والأُحْلُوفَةَ : أُفْعُولَةٌ مِن الحَلِفِ وقال اللِّحْياني : حَلَفَ أُحْلُوفَةً . والْحِلْفُ بالْكَسْرِ : الْعَهْدُ يكونُ بَيْنَ الْقَوْمِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قالَ ابنُ سِيدَه : لأَنَّه لا يُعْقَدُ إِلاَّ بالحَلِفِ والحِلْفُ : الصَّدَاقَةُ وأَيضاً : الصَّدِيقُ سُمِّيَ به لأَنَّه يَحْلِفُ لِصَاحِبِهِ أَنْ لا يَغْدِرَ بِهِ يُقَال : هو حِلْفُهُ كما يُقَالُ : حَلِيفُهُ ج : أَحْلاَفٌ قال ابنُ الأَثِيرِ : الحِلْفُ في الأَصلِ : المعَاقَدَةُ والمَعَاهَدَةُ علَى التَّعَاضُدِ والتَّسَاعُدِ والاتِّفَاقِ فما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ علَى الفِتَنِ والقتالِ والغَارَاتِ فذلك الذي وَرَدَ النَّهْيُ عنه في الإِسلامِ بِقَولِهِ صلى الله عليه وآله وسلَّم لا حشلْفَ في الإِسلاَمِ وما كان منه في الجَاهِلِيَّةِ على نصرِ المَظلُومِ وصِلَةِ الأَرحَامِ كحِلْفِ المُطَيَّبِين وما جَرَى مَجرَاهُ ذلك الذي قالَ فيه صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ : وأَيُّمَا حِلفٍ كَان في الجَاهِلِيَّةِ لم يَزِدهُ الإِسلامُ إِلاَّ شِدَّةً يُرِيدُ مِن المُعَاقَدَةِ علَى الخيرِ ونُصرةِ الحَقِّ وبذلك يَجْتَمِعُ الحَدِيثَان وهذا هو الحِلْفُ الذي يقْتَضِيه الإِسْلامُ والمَمْنُوعُ منه ما خالفَ حُكْمَ الإِسْلامِ .
قال الجَوْهَرِيُّ : والأَحْلاَفُ الذين في قَوْلِ زُهَيْرِ بن أَبي سُلْمَى وهو : .
" تدَارَكْتُمَا الأَحْلافَ قد ثُلَّ عَرْشُهَاوذُبْيَانَ قد زَلَّتْ بِأَقْدَامِهَا النَّعْلُ هم : أَسَدٌ وغَطَفَانُ لأَنَّهُمْ تَحَالَفُوا وفي الصِّحاح : حَلَفُوا علَى التَّنَاصُرِ وكذا في قَوْلِهِ أَيضاً أَنْشَدَهُ ابنُ بَرِّيّ : .
" أَلاَ أَبْلِغِ الأَحْلاَفَ عَنِّي رِسَالَةًوذُبْيَانَ هَلْ أَقْسَمْتُمُ كُلَّ مَقْسَمِ والأَحْلافُ أَيضاً : قَوْمٌ مِن ثَقِيفٍ لأَنَّ ثَقِيفاً فِرْقَتَانِ : بنو مالِكٍ والأَحْلافُ نَقَلَُ الجَوْهَرِيُّ والأَحْلاَفُ في قُرَيْشٍ : سِتُّ قبَائِلَ وهم : عبدُ الدَّارِ وكَعْبٌ وجَمْعُ وسَهْمٌ ومَخْزُومٌ وعَدِيُّ وقَالَ ابنُ الأَعْرَابِيِّ : خَمْسُ قَبَائِلَ فأَسْقَطَ كَعْباً سُمُّوا بذلك لأَنَّهُم لَمَّا أَرَادَتْ بَنُو عبدِ مَنَافٍ أَخْذَ مَا فِي أَيْدِي بَنِي عبدِ الدَّارِ مِن الْحِجَابَةِ والرِّفَادَةِ واللِّوَاءِ والسِّقَايَةِ وأَبَت بَنُو عبدِ الدَّارِ عَقَدَ كُلُّ قَوْمٍ علَى أَمْرِهِمْ حِلْفاً مُؤَكَّداً علَى أَنْ لا يَتَخَاذَلُوا فَأَخْرَجَتْ عبدُ مَنَافٍ جَفْنَةً مَمْلُوءَةً طِيباً فَوَضعَتْهَا لأَحْلاَفِهِمْ وهم أَسَدٌ وزَهْرَةُ وتَيْمٌ في المَسْجِدِ عِنْدَ الْكَعْبَةِ فَغَمَسُوا أَيْدِيَهُمْ فِيهَا وتَعَاقَدُوا ثم مَسَحُوا الكَعْبَةَ بأَيْدِيهم تَوْكِيداً فسُمُّوا المُطَيَّبِينَ وتَعَاقَدَتْ بَنُو عبدِ الدَّارِ وحُلَفَاؤُهُمْ حِلْفاً آخَرَ مُؤَكَّداً علَى أَن لا يَتَخَاذَلُوا فَسْمُّوا الأَحْلاَفَ وقال الكُمَيْتُ يَذْكُرُهم : .
نَسَباً في الْمُطَيَّبِينَ وفي الأَحْ ... لاَفِ حَلَّ الذُّؤابَةَ الْجُمْهُورَا وقِيلَ لِعُمَرَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ : أَحْلاَفِيٌّ لأَنَّهُ عَدَوِيٌّ قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذا أَحَدُ ما جَاءَ مِن النَّسَبِ إِلى الجَمْعِ لأَنَّ الأَحْلافَ صار اسْماً لهم كما صَار الأَنْصَارُ اسْماً للأَوْسِ والخَزْرَجِ وكانَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّمَ وأَبو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عنه مِن المُطَيَّبِينَ .
والحَلِيفُ كأَمِيرٍ : الْمُحَالِفُ كما في الصِّحاحِ كالْعَهِيدِ بمَعْنَى المُعَاهِدِ وهُو مَجَازٌ قال أَبو ذُؤَيْبٍ : .
فَسَوْفَ تَقُولُ إِنْ هِيَ لم تَجِدْنِي ... أَخَانَ الْعَهْدَ أَم أَثِمَ الْحَلِيفُ وقال الكُمَيْتُ : .
" تَلْقَى النَّدَى ومَخْلَداً حَلِيفَيْنْ .
" كَانَا مَعاً في مَهْدِهِ رَضِيعَيْنْ