لَوْ أُطْعِمُوا المنَّ والسَّلْوى مَكانَهُم ... ما أبْصَرَ النّاسُ طُعْماً فيهِمْ نُجَعَا ونَجعَ العَلَفُ في الدّابَةِ نُجُوعاً : أثَّرَ ولا يُقَالُ : أنْجَعَ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ .
ومن المَجَازِ : نَجَعَ الوَعْظُ والخِطَابُ فيهِ أي : عَمِلَ فيهِ ودَخَلَ فأثَّرَ وقَوْلُه : الخِطَابُ هكذا هُوَ في العُبَابِ والأساسِ واللِّسَانِ وسائِرِ نُسَخِ الصِّحاحِ بالطّاءِ ووجِدَ بخَطِّ أبي زكريّا في الحاشِيَة الخِضابِ وقدْ صَحَّحَ عليه كأنْجَعَ ونَجَّعَ .
ويُقَالُ : هذا طَعَامٌ يُنْجَعُ عَنْه ويُنْجَعُ بهِ ويُسْتَنْجَعُ بهِ ويُسْتَرْجَعُ عنهُ وذلكَ إذا نَفَعَ ويُسْتَمْرَأُ بهِ ويُسْمَنُ عَنْهُ وكذلكَ الرِّعْيُ .
وماءٌ نَجُوع كصَبُورٍ كما يُقَالُ : نمِيرٌ كما في الصِّحاحِ وأنْشَدَ الصّاغَانِيُّ لأرْطاةَ بنِ سُهَيَّةَ : .
مَرَرْن على ماءِ الغِمَارِ فماؤُه ... نَجُوعٌ كما ماءُ السّمَاءِ نَجُوعُ والنَّجُوعُ : المَديدُ عن ابنِ السّكِّيتِ وهوَ : ماءُ بِبَزْرٍ أو دَقيقٍ تُسْقَاهُ الإبِلُ وقَدْ نَجَعْتُها إيّاهُ ونَجَعْتُها بهِ كمنَعَ أي : عَلَفْتُها بهِ .
والنُّجْعَةُ بالضَّمِّ طلبُ الكلإِ في مَوْضِعهِ تَقُولُ مِنْهُ : انْتَجَعْتُ كما في الصِّحاحِ ج : النُّجَعُ بضَمٍّ ففَتْحٍ ومِنْهُ قيلَ لِقَومٍ : بِمَ كثُرَتْ أمْوالُكُم ؟ فقالُوا : أوْصانَا أبُونَا بالنُّجَعِ والرُّجَعِ وقد تَقَدَّم في رجع وقالَ الأزْهَرِيُّ : النُّجْعَةُ عندَ العَرَبِ : المَذْهَبُ في طَلَبِ الكَلإِ في مَوْضِعِه والبادِيَةُ تُحْضَرُ مَحاضِرُها عِنْدَ هَيْجِ العُشْبِ ونَقْصِ الخُرَفِ وفَنَاءِ ماءِ السّماءِ في الغُدْرانِ فلا يَزَالُونَ حاضِرَةً يَشْرَبُونَ الماءَ العِدَّ حتى يَقَعَ رَبيعٌ بالأرْضِ خَرَفِيّاً كانَ أو شَتِياً فإذا وَقَعَ الرَّبيعُ تَوَزَّعَتْهُم النُّجَعُ وتَتَبَّعُوا مَساقِطَ الغَيْثِ يَرْعَونَ الكَلأ والعُشْبَ إذا أعْشَبَتِ البِلادُ ويَشْرَبُونَ الكَرَعَ وهُوَ ماءُ السَّمَاءِ فلا يَزالُون في النُّجَعِ إلى أنْ يَهِيجَ العُشْبُ منْ عامٍ قابِلٍ وتَنِشَّ الغُدْرَانُ فيَرْجِعُونَ إلى مَحاضِرِهِمْ على أعْدَادِ المِياهِ .
وقالَ اللَّيْثُ : بَلَغَنا أنَّ مُعاوِيَةَ Bه قالَ لرجُلٍ كانَ يأكُلُ معَه على مائِدَتِه فغاظَهُ كَثْرَةُ أكْلِه : إنَّكَ لَبَعِيدُ النُّجْعَةِ أي : بَعيدُ الطَّلَبِ للشّبَعِ فقالَ : لعَنَ اللهُ طَعاماً يُؤْذى عليهِ أهْلُه وكانَ تَنَاوَلَ دجاجَةً منْ بَيْنِ يَدَيْهِ رضي اللهُ عنه .
وشُجَاعٌ نُجاعٌ بضمِّ النُّونِ : إتْبَاعٌ لهُ ولا يُفْرَدُ .
والنَّجِيعُ كأمِيرٍ : خَبَطٌ يُضْرَبُ بالدَّقِيقِ والماء ثُمَّ يُوجَرُ الإبِلَ أي : تُسقاهُ وقدْ نَجَعْتُها إيّاه وبهِ ومنْهُ حديثُ عليٍّ : وهُوَ يَنْجَعُ بَكَراتٍ لهُ دَقيقاً وخَبَطاً أي : يَعْلِفُها .
والنَّجِيعُ منَ الدَّمِ : ما كانَ إلى السَّوادِ أو هُوَ الدَّمُ مُطْلَقاً وقالَ يَعْقُوبُ : هُوَ الدَّمث المَصْبُوبُ وبه فُسِّرَ قَوْلُ طَرَفَةَ : .
عالَيْنَ رَقْماً فاخِراً لَوْنُه ... منْ عَبْقَرِيٍّ كنَجِيعِ الذِّبِيحْ أو : دَمُ الجَوْفِ خاصَّةً نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عن الأصْمَعِيِّ وقيلَ : هُوَ الطَّرِيُّ منهُ قالَ الشّاعِرُ : .
وتُخْضَبُ لِحْيَةٌ غَدَرَتْ وخانَتْ ... بأحْمَرَ منْ نَجِيعِ الجَوْفِ آنِ ويُقَالُ : طَعْنَةٌ تَمُجُّ النَّجِيعَ أي : دَمَ الجَوْفِ وقالَ المَرّارُ بنُ سَعِيدٍ : .
تَنَفَّسُ طَعْنَةٌ نَجْلاءُ مِنْه ... ويقْلِسُ جانِباهُ دَماً نَجِيعَا وقالَ أبو عَمْروٍ : أنْجَعَ الرَّجُلُ : إذا أفْلَحَ .
وقالَ غَيْرُه : أنْجَعَ الفَصِيلَ : أرْضَعَه كما في التَّكْمِلَة .
وانْتَجَعَ : طَلَبَ الكَلأَ في مَوْضِعِه قالَ سُوَْيَدٌ اليَشْكُرِيُّ : .
هَلْ سُوَيْدٌ غَيْرُ لَيْثٍ خادِرٍ ... ثَئِدَتْ أرْضٌ عليهِ فانْتَجَعْ وقالَ ابنُ الرِّقاعِ : .
ولَيْسَ يأكُلُ ممّا أنْبَتَتْ أحَدٌ ... ولَوْ تَقَلَّبَ في الآفاقِ وانْتَجَعا