شَيْخُنا وجَزَمَ الشِّهَابُ وغيرُه بأنَّ الأفْصَحَ منها هُوَ النِّطَعُ كعِنَبٍ وحكى الزَّرْكَشِيُّ فيهِ سَبْعَ لُغاتٍ أكْثَرُهَا في شُرُوحِ الفَصيحِ وبها يُعْلَمُ قُصُورُ المُصَنِّف .
قلتُ : وفي أمالي ابنِ بَرِّيّ : أنْكَرَ أبو زِيادٍ نَطْعٌ وأنْكَرَ عليُّ بنُ حَمْزَةَ نَطَع وأثْبَتَ نِطْع وحَكَى ابنُ سِيدَه عن ابنِ جِنِّي قالَ : اجْتَمَعَ أبو عَبْدِ اللهِ بنُ الأعرابِيِّ وأبو زِيَادٍ الكِلابِيُّ على الجسْرِ فسَألَ أبو زِيادٍ ابا عَبْدِ اللهِ عنْ قَوْلِ النّابِغَةِ .
" على ظَهْرِ مَبْنَاةٍ جَدِيدٍ سُيُورُها فقالَ أبو عبْدِ اللهِ : النَّطْعُ بالفَتْحِ فقالَ أبو زِيادٍ : لا أعْرِفُه فقالَ : النِّطْعُ بالكَسْرِ فقالَ أبو زِيادٍ : نَعَمْ انتهى . وأنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ للرّاجِزِ : .
" يَضْرِبْنَ بالأزِمَّةِ الخُدُودَا .
" ضَرْبَ الرِّيَاحِ النِّطَعَ المَمْدُودَا ج : أنْطاعٌ ونُطُوعٌ كما في الصِّحاحِ والعُبابِ وجَمْعُ النَّطْعِ بالفَتْحِ : أنْطُعٌ كأفْلُسٍ كما في اللِّسَانِ .
والنِّطَْعُ بالكَسْرِ وكعِنَبٍ كما في العُبَابِ والصِّحاحِ قال : يُخَفَّفُ ويُثَقَّلُ وزادَ في اللِّسَانِ : النَّطَعُ والنَّطَعَةُ بالتَّحْرِيكِ فيهمَا : ما ظَهَرَ منَ الغارِ أيْ من غارِ الفَمِ الأعْلَى وهِيَ الجِلْدَةُ المُلْتَزِقَةُ بعَظْمِ الخُلَيْقاءِ فيهِ آثارٌ كالتَّحْزِيزِ وهُنَاكَ مَوْقِعُ اللِّسَانِ في الحَنَكِ ج : نُطُوعٌ لا غَيْرُ ويُقَالُ لمَرْفَعِه من أسْفَلِه : الفِرَاشُ وإليْه نُسِبَ الحُرُوف النِّطْعِيَّة وهي : الطاءُ والدالُ والتاءُ يجْمَعُها قولُكَ : طَدَتْ سُمِّيَتْ لأنَّ مَبْدَأهَا منْ نِطْعِ الغارِ الأعْلَى .
ونِطاعُ القَوم بالكَسْرِ : جَنابُهُمْ عن أبي سَعِيدٍ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : خِيامُهُم وهو غَلَطٌ وقالَ أيْضاً : أو أرْضُهُم يُقَالُ : وطِئْنَا نِطَاعَ بَنِي فُلانٍ أي : أرْضَهُمْ .
ونَطاع كقَطامِ وكِتابٍ : ة بالبَحْرَينِ لبَنِي رزاحٍ .
ونَطاعٌ بالتَّثْلِيثِ : ع قالَ رَبِيعَةُ بنُ مَقْرُومٍ الضَّبِّيُّ : .
وأقْرَبُ مَوْرِدٍ منْ حَيْثُ راحَا ... أُثالٌ أوْ غُمازَةُ أو نُطَاعُ وقالَ الحارِثُ بنُ حِلِّزَةَ اليَشْكُرِيُّ : .
لَمْ يُخَلُّوا بَنِي رِزاح ببَرْقا ... ءِ نَطُاعٍ لَهَمْ عَلَيْهِمْ دُعاءُ ونُطاعٌ كغُرَابٍ : ماءٌ في بِلادِ بَنِي تَميمٍ : وضَبَطَهُ الأزْهَرِيُّ كقَطامِ قالَ : يُقَالُ : شَرِبَتْ إبِلُنَا منْ ماءِ نَطاعِ وهِيَ رَكِيَّةٌ عَذْبَةُ الماءِ غَزيرَتُه .
والنِّطاع ككِتَابٍ : وادٍ : كُلُهَا أي : مما ذُكِرَ من المَواضعِ والأوْدِيَةِ باليَمَامَةِ على قَوْلِ منْ جَعَلَ البَحْرَينِ واليمَامَةَ عَمَلاً واحداً .
وقالَ ابنُ الأعْرَابِيّ : النُّطَاعَةُ والقُطَاعَةُ والقُضَاضَةُ بالضَّمِّ : اللُّقْمَةُ يُؤْكَلُ نِصْفُها فتُرَدُّ إلى الخِوَان وهُوَ عَيْبٌ ومِنْهُ يُقَالُ : فُلانٌ ناطِعٌ لاطِعٌ قاطِعٌ .
قالَ : والنُّطُعُ بضَمَّتَيْنِ : المُتَشَدِّقُونَ في القَوْلِ كأنَّهُم يَرْمُونَ بلِسانِهِمْ إلى نِطْعِ الفَمِ وهُوَ مجازٌ .
وقالَ أبو ليلى : النَّطّاعُ كشَدّادٍ : منْ يَتَنَطَّعُ الطَّعَامَ في نِطْعِه .
وقالَ ابنُ عَبّادٍ : بَياضٌ ناطِعٌ أي : خالِصٌ مِثْلُ ناصِع .
وقالَ أبو عُمَرَ الزاهِدُ : نُطِعَ لَوْنُه كعُنِيَ : تَغَيَّرَ .
ومن المَجَازِ : تَنَطَّعَ في الكَلامِ وغَيْرِه أي : تَعَمَّقَ فيهِ وقيلَ : غَالَى ومنْهُ الحَديثُ : هَلَك المُتَنَطِّعُونَ وهُمُ المُتَعَمِّقُونَ الغالُون والَّذينَ يتكَلَّمُونَ بأقْصَى حُلُوقِهِمْ تَكَبُّراً قالَ ابنُ الأثِيرِ : هُوَ مأخُوذٌ من النِّطْعِ وهو الغارُ الأعْلَى في الفَمِ قال : ثُمَّ استْعُمِلَ في كُلِّ تَعَمُّقٍ قَوْلاً وفِعْلاً ومنهُ حَديثُ عُمَرَ رضيَ اللهُ عنه لَنْ تَزَالُوا تَنَطُّهَ أهْلِ العِراقِ أي تتَكَلَّفُوا القَوْلَ والعَمَلَ وقيلَ : أرادَ بهِ هاهُنَا الإكْثَارَ منَ الأكْلِ والشُّرْبِ والتَّوَسُّعَ فيهِ حتى يَصِلَ إلى الغَارِ الأعْلَى ويُسْتَحَبُّ للصائِمِ أنّ يُعَجِّلَ الفِطْرَ بتَناوُلِ القَلِيلِ منَ الفَطُورِ