قال ابنُ السِّكِّيتِ : ومِنْهُ اشْتُقَّ أُسْقُفُّ النَّصَارَى زَادَ غيرُه : وسُقْفُهُمْ كَأُرْدُنٍّ أَي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الآخِرِ وعليه اقْتَصَرَ ابنُ السِّكِّيتِ فيما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ . ولا نَظِيرَ له سِوَى : أُسْرُبٍّ يُقَال : أُسْقُفٌ بتَخْفِيفِ الفاءِ مثال قُطْرُبٍ والأَخِيرُ مِثْلُ قُفْلٍ وهذا الذي ذَهَبْنَا إليه هو ما اسْتَظْهَرَه شَيْخُنَا فإنَّه قال : الظَّاهِرُ أَنَّهُ أَشار بالمِثالَيْنِ الأَوَّلَيْنِ لِضَبْطِ المَزِيدِ الذي هو أَسْقُف وأنه يُقَال بتَشْدِيدِ الفاءِ كأُرْدُنٍّ وبِتَخْفِيفَها كقُطْربٍ وقوله : وقُفْلٍ مِثَالٌ لِسُقْفٍ المُجَرَّدِ قال : والقَوْلُ بأَنَّهُ أشَارَ لِزِيَادَةِ الْهَمْزةِ وأصَالَتِها بَعِيدٌ جِداًّ : اسٍمٌ لِرَئِيسٍ لهم في الدِّينِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ وهو أَعْجَمِيٌّ تكُلُّمتٍ به العربُ وقيل : سُمِّيَ به لُِخُضوعِهِ وانْحِنَائِهِ في عِبَادَتَهَ أو الْمَلِكُ الْمُتَخَاشِعُ في مشيته أو هو العالم في دِينِهم أَو هو فَوْقَ الْقِسِّيسِ ودُونَ الْمَطْرَانِ : ج : أَسَاقِفَةُ وأساقِفُ والسِّقِّيفَي كَخِلِّيفَي : مَصْدَرٌ مِنْهُ ومنه الحَدِيثُ في مُصَادَرَةِ أَهْلِ نَجْرَانَ : " وعَلَى أنْ لاَ يُغَيِّرُوا أَسْقُفَّا مِن سِقِّيفَاهُ ولاَ وَاقِفاً من وِقِّيفَاهُ " وأسْقُفَّةٌ أَيْضاً أي بضَمِّ الأَوَّلِ وتَشْدِيدِ الفاءِ : رُسْتَاقٌ بِالأَنْدَلُسِ نَزِهٌ نَضِرٌ شَجِرٌ وقَصَبَتَهُ غَافِقٌ .
والسَّقِيفَةُ كَسَفِينَةٍ : الصُّفَّةُ أو شِبْهُهَا مِمَّا يكونُ بَارِزاً ومنها سَقِيفَةُ بَنِي سَاعِدَةَ بالمدينةِ المُشْرَّفةِ وهي صُفَّةٌ لها سَقْفٌ فَعِيلَةٌ بمعنى مَفْعُولةٍ جاءَ ذِكْرُهَا في حديثِ اجْتِمَاعِ المُهَاجِرِينَ والأنْصَارِ .
ومِن المَجَازِ : السَّقِيفَةُ : الْجِبَارَةُ مِن عِيدَانِ الْمُجَبِّرِ جَمْعُهُ : سَقَائِفُ وقال الفَرَزْدَقُ : .
وكنتُ كَذِي سَاقٍ تَهَيَّضَ كَسْرُهَا ... إذَا انْقَطَعَتْ عنها سُيُورُ السَّقَائِفِ مِن المَجَازِ أيضاً : السَّقِيفَةُ : كَالْقَبِيلَةِ مِن رَأْسِ الْبَعِيرِ وهي سَقَائِفُ الرَّأْسِ قَالَهُ ابنُ عَبَّادٍ ومنه قولُهُم : رَأْسٌ عَظِيمُ السَّقَائِفِ كما في الأسَاسِ .
ومِن المَجَازِ : السَّقِيفَةُ : لَوْح السَّفِينَةِ يُقَال : سَفِينَةٌ مُحْكَمَةٌ السَّقَائِفِ أَي : الأَلْوَاحِ قال بِشْرٌ يَصِفُ السَّفِينَةَ : .
مُعَبَّدَةِ السَّقَائِفِ ذَاتِ دُسْرٍ ... مُضَبَّرَةٍ جَوَانِبُهَا رَدَاحِ أو كُلُّ خَشَبَةٍ عَرِيضَةٍ كَاللَّوْح أو حَجَرٌ عَرِيضٌ يُسْتَطَاعُ أَنْ يُسَقَّفَ بِهِ نَامُوسُ الصَّائِدِ وغيرُه فهي سَقِيفَةٌ قال أوْسُ بنُ حَجَرٍ : .
فَلاَقَى عَلَيْهَا مِنْ صُبَاحَ مُدَمِّراً ... لِنَامُوسِهِ من الصَّفِيحِ سَقَائِفُ مِن المَجَاِز : السَّقِيفَةُ : ضِلَعُ الْبَعِيرِ يُقَال : هَدَمَ السَّفَرُ سَقَائِفَ البَعِيرِ أي : أضْلاعَهُ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ والأَزْهَرِيُّ وأَنْشَدَ الصَّاغَانِيُّ لطَرَفَةَ : .
أُمِرَّتْ يَدَاهَا فَتْلَ شَزْرٍٍ أُجْنِحَتْ ... لَهَا عَضُدَاهَا في سَقِيفٍ مُنضَّدِ والأَسْقَفُ : الرَّجُلُ الطَّوِيلُ شُبِّهَ بالسَّقْفِ في طُولِه وارْتِفاعِهِ أو الْغَلِيظُ الْعِظَامِ الْعَظِيمُهَا شُبِّهَ بجِدارِ السَّقْفِ .
الأسْقَفُ مِن الْجِمَالِ : مَا لاَ وبَرَ عليه .
الأسْقَفُ مِن الظِّلْمَانِ : الأَعْوَجُ الْعُنُقِ أَو الرِّجْلَيْنِ وهي سَقْفَاءُ وقد تقدَّم قريباً فهو تَكْرَارٌ . وكَزُبَيْرٍ : سُقَيْفُ بنُ بِشْرٍ العِجْلِيُّ الْمُحَدِّثُ وفي بعضِ النُّسَخِ : ابنُ بشير وهو غَلَطٌ قلتُ : وهو شيخٌ ليَعْلَى بنِ عُبَيْدٍ في حكَايَةٍ كذا في التَّبْصِيرِ .
وسُقِّفَ تَسْقِيفاً : صُيِّرَ أُسْقُفاًّ فَتَسَقَّفَ صَارَ أُسْقُفاًّ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ .
المُسَقَّفُ كَمُعَظَّمٍ : الطَّوِيلُ ومنه حديثُ مَقْتَلِ عثمانَ رَضِيَ اللهُ عَنْه : ( فأَقْبَلَ رَجُلٌ مُسَقَّفٌ )