والمَفْرَغُ : بضمِ المِيمِ وفَتْحِهَا فالضَّمُّ : بمَعْنَى الإفْراغِ والفَتْحُ بمَعْنَى المَوْضِعِ وبِهِمَا فُسِّرَ قَوْلُ رُؤْبَةَ : .
" بمِدْفَقِ الغَرْبِ رَحِيبِ المَفْرَغِ فشغ .
فَشَغَهُ كمَنَعَهُ فَشْغاً : عَلاهُ حتى غَطّاهُ قالَ عَدِيُّ بنُ زَيْدٍ العِبَادِيُّ يَصِفُ فَرَساً : .
لَهُ قُصَّةٌ فَشَغَتْ حاحِبَيْ ... هِ والعَيْنُ تُبْصِرُ ما في الظُّلَم كفَشَّغَهُ تَفْشِيغاً ومنْهُ النّاصِيَةُ الفَشْغَاءُ والفَاشِغَةُ وهي : المُنْتَشِرَةُ المُغَطِّيَةُ للعَيْنِ وقدْ فَشَغَتِ النّاصِيَةُ والقُصَّةُ .
والفُشَاغُ كغُرَابٍ : الرُّقْعَةُ منْ أدَمٍ يُرْقَعُ بها السِّقَاءُ .
وأيْضاً : نَباتٌ يَلْتَوِي على الأشْجَارِ ويَعْلُوها فَيُفْسِدُهَا أوْرَدَهُ الجَوْهَرِيُّ ولمْ يَضْبِطْهُ بوَزْنٍ ولا مِثَالٍ على عادَتِه وفيهِ وَجْهَانِ : يُخَفَّفُ ويُشَدَّدُ كما نَقَلَه ابنُ بَرِّيٍّ عن الأزْهَرِيِّ وكذلكَ نَقَلَه الهَرَوِيُّ في الغَرِيبَيْنِ والصّاغَانِيُّ في كِتابَيْهِ وأوْرَدَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ في العَيْنِ المهْمَلَةِ فليُنْظَرْ ذلكَ .
والفَشْغَةُ : اللِّبْلابُ يَعْلُو الشَّجَرَ ويَلْتَوِي عليْهِ .
وقالَ اللَّيثُ : الفَشْغَةُ : قُطْنَةٌ في جَوْفِ القَصَبَةِ هكذا نَصُّ العُبابِ ووقَعَ في اللِّسَانِ : قَصَبَةٌ في جَوْفِ قَصَبَةٍ فليُنْظَرْ ذلكَ .
قالَ اللَّيثُ : والفَشْغَةُ أيْضاً : ما تطَايَرَ منْ جَوْفِ الصَّوْصَلاةِ اسمٌ لحَشِيشَةٍ وهُوَ أيْضاً الصّاصُلَّي م مَعْرُوفَةٌ هِيَ الّتِي يأْكُلُ جَوْفَها صِبْيَانُ العِرَاقِ .
ورَجُلٌ أفْشَغُ الثَّنِيَّةِ : ناتِئُها قالَهُ اللّيث ومنهُ حديثُ أبي هُرَيْرَةَ Bه : أنَّه كانَ آدَمُ عليْهِ السّلامُ ذا ضَفِيرَتَيْنِ أفْشَغَ الثَّنِيَّتَيْنِ أي : ناتِئَهُمَا خارِجَتَيْنِ عنْ نَضَدِ الأسْنَانِ .
ورَجُلٌ أفْشَغُ الأسْنَانِ : مُتَفَرِّقُهَا لِسَعَةِ ما بَيْنَها قالَه الليثُ أيْضاً .
والمِفْشَغُ كمِنْبَرٍ : مَنْ يُوَاجِهُ صاحِبَهُ بالمَكْرُوهِ ومنْهُ قَوْلُ رُؤْبَةَ : .
" بأنَّ أقْوَالَ العَنِيفِ المِفْشَغِ .
" خَلْطٌ كخَلْطِ الكَذِبِ المُمَغْمَغِ أو هُو الّذِي يَقْدَعُ الفَرَسَ ويَقْهَرُهُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ أوْ يَفْدَحُ والأُولَى الصوابُ .
والمُفْشِغُ كمُحْسِنٍ : الرَّجُلُ المَنُونُ القَلِيلُ الخَيْرِ وقد أفْشَغَ : إذا قَلَّ خَيْرُه .
والأفْشَغُ : كَبْشٌ ذَهَبَ قَرْناهُ كذا وكذا .
وأفْشَغَ زَيْداً السَّوْطَ أي ضَرَبَه بهِ وكذا أفْشَغَهُ بهِ .
وقالَ الأصْمَعِيُّ : فَشَّغَهُ النَّوْمُ تَفْشِيغاً : غَلَبَهُ وعَلاهُ وكَسَّلَه وأنْشَدَ لأبي دُؤَادٍ : .
فإذا غَزَالٌ عاقِدٌ ... كالطَّبْيِ فَشَّغَه المَنَامُ وانْفَشَغَ الشَّيءُ : ظَهَرَ وكَثُرَ .
وتَفَشَّغَ الرَّجُلُ : لَبِسَ أخَسَّ ثِيَابِه وفي نُسْخَةٍ : أخْشَنَ ثِيَابِه .
ومنْهُ حديثُ عُمَرَ Bه : أنَّ وَفْدَ البَصْرَةِ أتَوْهُ وقدْ تَفَشَّغُوا فقالَ : ما هذهِ الهَيْئَةُ ؟ فقالُوا : تَرَكْنَا الثِّيَابَ في العِيَابِ وجِئْناكَ قالَ : الْبَسُوا وأمِيطُوا الخُيَلاءَ قالَ شَمِرٌ : أي لَبِسُوا أخْشَنَ ثِيابِهِمْ ولمْ يَتَهَيَّؤا للِقائِهِ وقالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الفائِقِ : أنا لا آمَنُ أنْ يَكُونَ مُصَحَّفاً منْ تَقَشَّفُوا والتَّقَشُّفُ : أن لا يتعَاهَدَ الرَّجُلُ نَفْسَهُ قالَ : فإنْ صَحَّ ما رَوَوْهُ فَلَعَلَّ مَعْنَاهُ أنَّهُم لَمْ يَحْتَفِلُوا في المَلابِسِ وتَثَاقَلُوا في ذلكَ لمَا عَرَفُوا منْ خُشُونةِ عمَر Bه .
وتَفَشَّغَ فيهِ الشَّيْبُ أو الدَّمُ : انْتَشَرَ وكَثُرَ فيه لَفٌّ ونَشْرٌ مُرَتَّبٌ فالانْتِشَارُ للشَّيْبِ والكَثْرَةُ للدَّمِ يُقَالُ : تَفَشَّغَ فيهِ الدَّمُ أي : غَلَبَهُ وتَمَشَّى في بَدَنِه ومنهُ قَوْلُ طُفَيْلٍ الغَنَوِيِّ : .
وقَدْ سَمِنتْ حتى كأنَّ مَخاضَها ... تَفَشَّغَهَا ظَلْعٌ ولَيْسَتْ بظُلَّعِ وتَفَشَّغَ الرَّجُلُ المَرْأَةَ : دَخَلَ بَيْنَ رِجْلَيْهَا ووقَعَ عليهَا وافْتَرَعَهَا