قُلْتُ : ومِذْعَى أيْضاً : ماءٌ لغَنِيِّ ابنِ أعْصُرَ كما في المُعْجَمِ .
وممّا يُسْتَدْرَكُ عليهِ : تَمَذَّعْتُ الشَّرَابَ : شَرِبْتُه قَليلاً قَليلاً كما في التَّكْمِلَةِ .
ومَذَعَ الضَّرْعَ مَذْعاً : حَلَبَ نِصْفَ ما فيهِ نَقَلَهُ ابنُ القَطّاعِ .
مرع .
المَرِيعُ كأمِيرٍ : الخَصِيبُ نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ كالمِمْراعِ بالكَسْرِ عن ابْنِ دُرَيْدٍ يُقَالُ : غَيْثٌ مِمْرَاعٌ كمَرِيعٍ وفي حدِيثِ جَريرٍ رضيَ اللهُ عنْهُ : وجَنابُنَا مَرِيعٌ ج : أمْرُعٌ وأمْراع قالَ الجَوْهَرِيُّ : كيَمِينٍ وأيْمُنٍ وأيْمانٍ وأنْشَدَ لأبي ذُؤَيْبٍ : .
أكَلَ الجَميمَ وطاوَعَتْهُ سَمْحَجٌ ... مَثْلُ القَناةِ وأزْعَلَتْهُ الأمْرُعُ قالَ ابنُ بَرِّيّ : لا يَصِحُّ أنْ يُجْمَعَ مَرِيعٌ على أمْرُعٍ لأنَّ فَعِيلاً لا يُجْمَعُ على أفْعُلٍ إلاّ إذا كانَ مُؤَنَثَّاً نَحْوَ يمين وأيْمُنٍ وأمّا أمْرُعٌ في بَيْتِ أبي ذُؤَيْبٍ فَهُو جَمْعُ مَرْعٍ وهُوَ الكَلأُ .
قلتُ : وهذا الّذِي أنْكَرَهُ ابنُ بَرِّي على الجَوْهَرِيُّ هُوَ قَوْلُ أبي سَعِيدٍ و الّذِي ذَهَبَ إليْهِ من أنَّه جَمْعُ مَرْعٍ فهُوَ قَوْلُ الأصْمَعِيِّ حكى أنّه جَمْعُ مَرَعٍ مُحَرَّكَةً ومَرُعٍ كنَدُسٍ ومَرْعٍ بالفَتْحِ كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ وكِلاَ القَوْليْنِ صَحِيحٌ فتأمَّلْ .
مَرعَ الوادِي مُثَلَّثَةَ الرّاءِ مَراعَةً كسَحابَةٍ ومَرْعاً : أكْلأَ وأخْصَبَ كأمْرَعَ وقيلَ : لَمْ يأتِ مَرَعَ وقال ابنُ الأعْرَابِيّ أمْرَعَ المَكَانُ لا غَيْرُ .
وفي المَثَلِ : أمْرَعَ وادِيهِ وأجْنَى حُلَّبُهْ قالَ ابنُ عَبّادٍ : يُضْرَبُ لِمَن اتَّسَعَ أمْرُه واسْتَغْنَى .
ويُقَالُ : أرْضٌ أُمْرُوعَةٌ بالضَّمِّ أي : خِصْبَةٌ .
وقَدْ أمْرَعَتْ : إذا أعْشَبَتْ فَهِي مُمْرِعَةٌ قالَهُ ابنُ شُمَيْلٍ .
ومَرَعَ رَأسَهُ بالدُّهْنِ كمَنَع : مَسَحَهُ وقيلَ : أكْثَرَ منْهُ وأوْسَعَهُ كأمْرَعَهُ وعلى الأخِيرِ اقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ وأنْشَدَ قَوْلَ رُؤْبَةَ : .
" كغُصنِ بانٍ عُودُه سَرَعْرَعُ .
" كأنَّ وَرْداً منْ دِهانٍ يُمْرَعُ .
" لَوْنِي ولَوْ هَبَّتْ تَسْفَعُ يَقُول : كأنَّ لَوْنَه يُعْلى بالدُّهْنِ لصَفائِه .
ومَرَعَ شَعْرَهُ : رَجَّلَهُ عن ابنِ عَبّادٍ .
وقالَ أيْضاً : رَجُلٌ مَرِعٌ ككَتِفٍ : يَطْلُبُ المَرْعَ أي الخِصْبَ وفي الأساسِ : يُحِبُّ المَرْعَ وفَرَّقَ بَيْنَ المَرِعِ والمُتَمَرِّعَِ فالأُولَى مُحِبُّ المَرْعِ والثانِيَةُ طالِبُه ووَحدَّهُمَا ابنُ عَبّادٍ فتأمَّلْ .
وقالَ ابنُ دُرَيدٍ : مارِعَةُ : أبو بَطْنٍ وكانَ مَلِكاً في الدَّهْرِ الأوّلِ وهُمْ المَوَارِعُ لوَلَدِه .
والمُرَعَةُ كهُمَزَةٍ كما نَقَلَه الجَوْهَرِيُّ عنِ ابْنِ السِّكِّيت وصَوَّبَ الصّاغَانِيُّ أنَّه مِثْلُ غُرْفَةٍ قالَ : وهكذا رَأيْتُه في كِتابِ الطَّيْرِ لأبي حاتِمٍ السِّجِسْتانِيِّ بخَطِّ أبي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بنِ القاسِم الأنْبَاريِّ مضْبُوطاً بسكون الراءِ ضبْطاً بَيِّناً قال : وكذلكَ رَأيْتُ في نُسْخَةٍ أُخْرَى من هذا الكتاب أيضاً صحيحة مضْبُوطاً هكذا بفَتْح الراءِ في الواحِدِ قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هو طَائِرٌ يُشْبِهُ الدُرّاجَ وقالَ أبو عَمْروٍ : هو طائِرٌ أبْيَضُ حَسَنُ اللَّوْنِ طَيِّبُ الطَّعْمِ في قَدْرِ السُّمانَي لا يَظْهَرِ إلا في المَطَرِ وقالَ ابنُ الأثيرِ : يَقَعُ في المَطَرِ منَ السَّماءِ ج : مُرَعٌ مِثْلُ : رُطَبٍ ورُطَبَةٍ وأنْشَدَ أبو حاتِمٍ في كِتابِ الطَّيْرِ : .
بهِ مُرَعٌ يَخْرُجْنَ منْ خَلْفِ وَدْقِه ... مَطَافيلُ جُونٌ رِيشُهَا يَتصَبَّبُ قالَ الصّاغَانِيُّ : هكذا أنْشَدَه والشعْرُ لمُلَيْحِ بنِ الحَكَمِ الهُذَلِيِّ يَصِفُ سَحاباً والرِّوايَةُ : .
تَرَى مُرَعاً يَخْرُجْنَ منْ تحْتِ ودْقِه ... منَ الماءِ جُوناً رِيشُها يتَصَبَّبُ قلت : وأنْشَدَه ابنُ الأعْرَابِيّ أيْضاً في النّوادِرِ هكذا إلا أنَّهُ قالَهُ : لَهُ مُرَعٌ وقَبْلَ البَيْتِ بَيْتَانِ هما :