والأُرْفِيُّ : كقُمْرِيٍّ : اللَّبَنُ الطَّيِّبُ المَحْضُ الخَالِصُ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ وبه فُسِّر حديثُ المُغِيرَةِ : ( لَحَدِيثٌ مِنْ فِي الْعَاقِلِ اشْهَى إِلَيَّ مِنَ الشُّهْدِ بِمَاءِ رَصَفَةٍ بِمُحْضِ الأُرفِيِّ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : كذا قالَهُ الْهَرَوِيُّ عندِ شَرْحهِ الرَّصَفَةَ في حرف الرَّاءِ .
الأُرْفِيُّ أَيضاً الْمَاسِحُ الَّذي يَمْسَحُ الأَرْضَ ويُعْلِمُها بحُدُودٍ .
قال الصَّاغَانيُّ : والكلامُ عَلَى الأُرْفِيِّ كالكلامِ عَلَى الأُثْفِيَّةِ . وأُرِّفَ عَلَى الأَرْضِ تَأْرِيفاً : جُعِلَتْ لها حُدودٌ وقُسِّمَتْ ومنه الحَديثُ : ( أَي مالٍ اقْتُسِم وأُرِّفَ عَلَيْهِ فَلاَ شُفعَةَ فِيهِ ) كما في الصِّحاح .
وتَأْرِيفُ الحَبْلِ : عَقْدُهُ .
يقال : هو مُؤَارِفِي أَي : حَدُّهُ إِلى حَدِّى في السُّكْنَى والْمَكَانِ كما نقولُ : مُتَاخِمِي .
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَرَّفَ الدارَ والأَرْضَ تَأْرِيفاً : قَسَّمَها وحَدَّهَا .
والأُرْفَةُ بِالضَّمِّ : الحَدُّ ومنه حديثُ عبدِ اللهِ بن سَلاَمٍ : ( مَا أَجِدُ بهذهِ الأُمَّةِ مِن أُرْفَةِ أَجَلٍ بَعْدَ السَّبْعَيْنَ أَي : من حَدٍّ ينْتهي إِليه وقالت امرأَةٌ مِن العَرَبِ : جَعَلَ عَلَى زَوْجِي أَرْفَةً لا أَخُورُهَا . أَي : عَلامةً قاله ثَعْلَب .
وإِنَّهُ لفِي إِرْفِ مَجْدٍ كإِرْثِ مَجْدٍ حكاه يعقوب في البَدَل . والأُرْفَةُ أَيضاً : المُسَنَّاةُ بن قَرَاحَيْن عن ثَعْلَب وجَمْعُه : أُرَفٌ كدُخْنَةٍ ودُخَنٍ .
وقال الأَصْمَعِيُّ : الآرِفُ : الذي يأْتِي قَرْنَاهُ عَلَى وَجْهِه من الكُبُوش .
أ ز ف .
أَزِفَ التَّرَحُّلُ كفَرِح أَزَفاً بالتَّحْرِيك وأُزُوفاً بِالضَّمِّ : دَنَا وأَفِدَ كما في الصِّحاح ويقال : سَاءَنِي أُزُوفُ رَحِيلِهم وأنشد اللَّيْثُ : .
أَزِفَ التَّرَحُّلُ غَيْرَ أَنَّ رِكَابَنَا ... لَمَّا تَزُلْ بِرِحَالِهَا وكَأَنْ قَدِ أَزِفَ الرَّجُلُ : عَجِلَ فهو آزِفٌ عَلَى فاعِل وفي الحديث : ( قد أَزِفَ الْوَقْتُ وحَانَ الأَجَلُ ) أَي : دَنَا وقَرُبَ .
قال ابن عَبَّادٍ : أَزِفَ الْجُرْحُ ويُثَلَّثُ زَايُهُ ولم يذكُرْ معناه قال الصَّاغَانيُّ : أَي انْدَمَلَ ويُقَال : أَزِفَ الشَّيْءُ أَي : قَلَّ .
والآزِفَةُ : الْقِيَامَةُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ سُمِّيَتْ لقُرْبِهَا وإِن اسْتَبْعَدَ الناسُ مَداهَا قال اللهُ تعالى : ( أَزِفَتِ الأَزِفَةُ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ كَاشِفةٌ يَعْني دَنَتِ الْقِيَامَةُ .
من المجاز : الأَزَفُ مُحَرَّكةً : الضِّيقُ وسُوءُ الْعَيْشِ قال عَدِيُّ ابنُ الرِّقَاع : .
مِن كُلِّ بَيْضَاءَ لم يَسْفَعْ عَوَارِضَهَا ... مِنَ الْمَعِيشَةِ تَبْرِيحٌ ولا أَزَفُ والمَأْزَفَةُ كمَرْحَلَةٍ : العَذِرَةُ نَقَلَه ابنُ بَرِّيّ زادَ الصَّاغَانيُّ : والْقَذَرُ أَيضاً ج : مَآزِفُ وأَنْشَدَ ابنُ فَارِس : .
كَأَنَّ رِدَائَيْهِ إِذا مَا ارْتَدَاهُمَا ... عَلَى جُعَلٍ يَغْشَي الْمَآزِفَ بالنُّخَر قال : وذلك لا يكادُ أَنْ يكون إِلاَّ في مَضِيقٍ .
قلتُ : وفي الأَمالِي لابنِ بَرِّيّ هذا البيت أَنْشَده أَبو عمروٍ للهَيْثَمٍ ابن حَسَّان التَّغْلِبِيِّ .
والأَزْفَي كسَكْرَي : السُّرْعَةُ والنَّشَاطُ هكذا ضَبَطَه الصَّاغَانيُّ في العُباب وضَبَطَه في التَّكْمِلَة بضَم الهَمزة وسُكون الزَّاي وكسر الفاءِ وتَشْدِيد التَّحْتِيَّة .
وفي الأَساس وأَزِفَ الرَّحِيلُ : دَنَا وعَجِل ومنه : أقْبَلَ يمْشِي الأَزَفَي كَالْجَمَزَي وكأَنَّه من الوَزِيف والهمزة عن واو وأَرَى الصَّواب ما ذَهَب إِليه الزَّمَخْشَرِيُّ وأنَّ ضَبْطَ الصَّاغَانيُّ في كِتَابَيْهِ خَطَأٌ .
قال الشَّيباني : آزَفَنِي فلان عَلَى أفْعَلَنِي أَي : أعْجَلَنِي