وقالَ أبو ليْلَى : تَنَاوَلَ رَجُلٌ منْ بَيْنِ يَدَيْ مُعَاوِيَةَ من مُخَّة كانَ يأْكُلُهَا فقالَ : منْ أجْدَبَ انْتَجَعَ .
ومن المَجَازِ : انْتَجَع فُلاناً : إذا أتاهُ طالِباً مَعْرُوفَه قال ذُو الرُّمَةِ يَمْدَحُ بِلالَ بنَ أبي بُرْدَةَ : .
سَمِعْتُ النّاسَ يَنْتَجِعُونَ غَيْثاً ... فقُلْتُ لِصَيْدَحَ انْتَجِعِي بِلالا كتَنَجَّع فيهِمَا أي في طَلَبِ الكَلإِ والمَعْرُوفِ وفي حديث بُدَيْلِ بنِ وَرْقَاءَ لَيْلَةَ فَتْحِ مَكَّةَ : هذه هَوازِنُ تَنَجَّعَتْ أرْضَنا .
والمُنْتَجَعُ بفتحِ الجِيمِ : المَنْزلُ في طَلَبِ الكَلإِ كما في الصِّحاحِ والمَحْضَرُِ : المَرْجِعُ إلى المِياهِ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : نَجِعَ كفَرِحَ يَنْجَعُ في مَعْنَى انْتَجَعَ نَقَله الجَوْهَرِيُّ عن يَعْقُوبَ .
وهؤلاءِ قَوْمٌ ناجِعَةٌ ونَواجِعُ وقَدْ نَجَعُوا الأرْضَ منْ حَدِّ مَنَع .
والمَنْجَعُ : المُنْتَجَعُ والجَمْعُ المَنَاجِعُ قالَ ابنُ أحْمَرَ : .
كانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا وجانِبُهَا ... والقُفُّ ممّا تَرَاهُ فَوْقَهُ دَرَرَا وكذلكَ : نَجَعَتِ الإبِلُ والغَنَم المَرْتَعَ كانْتَجَعَتْهُ .
واسْتَعْمَلَ عَبِيدٌ الانْتِجَاعَ في الحَرْبِ لأنَّهُم إنَّمَا يَذْهَبُونَ في ذلكَ إلى الإغَارَةِ والنَّهْبِ فقالَ : .
فانْتَجَعْنَ الحارثَ الأعْرَجَ في ... جَحْفَلٍ كاللَّيْلِ خَطّارِ العَوالِي ويُقَالُ : هُوَ نُجَْعتِي : أي : أمَلِي على المثلِ .
ونَجَعَ فيهِ الدّواءُ وأنْجَعَ ونَجَّعَ : نَفَعَ يَنْجَعُ ويَنْجِعُ .
وطَعامٌ ناجِعٌ ومُنْجِعٌ : إذا اسْتُمْرِئَ ونَفَعَ .
وماءٌ ناجِعٌ ونَجِيعٌ : مَرِئَ .
والنَّجِيعُ : ما نَجَعَ في البدَنِ منْ طَعامٍ أو شَرَابٍ نَقَله الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ لِمَسْعُودٍ أخي ذي الرُّمَةِ : .
وقدْ عَلِمَتْ أسْمَاءُ أنَّ حَدِيثَها ... نَجِيعٌ كما ماءُ السَّمَاءِ نَجِيعُ وتَنَجَّعَ : تَلَطَّخَ بالدَّمِ .
ونَجُوعُ الصَّبِيِّ : هُوَ اللَّبَنُ .
ونُجِعَ الصَّبِيُّ بلَبَنِ الشّاةِ إذا غُذِيَ بهِ وهوَ مجازٌ .
وأنْجَعْتُ الإبِلَ : ألْقَمْتُها النَّجُوعَ لُغَةٌ في نَجَعْتُ عن ابنش القَطّاعِ .
والنَّجْعُ بالفَتْحِ : بَيْتٌ منْ شَعَرٍ جَمْعُه النُّجُوعُ كَبدْرٍ وبُدُورٍ يُقَالُ : هذا نَجْعُ بَنِي فُلانٍ يُطْلَقُ على مَواضِعِ النُّجْعَةِ .
وقَدْ سَمَّوْا مُنْتَجِعاً .
نخع .
نَخَعَ لي فُلانٌ بحَقِّي كمَنَعض نُخُوعاً أي : أقَرَّ وأذْعَنَ عن ابْنِ الأعْرابِيِّ وكذلكَ بَخَعَ بالباءِ كما تَقَدَّمَ .
وقالَ ابنُ دُرَيْدٍ : نَخَعَ الشَّاةَ يَنْخَعُها نَخْعاً : سَلَخَها ثُمَّ وَجَأهَا في نَحْرِهَا لِيَخْرُجَ دَمُ القَلْبِ كما في العُبابِ وقالَ غَيْرُه : نَخَعَها نَخْعاً : قَطَعَ نُخاعَهَا وفي الحَديثِ : ألا لا تَنْخَعُوا الذَّبِيحَةَ حتى تَجِبَ يُقَالُ : ذَبَحَهَا فنَخَعَها نَخْعاً أي : جاوَزَ مُنْتَهَى الذَّبْحِ فأصابَ نُخاعَها وذلكَ إذا عَجِلَ الذّابِحُ فأصَابَ القَطْع إلى النُّخَاعِ وتأوِيلُ الحديثِ : أي : لا تَقْطَعُوا رَقَبَتَها وتَفْصِلُوهَا قَبْلَ أنْ تَسْكُنَ حَرَكَتُهَا .
ونَخَعَ فُلاناً الوُدذَ والنَّصِيحَةَ : أخْلَصَهُما لَهُ كما في العُبَابِ والصِّحاحِ واللِّسانِ وهو مجازٌ .
والنّاخِعُ : العالِمُ وقيلَ : هو المُبِينُ للأمُورِ وقيلَ : هُوَ الّذِي قَتَلَ الأمْرَ عِلْماً الأخِيرُ عن ابنِ الأعْرابِيِّ وهُوَ مجازٌ وبهِ فُسِّرَ قَوْلُ شُقْرانَ السَّلامانِيِّ : .
إنَّ الّذِي رَبَّضْتُمَا أمْرَهُ ... سِرّاً وقَدْ بَيَّنَ للنّاخِعِ .
لكالَّتِي يحْسَبِهُا أهْلُهَا ... عَذْراءَ بكْراً وهْيَ في التّاسِعِ