قلت : وقد تَقَدَّم في أَدَب ما يَتَعَلَّق بِذلِكَ فَرَاجِعْ هُنَاكَ . وفي نوادر الأَعراب : رَجُلٌ أَزْبَة وقومٌ أَزْبٌ إِذا كان جَلْداً . ورَكَبٌ إِزْيَبٌّ كقِرْشَبٍّ : عظِيمٌ . يُقَالُ : إِنَّه لإِزْيَبُّ البَطْشِ أَي شَدِيدُهُ . والإِزْيَبَّةُ كقِرْشَبّه : البَخِيلَة المُتَشَدِّدَة . ظَنَّ شَيْخُنا أَنَّه الإِزْيَبَة بتَخْفِيفِ البَاءِ فقال : لو قال بعد اللئيم : وهِيَ بِهاء كَفَى . ولَيْسَ كَذَلِك وما ضَبطْنَاه على الصَّواب ومِثْلُه في التكملة . يقال : تَزَيَّبَ لَحمُه وتَزَيَّمَ إِذا تَكَتَّلَ واجْتَمَعَ . والزَّيْبُ : ة بِسَاحِلِ بَحْرِ الرُّومِ قَرِيبَة من عَكَّا هكذا قاله السَّمْعَانِيّ . مِنْها القَاضِي الأَجَلّ الحَسَنُ بن الهَيْثَم ابْنِ عَلِيّ بْنِ الحَسَنِ بْنِ الفَرَج الغَزّيّ رَوَى وحَدَّثَ . ومنهم مَنْ قَالَ إِنَّها بالنُّونِ بَدَلَ التَّحْتِيَّة وهو خطأٌ والصّوَابُ مَا ذَكرْنَا . ورجل زَيْبٌ : جَلْدٌ قَوِيٌّ . وفي حاشِيَة الجَلاَلِ السُّيُوطيّ عَلَى البَيْضَاوِيّ نقْلاً عن الخَطِيبِ التِّبْرِيزيّ في شرح الحَمَاسَة : .
أَيا ابْنَ زَيَّابَةَ إِنْ تَلْقَنِي ... لا تَلْقَنِي في النَّعَم العَازِبِ قال : ابنُ زَيَّابَةَ اسمه سَلَمة بْنُ ذُهْل وزيَّابَةُ : اسْمُ أُمِّه . قال الجَلاَلُ : ووقع في حَاشِيَة الطِّيبيّ أَن زَيَّابَة اسْمُ أَبِي الشَّاعِر وَهُوَ وَهَمٌ .
فصل السين المهملة .
سأب .
سَأَبَه كَمَنَعَه يَسْأَبُه سَأْباً : خَنَقه أَو سأَبَه : خَنَقَه حَتَّى قَتَلَه وعِبَارَة الجوهريّ : حَتَّى يَمُوت . وفي حديث المَبْعَثِ فأَخَذَ جِبْرِيلُ بحَلْقِي فسَأَبَنِي حتَّى أَجْهَشْتُ بِالْبُكَاءِ . أَرادَ خَنَقَني . وقَالَ ابن الأَثِير : الثَّأْبُ : العَصْرُ في الحَلْق كالخَنْق وسَيَأْتي في سَأَت . سَأَبَ مِنَ الشَّرَابِ يَسْأَب سَأْباً : رَوِي كَسَئِب كفَرِح سَأَباً . وسَأَبَ السِّقَاءَ : وَسَّعَه . والسَّأْبُ : الزِّقُّ أَي زِقُّ الخَمْرِ أَو العَظِيمُ مِنْهُ وقِيلَ : هو الزِّقُّ أَيّاً كَانَ أَو هُوَ وِعَاءٌ من أَدَمٍ يُوضَعُ فِيه الزِّقُ ج سُؤوبٌ . وقَوْلُه : .
إِذا ذُقْتَ فَاهَا قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ ... أُرِيدَ بِه قَيْلٌ فغُودِرَ في سَابِ إِنَّمَا هُوَ فِي سَأْبِ فأَبْدَلَ الهَمْزَةَ إِبْدَالاً صَحِيحاً لإِقامَةِ الرِّدْفِ . كالمِسْأب في الكُلِّ كمِنْبَر قال سَاعِدَةُ بْنُ جُؤَيَّةَ : .
مَعَه سِقَاءٌ لا يُفَرِّطُ حَمْلَه ... صُفْنٌ وأَخْرَاصٌ يَلْحْنَ ومِسْأَبُ أَوْ هُوَ سِقَاءُ العَسَلِ كما في الصّحَاحِ . وقال شَمِر : المِسْأَبُ أَيْضاً : وِعَاءٌ يُجْعَلُ فِيهِ العَسَلُ . وفي شِعْرِ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيِّ يَصِفُ مُشْتَارَ العَسَلِ : .
تأَبَّطَ خَافَةً فِيهَا مِسَابٌ ... فأَصْبَحَ يَقْتَرِي مَسَداً بِشِيقِ مِسَابٌ كَكِتَابٍ . أَرادَ مِسْأَباً فخفَّفَ الهمزةَ على قَوْلهم فيما حَكَاه بَعْضُهم وأَرَادَ شِيقاً بمَسَدِ فَقَلَب . وقَوْلُ شَيْخِنا : فكأَنَّه يَقُولُ إِنَّه صَحَّفَه وهو بَعِيدٌ لَيْسَ بِظَاهِرٍ كما لا يَخْفَى . المِسْأَب كمِنْبَرٍ : الرَّجُلُ الكَثِير الشُّرْبِ لِلْمَاءِ كما يُقَالُ مِنْ قَئِبَ مِقْأَبٌ . يقال : إِنَّهُ لَسُوبَانُ مَالِ بالضَّمِّ أَي إِزاؤُه أَي فِي حَوَالَيْه . والمَعْنَى أَيْ حَسَنُ والحِفْظِ لَهُ والقِيَامِ عَلَيْه كما حَكَاه ابْنُ جِنّى وقَالَ : هو فُعْلاَن من السَّأْبِ الَّذِي هُوَ الزِّقُّ ؛ لأَنَّ الزِّقَّ إِنَّمَا وُضِع لِحفْظِ مَا فِيه . كَذَا في لِسَان العَرَب .
سبب .
سَبّه سَبّاً : قَطَعَه . قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِيّ : .
فما كَانَ ذَنْبُ بَنِي مَالِكٍ ... بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلاَمٌ فَسَبّْ .
عَرَاقِيبُ كُومٍ طِوَالِ الذُّرَى ... تَخِرُّ بَوَائكُهَا للرُّكَبْ بأَبْيَضَ ذِي شُطَبٍ باتِرٍ يَقُطُّ العِظَامَ ويَبْرى العَصَبْ