والأَجْنَفُ : الْمُنْحَنِي الظَّهْرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ .
قال شَمِرٌ : الْجُنَافِيُّ بِالضَّمِّ هكذا قَيَّدَهُ بخَطِّه : الْمُخْتَالُ فيه مَيْلٌ وقال غيرهُ : وهُو الذي يَتَجَانَفُ في مِشَيَتِهِ فيَخْتَالُ فيها وقال شَمِر : لم أَسْمَعْهُ إِلاَّ في رَجَزِ الأَغْلَبِ العِجْلِيِّ : .
" فبَصُرَتْ بنَاشِيءٍ فَتِىِّ .
" غِرٍّ جُنَافِيٍّ جَمِيلِ الزِّيِّ قال أَبو سَعِيدٍ : يُقَالُ : لَجَّ في جِنَافٍ قَبِيحٍ وجَنابٍ قَبِيحٍ ككِتَابٍ فيهما : أَي لَجَّ في مُجَانَبَةِ أَهْلِهِ .
في جنفي خمسُ لُغاتٍ كجَمَزي وأُرَبَي مُحَرَّكةً وبِضَمٍّ ففَتْحِ مَقْصُوران وعلَى الثَّانِيةِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ ويُمَدَّان وعلَى الأُولى مَمْدُودَةً اقْتَصَرَ ابنُ دُرَيْدٍ الجُنْفَاءُ كحَمْرَاءَ والأَرْبَعَةُ الأُول ذَكَرَهُنَّ الصَّاغَانيُّ : مَاءٌ لِفَزَارَهَ لا مَوْضِعٌ ووَهِمَ الجَوْهَرِيُّ فيه نَظَرٌ مِن وَجْهَيْن : اَوَّلاً : فقد نقَلَ الجَوْهَرِيُّ ذلك عن ابنِ السِّكِّيتِ ونِسْبَةُ الوَهْمِ إِلَى النَّاقِلِ غيرُ سَدِيدٍ ومثلُه في كتابِ سِيبَوَيْه قال : هو مَوْضِعٌ وأَنْشَدَ قولَ زَبَّانَ بن سَيَّارٍ الآتِي وثانِياً : فَإِن أَصْحابَ المعاجِمِ في البُلْدَانِ اتَّفَقُوا علَى أَنَّ الجَنَفَاءَ : مَوْضِعٌ بين الرَّبَذَةِ وضَرِيَّةَ مِن دِيَارِ مُحَارِبٍ على جَادَّةِ اليَّمَامَةِ إِلَى المَدِينةِ ويُقَالُ له أَيضاً : ضِلَعُ الجَنَفَاءِ وأَيضاً : مَوْضِع آخَرُ بَيْن فَيْدٍ خَيْبَرَ وهذا لا يَمْنَعُ أَن يكونَ هناك مَاءٌ لِفَزَارَةَ فتَأَمَّلْ ذلك وقال ابنُ شِهَابٍ : كانَتْ بنو فَزَارَةَ مِمَّنْ قَدِمَ علَى أَهلِ خَيْبَرَ ليُعِينُوهم فَرَاسَلَهُم رسولُ اللهِ صلَّى اللهِ عليه وسَلَّم وسَأَلَهم أَنْ يَخْرُجُوا عنهم ولهم مِن خَيْبَرَ كذا وكذا فأَبَوْا فلَمَّا فَتَح اللهُ خَيْبَرَ أَتَاهُ مَن كانَ هُنَاك مِن بَنِي فَزَارَةَ فقالُوا : حَظَّنَا والذي وَعَدْتَنَا فقال لهم رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم : ( حَظُّكُمْ ذُو الرُّقَيْبَةِ ) : جَبَلٌ مُطِلٌ عَلَى خَيْبَرَ فقالُوا : إِذَنْ نُقاتِلُكُم فقال : ( مَوْعِدُكُمْ جَنْفَاءُ ) فلمَّا سَمِعُوا ذلِكَ خَرَجُوا هَارِبَيْن وقال زَبَّانُ بنُ سَيَّارٍ الفَزارِيُّ : .
رَحَلْتُ إِلَيْكَ مِنْ جَنَفَاءَ حَتَّى ... أَنَخْتُ فِنَاءَ بَيْتِكَ بِالْمَطَالِي وقال ضَمْرَةُ بنُ ضَمْرَةَ : .
كأَنَّهُمُ عَلَى جَنَفَاءَ خُشْبٌ ... مُصَرَّعَةٌ أُخَنِّعُها بفَأْسِ وأَجْنَفَ الرَّجُلُ : عَدَلَ عَن الْحَقِّ ومالَ عليه في الحُكْمِ والخُصُومَة وهذا قد تَقَدَّم فذِكْرُه ثانياً تَكْرارٌ . وأَجْنَفَ فُلاناً : صَادَفَهُ جَنِفاً ككَتِفٍ في حُكْمِهِ .
وتَجَانَفَ عن طَرِيقِه : تَمَايَلَ وتَجَانَفَ إِلَى الشَّيْءِ كذلِك ومنه قوْلُه تعالَى : ( غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ ) أَي : مُتَمَايِلٍ مُتَعَمِّدٍ قال الأَعْشَي : .
تَجَانَف عَنْ جَوِّ الْيَمَامَةِ نَاقَتِي ... ومَا عَدَلَتْ مِنْ أَهْلِها بِسِوَائِكَا ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الجَنَفُ مُحَرَّكةً : جَمْعُ جَانِفٍ كرَائِحٍ ورَوَحٍ وبه فُسِّرِ قَولُ أَبِي العِيَالِ الهُذَلِيِّ : ْ .
هَلاَّ دَرَأْتَ الْخَصْمَ حِينَ رَأَيْتَهُمْ ... جَنَفا عَلَيَّ بِأَلْسُنٍ وعُيُونِ ؟ ويجوزُ أَن يكونَ علَى حَذْفِ مُضَافٍ كأَنَّه قال : ذَوِي جَنَفٍ وعليه اقْتَصَرَ السُّكَّرِيُّ في شَرح الديوان .
وأَجْنَفَ الرَّجُلُ : جاءَ بالجَنَفِ كما يُقَال : أَلاَمَ : أَي أَتَي بما يُلامُ عليه وأَخَسَّ أَتي بخَسِيسٍ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وبه فُسِّرَ قَوْلُ أَبِي كَبِيرٍ السَّابِقُ ذِكْرُه .
وذَكَرٌ أَجْنَفُ وهو كالسَّدَلِ .
وقَدَحٌ أَجْنَفُ : ضَخْمٌ قال عَدِيُّ ابنُ الرِّقَاع : .
ويَكِرُّ الْعَبْدَانِ بِالْمِحْلَبِ الأَجْ ... نَفِ فيهَا حَتَّى يَمُجَّ السَّقَاءُ ويُقالُ : بَعِيرٌ جِنِفَّي العُنُقِ أَي شَدِيدُه هكذا وجدتُ هذا الحَرْفَ في هَامِش كتاب الجَوْهَرِيُّ والصوابُ : خِنِفَّي بالخاءِ كما سيَأْتي .
ج و ف