والصبّاغُ : الكَذّابُ ومنهُ الحديثُ : كِذْبَةٌ كَذَبَهَا الصَّبّاغُونُ ويُرْوَى الصّيّاغُونُ ويُرْوَى الصّواغُونَ وهُوَ الّذِي يُلَوِّنُ الحديثُ ويَصْبُغُه ويُغَيِّرُه وعن أبي هُرَيرةَ Bه رَفَعَهُ : أكْذَبُ النّاسِ الصَّبّاغُونَ والصّوَاغُونَ : قالَ الخَطّابِيُّ : مَعْنَى هذا الكَلامِ أنَّ أهْلَ هاتَيْنِ الصِّناعَتَيْنِ تَكْثُر منْهُم المَوَاعِيدُ في رَدِّ المَتَاعِ وضَرْبِ المَوَاقيتِ فيهِ ورُبَّمَا وَقَعَ فيهِ الخُلْفُ فقيلَ على هذا : إنَّهُم منْ أكْذَبِ النّاسِ قالَ : ولَيْسَ المَعْنَى أنَّ كُلَّ صائِغٍ وصَبّاغٍ كاذِبٌ ولكِنَّهُ لمّا فَشَا هذا الصَّنِيعُ منْ بَعْضِهِمْ أُطْلِقَ على عامَّتِهِمْ ذلكَ إذْ كانَ كُلُّ واحِدٍ مِنْهُمْ برَصْدِ أنْ يُوجَدَ ذلكَ منْهُ قالَ : وقيلَ : إنَّ المُرادَ بهِ صِياغَةُ الكَلامِ وصَبْغَتُه وتَلْوِينُه بالبَاطِلِ كما يُقال : فُلانٌ يَصُوغُ الكَلامَ ويُزَخْرِفُه ونَحْوُ ذلكَ منَ القَوْلِ .
وابْنُ الصَّبّاغِ صاحِبُ الشّامِلِ هُوَ : أبو نَصْرٍ عبدُ السَّيِّدِ بنُ مُحَمَّدٍ الفَقِيهُ الشّافِعِيُّ المَشْهُورُ .
والصُّبْغَةُ بالضَّمِّ : البُسْرَةُ قدْ نَضِجَ بَعْضُها تَقُولُ : قدْ نَزَعْتُ منَ النَّخْلَةِ صُبْغَةً أو صُبْغَتَيْنِ وهُو بالصّادِ أكْثَرُ .
وكأمِيرٍ : صَبيغُ بنُ عُسَيْلٍ هكذا عُسَيْل في سائِرِ النُّسَخِ ففي بَعْضِها كزُبَيْرٍ وفي بَعْضِها كأمِيرٍ وكِلاهُمَا خَطَأٌ والصَّوابُ عِسْلٌ بكَسْرِ العَيْنِ كما ضَبَطَهُ الحافِظُ في التَّبْصِيرِ : وسَيَأْتِي للمُصَنِّفِ ذلكَ في اللامِ حَدَّثَ عنهُ ابنُ أخيهِ عِسْلُ بنُ عبدِ اللهِ بن عِسْلٍ وقالَ ابنُ مَعِينٍ : بَلْ هُوَ صَبيغُ بنُ شَرِيكٍ قال الحافِظُ : القَوْلانِ صَحِيحَانِ وهُوَ صَبِيغُ بنُ شَرِيكِ بنِ المُنْذِرِ بنِ قَطَنِ بنِ قِشْعِ بنِ عِسْلِ بنِ عَمْرو بنِ يَرْبُوعِ التَّمِيميُّ فمنْ قالَ : صَبيغُ بنُ عِسْلٍ فقَدْ نَسَبَه إلى جَدِّهِ الأعْلَى ولَهُ أخٌ اسمُه رَبِيعَةُ شهِدَ الجَمَلَ وهُوَ الّذِي كانَ يُعَنِّتُ النّاسَ بالغَوَامِضِ والسُّؤالاتِ منْ مُتَشَابِهِ القُرْآن فنَفَاهُ عُمَرُ Bه إلى البَصْرَةِ بَعْدَ ضَرْبِهِ وكتبَ إلى والِيها ألا يُؤْوِيَهُ تأْدِيباً ونَهى عنْ مُجَالَسَتِه .
وصُبَيْغٌ كزُبَيْرٍ : ماءٌ لبنَي مُنْقِذِ بنِ أعْيَا منْ بَنِي أسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ .
وصُبَيْغَاءُ كحُمَيْراءَ : ع قُرْبَ طَلْح منَ الرَّمْلِ وقد سَبَقَ في الحاءِ أنَّ طَلَحَا بالتَّحّرِيكِ : مَوْضِعٌ دُونَ الطّائِفِ وبالإسْكَانِ : بَيْنَ بدْرٍ والمَدِينَةِ والمُرَادُ هُنَا هُوَ الأخِيرُ ووَجْدْتُ في المُعْجَمِ لأبي عُبَيدٍ وغَيرِه ما نَصّهُ : صَبْغَاءُ كحَمْراءَ : ناحِيَةٌ بالحِجَازِ وناحيَةٌ باليَمَامَةِ وقالَ في طَلْح بالإسْكانِ أيْضاً : إنَّه مَوْضِعٌ بينَ مَكَّةَ واليَمَامَةِ ولكنَّ الصّاغَانِيُّ ضَبَطَهُ بالتَّصْغِيرِ وإيّاهُ قَلَّدَ المُصَنِّف وبِهَا عرَفْتَ أنَّ الصَّوابَ في المَوْضِعِ صَبْغَاءُ كحَمْرَاءَ فتأمَّلْ .
وأصْبَغَ عَلَيْهِ النِّعْمَةَ : لُغَةٌ في أسْبَغَها بالسِّينِ .
ومن المَجَازِ : أصْبَغَتِ النَّخْلَةُ : إذا ظَهَرَ في بُسْرِهَا النُّضْجُ فهِيَ مُصْبِغٌ .
وأصْبَغَتِ النّاقَةُ : إذا ألْقَتْ وَلَدَها وقَدْ أشْعَرَ كصَبَّغَتْ تَصَبيغاً فيهِمَا أي : في الناقَةِ والنَّخْلَةِ قالَ الأزْهَرِيُّ : ومنَ العَرَبِ منْ يَقُولُ : صَبَّغَتِ النّاقَةُ وهِيَ مُصَبِّغٌ بالصادِ والسِّينُ أكْثَرُ وقد تقدَّمَ عن الأصْمَعِيِّ . وأمَّا التَّصْبِيغُ في النَّخْلَةِ فلَمْ يُعْرَفْ و الّذِي ذكَرَهُ الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وصاحبُ اللِّسانِ : صَبَّغَتِ البُسْرَةُ تَصْبِيغاً : مِثْلُ ذَنَّبَتْ وعِبَارَةُ الأسَاسِ : صَبَّغَتِ الرُّطَبَةُ : مِثْلُ تَلَوَّنَتْ وبهذا تَعْرِفُ ما في كلامِ المُصَنِّف من المُخالفَةِ لنُصُوصِ الأئِمَّةِ زادَ الزَّمَخْشَرِيُّ : وهُوَ مجازٌ