قلتُ : وسيأْتِي من الشِّجاجِ : الجائِفَةُ وهي : الّتِي تَصِلُ إلى الجَوْفِ والحالِقَةُ : الّتِي تَقْشِرُ الجِلْدَ منَ اللَّحْمِ وسَبَقَ أيْضاً المِلْطَاءُ والمِلْطَاءَةُ والواضِحَةُ وهِيَ المُوضِحَةُ فيكُونُ الجَمِيعُ خَمْسَةَ عَشَرَ فتأمَّلْ : ومنْهُمْ منْ زادَ البازِلَةَ وهِيَ المُتَلاحِمَةُ لأنَّهَا تَبْزِلُ اللَّحْمَ أي تشُقُّه والمَنْقُوشَةُ الّتِي تُنْقَشُ منْهَا العِظَامُ أي : تُخْرَجُ فتَكُونُ سِتّةَ عَشَرَ .
والدّامِغَةُ : طَلْعَةٌ تَخْرُجُ من شَظِيّاتِ القُلْبِ بضَمِّ القافِ أي قُلْبِ النَّخْلَةِ طَوِيلَةٌ صُلْبَةٌ إنْ تُرِكَتْ أفْسَدَتِ النَّخْلَةَ فإذا عُلِمَ بها امْتُضِحَتْ .
وقالَ الأصْمَعِيُّ : الدّامِغَةُ : حَدِيدَةٌ فَوْقَ مُؤْخِرَةِ الرَّحْلِ وتُسَمَّى هذه الحَدِيدَةُ أيْضاً : الغاشِيَةَ قالَ ذُو الرُّمَّةِ : .
فَرُحْنَا وقُمْنَا والدَّوَامِغُ تَلْتَظِي ... على العِيسِ منْ شَمْسٍ بطَيءٍ زَوَالُها وقالَ ابنُ شُمَيْل : الدَّوامِغُ : على حاقِّ رُؤُوسِ الأحْناءِ منْ فَوْقِهَا واحِدَتُها دامِغَةٌ ورُبَّما كانَت منْ خَشَب وتُؤْسَرُ بالقِدِّ أسْراً شَدِيداً وهِيَ الحَذَارِيفُ واحِدُهَا خُذْرُوفٌ وقَدْ دَمَغَت المَرْأَةُ حَوِيَّتَها تَدْمَغُ دَمْغاً قالَ الأزْهَرِيُّ : الدّامِغَةُ إذا كانتْ منْ حَديدٍ عُرِّضَتْ فَوْقَ طَرَفَيِ الحِنْوَيْنِ وسُمِّرَتْ بمِسْمَارِينِ والخَذارِيفُ تُشَدُّ على رُؤُوسِ العَوَارِضِ لئلا تَتَفَكّكَ .
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : الدّامِغَةُ : خَشَبَةٌ مَعْرُوضَةٌ بَيْنَ عَمُودَيْنِ يُعَلَّقُ عليْهَا السِّقَاءُ .
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : دَمِيغُ الشَّيْطانِ كأمِيرٍ : لَقَب وفي الجَمْهَرَةِ : نَبْزُ رَجُلٍ منَ العَرَبِ م مَعْرُوف كأنَّ الشَّيْطانَ دَمَغَهُ .
ومن المَجَازِ : دَمَغَهُمْ بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ أي : ذَبَحَ لهُم شاةً مَهْزُولَةً ويُقَالُ : سَمِينَةً وعليهِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وحَكَاهُ اللِّحْيَانِيِّ وقالَ : يَعْنِي بمُطْفِئَةِ الرَّضْفِ : الشَّاةَ المَهَزْولَةَ قالَ ابنُ سيدَه : ولمْ يُفَسِّرْ دَمَغَهُم إلا أن يَعْنِيَ غَلَبَهُمْ . قلتُ : وفَسَّرَهُ ابنُ عَبّادٍ والزَّمَخْشَرِيُّ بما قالَهُ المُصَنِّف وقدْ مَرَّ شَيءٌ من ذلكَ في طفأ وفي جدس .
وقالَ ابنُ عبادٍ : الدّامُوغُ : الّذِي يَدْمَغُ ويَهْشِمُ .
قال : وحَجَرٌ دَامُوغَةٌ والهاءُ للمُبَالَغَةِ وأنْشَدَ الأصْمَعِيُّ لأبي حِماسٍ : .
" تَقْذِفُ بالأُثْفِيَّةِ اللَّطّاسِ .
" والحَجَرِ الدّامْوغَةِ الرَّدّاسِ وقالَ أبو عمرو : أدْمَغَهُ إلى كذا أي : أحْوَجَهُ وكذلكَ أدْغَمَهُ وأحْرَجَهُ وأزَأمَهُ وأجْلَدَهُ كُلُّ ذلكَ بمَعْنىً واحِدٍ قالَهُ في نوادِرِه .
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : دَمَّغَ الثَّرِيدَةَ بالدَّسَمِ تَدْمِيغاً : لَبَّقَها بهِ وهُوَ مجازٌ كما في الأساسِ .
والمُدَمَّغُ كمُعَظَّمٍ : الأحْمَقُ كأنَّ الشَّيْطانَ دَمَغَهُ منْ لَحْنِ العَوَامِّ وقالَ ابنُ عَبّادٍ : وهُوَ كلامٌ مُسْتَهْجَنٌ مُسْتَرْذَلٌ وصَوَابُه الدَّمِيغُ أو المَدْمُوغُ . وفي النّامُوس : يَصِحُّ أنْ يَكُونَ المُدَمَّغُ مُبالَغَةً في الدَّمِيغِ والمَدْمُوغِ فلا يَكُونُ لَحْناً قالَ شَيْخُنا : فيهِ نَظَرٌ : إذْ هذا يَتَوَقَّفُ على ضبط مدمغ هَلْ هُوَ كمُكْرَمٍ أو كمَقْعَدٍ أو كمَجْلِسٍ أو كمِنْبَرٍ ولا يَصِحُّ هذا التَّأْوِيلُ إلا إذا كانَ كمِنْبَرٍ لأنَّه الّذِي يَكُونُ للمَبالغَةِ كمِسْعَرِ حَرْبٍ ونَحْوِه على أنَّ التَّحْقيقَ أنَّه يَتَوَقَّفُ على السَّمَاعِ وهُوَ مَضْبُوطٌ في نُسَخٍ صَحِيحَةٍ مُدَمِّغ كمُحَدِّثٍ ومِثْلُه لا دَلالَةَ فيهِ على المُبَالَغَةِ بالكُلِّيَّةِ فتأمَّلْ