَقْلَ لَه نَقَلَه الصّاغاني . وضَفَّهُ ضَفّاً : جَمَعَه وأَنشدَ أَبو مالِكٍ : .
" فَرَاحَ يَحْدُوهَا على أَكْسائِها .
" يَضُفُّها ضَفّاً على انْدِرائِها